د. إبراهيم عبدالفتاح: الإخوان والسلفيون يشترون بعض الأئمة لخدمة مخططاتهم من على منابر المساجد

كتب: وائل فايز

د. إبراهيم عبدالفتاح: الإخوان والسلفيون يشترون بعض الأئمة لخدمة مخططاتهم من على منابر المساجد

د. إبراهيم عبدالفتاح: الإخوان والسلفيون يشترون بعض الأئمة لخدمة مخططاتهم من على منابر المساجد

شن الدكتور إبراهيم عبدالفتاح، منسق حركة «الأئمة الأحرار» هجوماً حاداً على قرار الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بـ«توحيد خطبة الجمعة»، مؤكداً أن القرار يصب فى صالح التيارات الدينية المتشددة، ويحول الأئمة لحالة جمود ويؤدى لإضعافهم. وأضاف «عبدالفتاح»، فى حواره لـ«الوطن»، أن الإخوان والسلفيين استغلوا ظروف بعض الأئمة المادية واستطاعوا شراءهم بالمال والإغراءات لخدمة مخططاتهم والترويج لأفكارهم الهدامة من على المنابر، لافتاً إلى أن 20% فقط من الأئمة هم من التزموا بقرار توحيد خطبة الجمعة.[FirstQuote] ■ كيف ترون قرار توحيد خطبة الجمعة؟ - قرار غير صائب وغير مدروس، ومن وجهة نظر الحركة فإنه «مشروع فاشل» ولم يلتزم به الجمعة الماضى سوى 20% من الأئمة إما اعتراضاً على القرار أو بسبب عدم وصول القرار إليهم، لأن الوزارة تخاطب الأئمة من خلال موقعها الإلكترونى ومعظم الأئمة ليست لديهم أجهزة كمبيوتر. كما أن القرار فى حد ذاته يؤدى إلى إصابة الدعاة بالجمود وتحويلهم إلى موظفين بلا عقل أو إبداع. ■ كيف؟ - لأن الوزارة تحدد عناوين الموضوعات وتكتب نص الخطبة، وبالتالى ليس فى وسع الأمام سوى قراءة الخطبة بكل عناصرها أمام الجمهور دون اجتهاد أو بحث، كما أننا نرفض الخطاب الدينى الموجه والمُسيس، والخطبة الموحدة نموذج صارخ لذلك، علاوة على أن توحيد الخطبة يتعارض مع طبيعة الجمهور واختلاف البيئات والمناطق والقضايا المستجدة، فالموضوعات التى يتم طرحها فى الأماكن الراقية لا تتناسب مع الأحياء الشعبية أو الريفية والعكس، ويختلف الجمهور من الريف إلى الحضر ومن الصعيد إلى وجه بحرى. ■ لماذا اعترضتم على موضوع أول خطبة موحدة عن العشوائيات؟ - نحن نتساءل ما علاقة الخطيب والإمام بالعشوائيات وتطويرها، وهل الحل فى يد المواطنين البسطاء أم فى يد الدولة؟ فوزير الأوقاف يحضر اجتماعات مجلس الوزراء وعليه إثارة هذا الأمر فى تلك الاجتماعات. ■ هل يتعارض توحيد الخطبة مع الشرع؟ - نعم، فقد قال رسول الله، عليه الصلاة والسلام: «حدثوا الناس بما يعلمون أتريدون أن يكذب الله ورسوله». إذن كيف نخاطب البدو وجمهور المناطق الراقية عن العشوائيات؟ وكيف نكلم أهالى المناطق الشعبية عن العشوائيات وليس بيدهم الحل والعقد. ■ برأيك.. ما الهدف من قرار توحيد الخطبة؟ - القرار يصب فى اتجاه الحجر على حرية الإمام ويزيد من الضغوط الأمنية، وبالتالى كان لا بد من حوار مجتمعى مع الدعاة والجمهور قبل إصدار مثل تلك القرارات. ■ لكن وزير الأوقاف أعلن أن القرار صدر بعد دراسة واستشارة القطاع الدينى بهدف ضبط الخطاب الدعوى؟ - هذا القرار هدام وفكرة عقيمة تقضى على البحث والاطلاع لدى الأئمة، ويحولهم إلى نظام الخطب العثمانية والدعاء للسلطان العثمانى. وأذكر أنه تم توحيد الخطبة فى عهد الملك فاروق وتم امتداحه ونفاقه إلى حد أن نسبه الأئمة لـ«الأشراف»، والناس لفظت الخطباء وضاقت ذرعاً بالخطاب الدينى الموجه من الدولة، وأخشى أن نخسر ثقة الجماهير لو استمر توحيد الخطبة مما يؤدى إلى انصرافهم واستماعهم لمشايخ الإخوان والسلفية. ■ هل ستنجح تجربة توحيد موضوع الخطبة مثلما هو متبع فى السعودية؟ - بالطبع لا، لأن الخطب المكتوبة تحول الإمام إلى أعمى وأصم وأخرس، ويتحول الإمام لمجرد أداة، بينما الخطبة تحتاج لعنصرين مهمين، هما الإقناع والإمتاع بالدليل وبالإجادة فى إلقاء الخطبة ومخاطبة الجمهور. ■ كيف يشترى الإخوان الأئمة؟ - يلعب الإخوان على الوتر الضعيف لدى الإمام وهو «الماديات»، وبعض الدعاة ضعفاء أمام إغراءات الإخوان، فهم يقومون بعمل مشروع لهذا الإمام أو توفير فرصة عمل له من باب الجذب وتحسين الدخل. ولدى نماذج كثيرة تؤكد كلامى وبالتالى يسخر هذا الإمام منبره لخدمة الإخوان، وكلمة الخطيب على المنبر لها مفعول السحر والتأثير على الجماهير، بينما وزارة الأوقاف فى وادٍ آخر. ■ لكن «الأوقاف» تعلن كل أسبوع سيطرتها على عدد من مساجد المتشددين؟ - للأسف فالوزارة تسيطر على المبانى وليس العقول، وفى ظل سياسة الوزارة الحالية أتوقع أن يسيطر الإخوان على الدعاة. ومعظم المظاهرات التى تنطلق كل جمعة يشعلها ويساعد على انطلاقها الدعاة من مساجدهم، ومعظم الدماء التى تسيل مسئول عنها الخطاب الدينى، فلا توجد سيطرة حقيقية على بيوت الله. ■ ما علاقة حركة «الأئمة الأحرار» بالإخوان؟ - نحن كحركة خلعنا بيعة «مرسى» فى أول يوليو الماضى، وباركنا خارطة الطريق، وأرسلنا للمشير عبدالفتاح السيسى مشروع تطوير الخطاب الدينى بعد الإهمال الذى يعانيه على يد المؤسسة الدينية والأساليب التقليدية التى تتبعها «الأوقاف»، بهدف تطوير الخطاب.