"كشري وتمر هندي وكبدة".. غذاء رخيص يهدد حياة تلاميذ القليوبية

10:20 ص | الأحد 24 مارس 2019

{long_qoute_1}

هنا في القليوبية يتحول محيط المدارس في مختلف المدن والقرى والمراكز إلى مايشبة سوق كبير، حيث تنتشر عربات المأكولات والمشروبات والباعة الجائلين الذين يبيعون موادا غذائية وتسالي ومقرمشات وآيس كريم، مصنعة من مواد مجهولة المصدر.

هذه المنتجات التي يشتريها العامة خاصة أطفال المدارس، لاتحمل معظمها شهادات صحية، ولايعرف أحد مكوناتها، وتوزعها مطاعم السندوتشات وعربات الفول والطعمية والكشري بمحيط المدارس، وربما تكون غير مرخصة، وتقدم رخيصة لجذب الأطفال والتلاميذ، ويعوض أصحاب هذه المأكولات والمشروبات فرق الأسعار باستخدام خامات رديئة.

الخطير في الأمر هو الإقبال علي هذه المأكولات رغم التحذيرات من خطورتها وهو مايتسبب في وقوع حوادث التسمم الغذائي وكان آخرها بالقليوبية، تسمم سبع طالبات بمعهد فتيات قها الأزهري، إثر تناولهن وجبة من اللحوم المصنعة، حيث أصيبن بقيء وإعياء شديدين وأعراض تسمم، وتبين قيامهن بأكل طعام من خارج المدرسة عبارة عن لحوم مصنعة وسناكس.

كما شهدت مدينة شبرا الخيمة، تسمم خمس طالبات بمدرسة السلام الثانوية الصناعية بشبرا الخيمة بإدارة غرب شبرا الخيمة، بأعراض قيئ وإسهال وارتفاع في درجة حرارة الجسم إثر تناولهن لعصير تمر هندي فاسد خارج المدرسة.

يقول محمود سعيد طالب بمدرسة ثانوي، إنه يقبل علي الوجبات الجاهزة والسندوتشات والعصائر في محيط المدرسة وإنه يرى أن طعمها جيد ولذيذة وشهية، كما أن سعر "السندوتش" علي عربة الكبدة بجوار المدرسة لايتعد خمسة جنيهات، بينما سعر سندوتش الفول الشامي ببنها وصل في المطاعم والمحلات لـ 3 و4 جنيهات، مشيرًا إلى أنه يتوخى الحذر أثناء الأكل من العربات ويحاول التعامل مع البائعين الذين يقدمون أكل جيد وعليهم إقبال.

ويشير خالد حسيب طالب، إلى أن المأكولات خارج المنزل دائما ما تكون، شهية وطيبة، وتؤكل في محيط المدرسة مع تجمع الزملاء والأصحاب مما يدفعه للأكل من هذه العربات والمحلات رغم التحذيرات منها، مضيفا أنه يحاول انتقاء المحلات المضمونة وخاصة عن الخروج مع زملائه لأكل وجبة الكشري المفضلة له.

ويطالب عبدالعزيز شاهين، ولي أمر موظف، مجالس المدن بشن الحملات علي المحلات والعربات المخالفة والباعة الجائلين، مشيرا إلأى أنها تقدم مأكولات مجهولة المصدر تمثل خطرًا على الصحة العامة وهو أمر ينذر بكارثة وخاصة وأن هذه المنتجات يتم إغراء التلاميذ بها من خلال تقديمها بأسعار رخيصة عن المعتاد مما يجعلها في متناول يد الطلاب والتلاميذ رغم خطورتها واستخدام اللحوم الفاسدة فيها وهياكل الدواجن واللحوم المفرومة من الدهون وكلها تمثل خطورة علي الصحة العامة.

الخبراء واساتذة الصحة العامه، أكدوا خطورة المأكولات والمشروبات التي تباع في محيط المدارس ويقبل عليها الطلاب، موضحين أن جميعها تمثل خطرا داهما على الصحة بما فيها الوجبات الجاهزة التي تعرض الأطفال لأمراض السمنة والسكر وغيرها من الأمراض الضارة، وخطورة بعض المنتجات التي يتم تصنيعها من مواد رديئة ولحوم فاسدة وعصائر يتم صبغها بألوان صناعية ضارة تسبب أمراضا خطيرة وقد تودي بحياة الطفل

يوضح الدكتور حمدي الطباخ وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، أن المديرية تشن حملات مكبرة على أماكن بيع الأطعمة والمشروبات داخل وخارج المدارس بصفة دورية، للحد من الظاهرة، وتحرر المحاضر ومصادرة المنتجات الفاسدة وإعدامها.

ويضيف إن الأسرة المصرية بحاجة لمزيد من التوعية حول أهمية منع أولادهم من التعرض لمأكولات الشارع وإرساء ثقافة الوجبة الصحية بالمدرسة، والتشديد علي تناول الطلاب الوجبات الصحية المتوازنة والتي يجب أن يحصل عليها من البيت قبل ذهابه للمدرسة أو الأماكن المرخصة والملتزمة بالقواعد الصحية.

ويقول إن تناول الوجبات الجاهزة باستمرار ودون رقابة يزيد احتمالية إصابة الطفل بالأمراض المزمنة كالسكر والسمنة وارتفاع ضغط الدم والكبد الدهني.

ويحذر الطباخ من المواد والصبغات الملونة التي يتم إضافتها على العصائر أو المعجنات أو الحلويات لأنها موادا مسمومة ومسرطنة، مشيرا إلأى أن العصائر المصنعة وعصائر البودرة عبارة عن مواد كيماوية لها أضرار كثيرة بسبب وجود المواد الحافظة التي تؤثر على صحة الطفل بالسلب.