كيف دعّم أردوغان «داعش»؟
- الأراضى السورية
- الأسئلة الصعبة
- الأسبوع الماضى
- الأسواق العالمية
- الأعمال العدائية
- الاستخبارات التركية
- التواصل الاجتماعى
- الجماعات الإرهابية
- الجيش التركى
- آليات
- الأراضى السورية
- الأسئلة الصعبة
- الأسبوع الماضى
- الأسواق العالمية
- الأعمال العدائية
- الاستخبارات التركية
- التواصل الاجتماعى
- الجماعات الإرهابية
- الجيش التركى
- آليات
يوم الجمعة الماضى، أعلن الرئيس ترامب أن مقاتلى «داعش» فى سوريا «هُزموا بنسبة مائة فى المائة»، مؤكداً أن هذا التنظيم، الذى أدمى منطقتنا ومناطق أخرى فى العالم، خسر آخر وجود له على الأرض فى سوريا.
وسارعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أيضاً، من جهتها، إلى إعلان قضائها على «التنظيم»، بينما لا يزال عدد من المقاتلين يحاولون الدفاع عن آخر معاقله فى مواجهة هجوم من «قوات سوريا الديمقراطية».
تلك قصة لطيفة إذاً. يقف الرئيس ترامب متحدثاً إلى الصحفيين بثقة وفخر، ويُظهر لهم خريطتين؛ إحداهما توضح المساحات الكبيرة التى كان يحتلها «داعش» فى الأراضى السورية والعراقية سابقاً، بينما تبرز الثانية انحسار وجود «التنظيم» فى الغالبية العظمى من تلك المساحات، بفعل «سياسة المواجهة الحاسمة».
من جانبى، تخالجنى شكوك كبيرة، ولا يقنعنى المشهد، ولا أجد إجابات لكثير من الأسئلة من نوع: لماذا تم السكوت على «داعش» كل هذا الوقت؟ ومن سمح لمقاتلى «داعش» بالذهاب إلى تلك الأراضى قادمين من أصقاع العالم المختلفة؟ ومَن زوّدهم بالأموال السخية؟ ومن منحهم السيارات والآليات والمعدات الثقيلة؟ ومن وفّر لهم صلة مؤمنة ومستدامة إلى الإنترنت؟ ومن اشترى منهم النفط السورى وحول لهم ملايين الدولارات فى المقابل؟ ومن عالج جرحاهم؟ ومن ضمن لهم أن تجد رسائلهم وفيديوهاتهم طريقاً إلى مواقع التواصل الاجتماعى الرائجة، التى تشرف عليها شركات تكنولوجيا عملاقة تقع مكاتبها الرئيسية فى عواصم غربية كبيرة؟
سيرتاح العالم قليلاً بعدما تم إنهاء التهديد الاستراتيجى «الداعشى» فى تلك المنطقة عبر هذا الإعلان الأمريكى، وما سيتلوه من عمليات عسكرية تهدف إلى تنظيف الجيوب «الداعشية» الباقية، لكن تلك الراحة يجب ألا تلهينا عن محاولة إيجاد إجابات للأسئلة السابقة.
فى الأسبوع الماضى، نشر موقع أمريكى يحمل اسم «هوم لاند سيكيورتى توداى» Homeland Security Today، وهو موقع يقدم نفسه بوصفه مملوكاً لشركة تقدم خدمات للحكومة الأمريكية، ما قال إنه نص مقابلة مع قيادى «داعشى» يُدعى أبومنصور المغربى، تم سجنه فى العراق. وفى تلك المقابلة، التى نشرها موقع «الحرة» المملوك للحكومة الأمريكية، مشيراً إلى أنها أجريت على مدى خمس ساعات فى أحد أيام شهر فبراير الماضى، ستجد الكثير من الإجابات عن تلك الأسئلة الصعبة.
يقول موقع «العربية نت» إن «أبومنصور» كان يعمل مهندس كهرباء فى المغرب، قبل أن ينتقل إلى سوريا فى عام 2013. وكما هو الحال بالنسبة للكثير من المقاتلين الأجانب الذين تم إجراء مقابلات معهم، صرح بأنه «يأمل فى تحرير المسلمين من الأنظمة الديكتاتورية وبناء الخلافة الإسلامية التى تحكمها المثل الإسلامية»، على حد تعبيره.
سافر «أبومنصور» إلى إسطنبول، وعبر الحدود الجنوبية لتركيا إلى سوريا. وكانت محطته الأولى إدلب، حيث اندلعت الأعمال العدائية بين «النصرة» و«داعش». وانتهى به الأمر بالانضمام إلى «داعش»، حيث تم تكليفه بإدارة شبكة من الأشخاص، الذين يتلقون أجوراً لتسهيل سفر المقاتلين الأجانب عبر مدن الحدود التركية غازى عنتاب وأنطاكيا وسانليورفا، وغيرها.
يشير «أبومنصور» فى تلك المقابلة الخطيرة إلى أن «المقاتلين الأجانب كانوا يأتون من أماكن مختلفة، من شمال أفريقيا فى الغالب»، وأن عدد الأوروبيين لم يكن كبيراً، حيث قدّرهم بنحو أربعة آلاف. ويتابع: «لغاية عام 2015 كان هناك 13 ألف مقاتل من تونس، وأربعة آلاف من المغرب، وعدد أقل من المقاتلين من ليبيا، لأن لديهم تنظيماً هناك».
يقول القيادى «الداعشى» إن وظيفته تمثلت فى «حراسة الحدود بين سوريا وتركيا واستقبال المقاتلين، قبل أن أصبح أميراً».
وعندما تم سؤال «أبومنصور» عما إذا كان تم السماح لمقاتلى تنظيم داعش المصابين بعبور الحدود وتلقى الرعاية الطبية فى تركيا، اتّضح أنه لم يكن مجرد أمير، بل كان «دبلوماسياً» لـ«داعش»، حيث تضمّن عمله إجراء مفاوضات مع السلطات التركية فى هذا الشأن وشئون أخرى عديدة.
قال «أبومنصور»: «كانت هناك بعض الاتفاقات والتفاهمات بالنسبة للمصابين بين الاستخبارات التركية وجهاز الأمن فى تنظيم (داعش).. لقد عقد الكثير من الاجتماعات المباشرة مع رجال الاستخبارات التركية».
عندما سُئل المغربى، مَن بالضبط فى الحكومة التركية كان يلتقى أعضاء «داعش»؟ قال: «بعض الأحيان كانوا من الاستخبارات التركية، وأحياناً أخرى كانوا ممثلين عن الجيش التركى، حيث كانت معظم الاجتماعات تتم فى مواقع عسكرية أو فى مكاتبهم، وكانت معظم الاجتماعات قريبة من الحدود، وبعضها فى أنقرة، وبعضها الآخر فى غازى عنتاب». ويؤكد القيادى أبومنصور: «مررت بالحدود، وسمحوا لى بالمرور، وعند الحدود كان الأتراك يوفرون لى سيارة وحماية، كان هناك فريق من شخصين إلى ثلاثة أشخاص من تنظيم داعش معى، وكنت مسئولاً عنهم طوال الوقت. وفى إحدى المرات أخبرونى بأن الرئيس أردوغان يريد أن يرانى على انفراد.. كدت أن أقابله كما أخبرنى أحد ضباط الاستخبارات، لكن ذلك لم يحدث».
لم نكن بحاجة إلى قراءة تصريحات أبومنصور المغربى، لموقع مقرب من الحكومة الأمريكية، لكى ندرك أن «داعش» لم يكن اختراعاً عبثياً أو مُنتجاً ذاتياً، بقدر ما كان ابتكاراً قامت عليه أجهزة استخبارات، وعمدت إلى رعايته واحتضانه وحمايته لينفذ مهمة محددة.
فالأسئلة التى تم طرحها فى بداية هذا المقال لم تكن فى حاجة إلى إجابات، بقدر ما كانت فى حاجة إلى توثيق الإجابة، لأننا جميعاً نعلم أن آلاف المقاتلين الذين ذهبوا إلى سوريا والعراق للقتال هناك إنما مروا، فى الغالب، عبر الحدود التركية، كما نعرف أن السلطات التركية هى من قام بتسهيل عمل الجماعات الإرهابية فى سوريا تحديداً، حتى إن اسم نجل الرئيس أردوغان (بلال) ورد كثيراً فى وثائق مهمة باعتباره وسيط شراء النفط من «داعش»، وبيعه فى الأسواق العالمية.
الغريب أن تركيا عضو فى «الناتو»، و«أردوغان» يواصل لعب دور الزعيم الدولى المبجل المدافع عن الإسلام والمسلمين، بينما تتكشف الوقائع يوماً بعد يوم، لتثبت دوراً، لا يمكن إنكاره، لأنقرة فى دعم الإرهاب.
هؤلاء لم يحاربوا الإرهاب بقدر ما استخدموه.
- الأراضى السورية
- الأسئلة الصعبة
- الأسبوع الماضى
- الأسواق العالمية
- الأعمال العدائية
- الاستخبارات التركية
- التواصل الاجتماعى
- الجماعات الإرهابية
- الجيش التركى
- آليات
- الأراضى السورية
- الأسئلة الصعبة
- الأسبوع الماضى
- الأسواق العالمية
- الأعمال العدائية
- الاستخبارات التركية
- التواصل الاجتماعى
- الجماعات الإرهابية
- الجيش التركى
- آليات