«الرقصة الأخيرة».. ولحظة الحساب..!

دائماً ما تأتى لحظة «الإفاقة» بعد فوات الأوان، ووقتها لا ولن ينفع الندم أو الاستجداء، وحينها سيكتشف الخائن أى «ورطة» قد أوقع نفسه فيها وأن وقت الحساب قد حان، فقد بات عليه انتظار «القصاص» العادل على ارتكابه جرائم القتل والخيانة..!

بعد غيبوبة دامت عدة سنوات أفاق 12 من العناصر الإرهابية «الإخوان» -بعد طول تمترس خلف «وهم حماية الجماعة» لهم- على واقع احتجازهم لدى السلطات التركية استعداداً لترحيلهم إلى مصر قريباً لإدانتهم فى قضايا إرهابية إلى جانب مخالفاتهم لقواعد الإقامة فى تركيا، ليواجهوا مصيرهم المحتوم ليس انتقاماً بل قصاص عادل لـ«أنهار دماء الأبرياء» التى أسالوها بغير رحمة أو ذنب..!

فات على هؤلاء الإرهابيين المخدوعين أن يفيقوا من «خداع أباطرة الدم» الذين ورطوهم فيما هم فيه الآن، على الرغم من الشواهد العديدة التى توالت منذ اعتصامهم فى «رابعة العدوية»، التى كانت بدايتها وقت أن تخفى مرشدهم «بديع الخداع والخيانة» فى زى «امرأة منتقبة» ليترك أعضاء جماعته وحدهم ليواجهوا مصيرهم بأنفسهم باعتبارهم «ملح الأرض»..!!

منذ تأسيسها قبل نحو 91 عاماً اعتادت جماعة الإخوان الإرهابية أن تقفز بين «دوائر الأبيض والأسود» -وفق موروثاتها- من خلال إظهار ما لا تبطن «مبدأ التقية» فى كل ما يتعلق بتحركاتها لخداع الرأى العام، وبخاصة الشباب المغلوب على أمره.. ولا يغيب عن أحد أن استراتيجية هذه «الجماعة» تعتمد على الغش والخداع.. فتاريخها الأسود بات مكشوفاً للجميع، فإسلامهم يحلل الحرام.. ويحرم الحلال «وفق رغبتهم».. ويصبح الكذب فيه سياسة.. والخداع ذكاءً.. والقتل جهاداً.. والخيانة شرفاً.. ولم يكن ما جرى فى قاعات محاكماتهم، على جرائمهم الدنيئة قبل أقل من 3 سنوات يبعد عن ذلك، إذ كان حلقة جديدة فى سلسلة محاولاتهم التى «تقطر سذاجة» لإعادة ممارسة الخداع.. وإن كان قد اتخذ مظهراً مغايراً عما اعتادوا الظهور به طوال سنوات عمرهم.. فلجأوا إلى «عروض الاستربتيز» بدلاً من اللحية والجلباب.. ويبدو أن هذه العروض ستدخل ضمن أدبيات الجماعة التى اختار أحد قادتها أن يبدأها فى ساحة القضاء لتتوالى عروض بقية أعضاء الجماعة أمام قضاة مصر الذين يحاكمونهم على جرائمهم التى ارتكبوها بدم بارد..!

فى تطور لحظى وفق تاريخ جماعته فى الخداع فاجأ محمد البلتاجى الرأى العام خلال محاكمته فى القضية المعروفة إعلامياً بـ«أحداث عنف البحر الأعظم» يوم الخميس 24 نوفمبر 2016 بقوله إنه ضد ما يحدث فى سيناء، وإنه غير متفق مع الفصائل الموجودة هناك، مشيراً إلى أن مقطع الفيديو الذى ظهر فيه خلال «اعتصام رابعة» يقول «إن ما يحدث فى سيناء يتوقف فى اللحظة التى يعود فيها مرسى للحكم»، هو مقطع سياسى «لا يدعو فيه لأى تحريض»، مضيفاً «نحن نكن كل الاحترام لقواتنا المسلحة»!!

الأمر لم يتوقف عند رقصة «الاستربتيز» التى أداها البلتاجى بكل إتقان بعد أن تراجع عن شجاعته التى كانت أقرب إلى شجاعة «فارس على حصان حلاوة» بل لحقه عرض آخر من جانب «إرهابيين إخوان» خلال محاكمتهم فى قضية «أحداث العدوة» أثناء دخول مرشدهم «الشيطانى» محمد بديع قفص الاتهام، إذ هتف هؤلاء الإرهابيون «يسقط.. يسقط حكم المرشد.. يحيا السيسى وتحيا مصر.. الجيش والشعب إيد واحدة.. عبدالناصر قالها زمان الإخوان ما لهمش أمان»..!!

عروض «استربتيز أشاوس الجماعة» جاءت بعد تلك السلسلة من استعراضات القوة «الوهمية» التى أدّوها خلال اعتصامى «رابعة والنهضة» اللذين كانا أقرب إلى «مزرعة للخرفان»، إذ كان أحد رموزهم قد خرج علينا بنبرة صوت حاول جاهداً أن يكسبه هيبة زائفة.. ونطق بكل صفاقة وفجور وتحدٍّ لإرادة ملايين المواطنين التى لفظتهم بالفعل من كامل المشهد الوطنى ليهدد قائد المؤسسة العسكرية الوطنية الفريق عبدالفتاح السيسى -وقتها- بتلك الجملة «البلهاء»: أنا بحذرك يا سيسى «ليخرج مشهده فى النهاية كوميدياً» أقرب إلى «مشاهد الفارس» -أى الضحك للضحك بلغة السينما المصرية- ليلحق هذا «المسخ» بتهديده «الأبله» بـ«عريان الجماعة» الذى سبق أن شرخ حنجرته بتعبير أكثر بلاهة «سنستدعى جيشنا وسنشعل الحدود ناراً»..!

إلى جانب تلك التهديدات التى انزلقت من أفواه «أباطرة الإرهاب» ليضيف الجميع تأكيداً جديداً بأننا أمام جماعة احتمت خلف ميليشياتها المسلحة فى محاولة يائسة لإدارة سياسة انتقامية دموية من مجتمع ركلهم خارجه، ويكشفون فى النهاية عن مدى الوحشية التى تفترس قلوبهم وإدمانهم سفك الدماء وبخاصة دماء الأبرياء، باعتبار أن ذلك نصر لدين الله «على حد ادعائهم».!! فهم بالفعل «تجار الدم وأثرياؤه» ولا يهمهم سوى ترويع المواطنين والخروج على الآمنين بـالسيف وإزهاق أرواح أبرياء بقنبلة موقوتة وحصد أرواح مواطنين برصاصات أسلحة ميليشياتهم ومرتزقتهم الذين أسكنهم «مندوبهم الرئاسى المطرود المخلوع مرسى العياط» فى سيناء.. وإشعال الحرائق فى مؤسسات الدولة والمساجد والكنائس وأقسام الشرطة واستنساخ «أبوغريب أو جوانتانامو» لتعذيب الآخرين وإدارة مجازر بشرية وقت «اعتصام رابعة» وخلال أحداث «قصر الاتحادية الجمهورى»!

مع كل هذه السلسلة من التراجعات فلا يزال عدد من «بلهاء الجماعة» يتوهمون أنه بإمكان قيادات جماعتهم حمايتهم، إذ نشر شباب الجماعة الهاربون بالخارج فيديوهات يطالبون فيها قياداتهم الهاربة فى تركيا بالتحرك لحماية «دستة الأشرار» المرحلين إلى مصر، وقال أحدهم: «إننا هنشوف الناس كلها بتترحل واحد ورا التانى واللى بيقولوا متتكلموش إيديهم فى الميه الباردة.. واحنا رايحين كده فى 60 داهية.. وخلينا ننقذ بعض».

وفى النهاية يجب ألا تأخذنا بهم شفقة أو رحمة لأنهم لم يكونوا فى يوم من الأيام «جملة مفيدة» فى دفتر أحوال الوطن، بل كانوا مجرد «جملة اعتراضية» أو الأصح «ليس لها موقع من الإعراب» فى ذاكرة مصر.. ولأنهم لم ينجحوا فى أن يكونوا «رقماً» صحيحاً فى معادلة العمل الوطنى، بل كانوا مجرد «كسر عشرى» على هامش «مسألة حساب المسئولية الوطنية».. ولأنهم هددوا وطناً وشعباً ولم يحموا حضارة أو تاريخاً.. ولأنهم بددوا دماء شهداء ولم يصونوا حلم ملايين فى صياغة مستقبل أفضل.. ولأنهم فرّقوا أخوة ورفقاء درب وكفاح ولم يجمّعوا شركاء الوطن.. ولأنهم أسالوا الدماء ولم يحقنوها.. ولأنهم كل ذلك فلن تخيل علينا «رقصتهم الأخيرة».. فقد سقطوا «عمداً» من تاريخ الوطن.. ولن يعودوا أبداً..!.. ولك يا أحلى اسم فى الوجود ولمواطنيك ولقائدك السلامة دائماً.