"به حيوانات نادرة ومنقرضة".. متحف حديقة الحيوان ذاكرة الحياة البرية

كتب: صفية النجار

"به حيوانات نادرة ومنقرضة".. متحف حديقة الحيوان ذاكرة الحياة البرية

"به حيوانات نادرة ومنقرضة".. متحف حديقة الحيوان ذاكرة الحياة البرية

بعيداً عن صخب الزوار وضجيج الباعة وأصوات الحيوانات والطيور، فى فناء فسيح تحيط به الخضرة والزرع يتوسطه بناء أبيض اللون، يتم الدخول إليه بطريقة مرحة بالقرب من البوابة الثانية لحديقة حيوان الجيزة، حيث يعبر الزائر الكوبرى الخشب يعلو البحيرة الصغيرة المحيطة بالمتحف الحيوانى الذى يضم الآف الحيوانات المحنطة والتى انقرض العديد منها، بابه القديم يشعرك بالاتيارح وكأنه منزل كلاسيكى، لكن هذا الشعور لايستمر سوى لحظات، فعندما تتقدم باتجاة البهو الأوسط تمتزج مشاعر الرعب والانهبار معاً فى وقت واحد.

تبدو صورة البهو الأوسط بالمتحف الحيوانى وكأنه مجموعة ألواح خشبية قديمة، متراصة بشكل عشوائى، وبالاقتراب منها تجدها هياكل عظام لحيوانات محنطة منذ مائة عام تم إعادة هيكلتها و"تربيطها" بأسلاك  وخيوط ودعامات حديدية لتأخذ شكلها المعهود سواء كان الهيكل لحيوانات زاحفة أو كائنات بحرية أو ذوات الأربع قوائم، فى شكل يبهرك تصميه، لكنها رغم ذلك عجزت عن مضاهاة إعجاز الخالق الذى جعلها تتصل ببعضها دون دعامات وأسلاك حديدية تبتثها بهيئة معينة، سبحانه "خلق فسوى".

وعلى أرضية البهو الأوسط المصممة بطريقة غابة إستوائية بها أدغال وأحراش تقف هياكل عظام الحيوانات التى تمشى على أرجل، وبعض هياكل الحيوانات الزاحفة، فيما يعلوهم الحوت المصرى الأضخم الممتد بطول البهو وتم وضعه فى المتحف عام 1932.

عقب نقوفه وظهوره على شواطئ الإسكندربة، وفى مؤخرة البهو تجد بعض الطيور التى تلتهم فرائسها وهى واقفة على الضخرة، لترى حيوانات حقيقة فى الغابة وتراها مرة أخرى بعد موتها مثل الفيل والزرافة ووحيد القرن وغيرهم من الحيواناتالتى نفقت قبل ذلك.

 

وبتجول "الوطن" داخل المتحف وجدته يضم العديد من الحيوانات التى لم تقتصر فقط على حيونات الحديقة النافقة حسبما كان مخطط للمتحف فى بداية إنشائه، بل يضم العديد من بيئات الحيوانات والطيور حول العالم وكذلك الأسمالك والكائنات البحرية، فضلاً عن الفراشات، والبنادق والأدوية المستخدمة فى صيد الحيوانات، وطائر "أوز الفول" الذى أهداه الملك فارق للمتحف، بالإضافة إلى مجموعة هياكل عظمية للإنسان ليحاكى المتحف الحياة البرية بشكل كامل.

وترجع فكرة إنشاء المتحف الحيوانى لمديرعام حديقة الحيوان عام 1906 حينما كان لديه رغبة شديدة فى الاحتفاظ بالحيوانات النافقة فى الحديقة وخاصة النادر منها والمنقرض، ليكون المتحف مرجع للمهتمين، بحسب الدكتورة فاتن قابيل، مدير إدارة المتاحف التى أكدت أنه تم إنشائه عام 1014 وكان عبارة عن طابق واحد، شهد بعدة تطورها فى عام 1963 بإضافة طابق أخر يضم حيوانات البيئة المصرية، وعام 1988 تم تغيير الدراما الخاصة بالغرض من الخشب إلى الزجاج وأخر تعديل كان فى عام 2010 حيث تم توسيعه ليصبح 3 طوابق تشمل حيوانات من كل بيئات العالم والكائنات البحرية، وبيئة الأمازون وحيوانات أفريقيا.

وبجانب الهياكل العظمية للحيوانات وجلودها المدبوغة على هيئة حيوانا حقيقة موجودة فى عدة أقسم يشمل المتحف غرفة محاضرات خاصة بالحياة البرية  وغرفة المجموعة العلمية المرجعية، وقد أوضحت "قابيل" أنه تم إهداء المتحف مجموعة من الرؤس والجماجم منذ أكثر من 100 سنة، بالإضافة إلى التمساح الفرعونى المحنط بأحشائه على الطريقة الفرعونية على عكس التحنيطم المعهود فى المتحف الذى يقوم على تفرغة إحشاء الحيوانات وفصل جلده وحشوة بالفيبر والحديد ليأخذ وضعيته المعهود عليها". 

ولأن حيوانات البيئة المصرية ذات طابع خاص وجديرة بالاهتمام بها فقد حرصت إدراة المتحف على تجميعهاً فى قاعة خاصة بها لكى يتعرف عليها المواطن، فضلاً عن حرص إلإدراة على الحيوانات المحنطة بوضع مواد كيميائية داخل فترينات العرض للقضاء على أى نوع من البكتريا والحشرات التى قد تتلف التحنيط "المواد الحافظة بتتغر كل 6 شهور ولو فى ريشة من حيوان وقعت نبلغ بيها إدارة المتحف".

وفى هذة الفترة يسعد المتحف لاستقبال "زيزرى" أنثى وحيدة القرن التى نفقت منذ أيام ويجرى الأن تحنيطها بحسب إدارة الحديقة استعداداً لوضعها فى المتحف بعد معاينتها والموافقة عليها، لتلتحق بشقيها وحيد القرن المنحط فى المتحف وتصبح أخر حيوان يتم تحنيطه فى المتحف بعد أن كان "إنسان الغابة" هو أخر حيوان تم تحنيطه.


مواضيع متعلقة