باكستان وماليزيا تتفقان على شراكة استراتيجية وتعاون اقتصادي وعسكري

كتب: بهاء الدين عياد

باكستان وماليزيا تتفقان على شراكة استراتيجية وتعاون اقتصادي وعسكري

باكستان وماليزيا تتفقان على شراكة استراتيجية وتعاون اقتصادي وعسكري

اتفقت باكستان وماليزيا على الارتقاء بعلاقاتهما الثنائية إلى شراكة استراتيجية، وذلك خلال زيارة استغرقت ثلاثة أيام قام بها رئيس الوزراء الماليزي الدكتور مهاتير محمد إلى باكستان، تم الاتفاق خلالها على تعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري والتنسيق في عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها مواجهة الارهاب والإسلاموفوبيا ودعم القضية الفلسطينية، فضلا عن التباحث حول الأوضاع في كشمير.

وثمن رئيس الوزراء الماليزي الدكتور مهاتير محمد متانة الروابط الودية بين ماليزيا وباكستان، وقال أن البلدين عازمتان على تعزيز المزيد من الروابط والتعاون الثنائي القوي بينهما، جاءت تصريحات رئيس الوزراء الدكتور مهاتير محمد خلال كلمة ألقاها في مأدبة العشاء التي أقيمت تكريماً له والوفد الماليزي الرسمي في القصر الرئاسي بإسلام آباد اليوم بحضور رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان والوزراء الفيدراليين ورؤساء أفرع القوات المسلحة الباكستانية.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني أن هناك كثيراً من الإمكانيات في كلا البلدين للمضي قدماً، وأعرب عن ثقته في أن زيارته الحالية ستساهم في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وشدد مهاتير محمد على ضرورة الاستفادة من التكنولوجيا لتحقيق من الأهداف في تنمية الاقتصاد والصناعة، وأشار إلى أن باكستان لديها إمكانية ضخمة في مجال السياحة، وأضاف بأنه يمكن لها الاستفادة من خبرات بلاده في هذا المجال، وأعرب رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد عن شكره للقيادات الباكستانية على منحه الوسام والاستقبال الذي حظي به خلال الزيارة.

وقلد الرئيس الباكستاني الدكتور عارف علوي رئيس الوزراء الماليزي أعلى وسام مدني (نشان باكستان)، وذلك في الحفل الذي أقيم في القصر الرئاسي بإسلام آباد اليوم بحضور رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان والوزراء الفيدراليين ورؤساء أفرع القوات المسلحة الباكستانية والسفراء المعتمدين لدى باكستان وأعضاء الوفد الماليزي وكبار المسئولين الحكوميين والعسكريين، وتم منح أعلى وسام مدني لرئيس الوزراء الماليزي اعترافاً بجهوده ومساهماته تجاه تعزيز الروابط الأخوية والصداقة بين البلدين، وفقا لوكالة الانباء الباكستانية الرسمية.

وأكد رئيس الوزراء الماليزي الدكتور مهاتير محمد بأن ماليزيا حريصة على تعزيز المزيد من الروابط الودية القائمة والتعاون التجاري والصناعي مع باكستان، وقال في كلمة ألقاها في المؤتمر الاستثماري الباكستاني الماليزي في إسلام آباد اليوم بحضور كبار رجال أعمال البلدين بأن بلاده ستتبادل الخبرات والتكنولوجيا مع باكستان، وأضاف بأن المؤتمر سيوفر فرصة للتجار والمستثمرين من كلا البلدين لتبادل وجهات النظر واستكشاف الفرص للمهام التجارية المشتركة، وتحدث مهاتير محمد عن الإنجازات التي حققتها بلاده في التنمية والتقدم والأمن، وأكد بأن الأمن والتنمية الصناعية ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية في البلاد.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في كلمته بأن باكستان ستستفيد من نموذج ماليزيا وخبراتها للتنمية والازدهار، وأضاف بأن العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين تشهد نمواً، وأشار إلى أن البلدين قررتا تشكيل لجنة وزارية لبحث السبل لتعزيز التجارة الثنائية، هذا ووقع البلدان على هامش المؤتمر على عدة مذكرات التفاهم في مجالات السيارات والاتصالات والتكنولوجيا والغذاء، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء الباكستانية اليوم.

بحث رئيس الوزراء الباكستاني، مع نظيره الماليزي سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وشدد الزعيمان على ضرورة اتخاذ الإجراءات لتعميق الروابط الشعبية والتعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين من خلال تشجيع رجال الأعمال لكلا البلدين للقيام بالمهام التجارية المشتركة، خلال مباحثاتهما في مقر رئاسة وزراء باكستان اليوم الجمعة، حسبما ذكرت الوكالة الرسمية.

وأقر الزعيمان بنجاح عقد اللجنة المشتركة الثالثة عشرة للتعاون الدفاعي التي عقدت يومي 26 و 27 من الشهر الماضي في كوالالمبور وأحاطت المباحثات ماليزيا علما بالجهود الهائلة لمكافحة الإرهاب التي قامت بها باكستان بنجاح في محاولة للقضاء على الإرهاب، بحسب موقع "راديو باكستان".

وفي إطار تعاون تاريخي في صناعة السيارات بين باكستان وماليزيا، قام رئيسا الوزراء بإقامة احتفالية رمزية رائدة لمصنع PROTON الماليزي للسيارات في إسلام أباد، وأعربت ماليزيا عن أملها في أن تواصل باكستان استيراد المزيد من منتجات زيت النخيل الماليزي وزيت النخيل، وكذلك إزالة أي حواجز غير جمركية على السلع والمنتجات الماليزية.

باعتبارهما دولتين إسلاميتين محبتين للسلام، فقد اتفق الزعيمان على زيادة جهودهما التعاونية لدعم القيم الحقيقية للإسلام في المحافل الدولية مع تعزيز تضامن الأمة الإسلامية. وأكد الجانبان من جديد التزامهما بالتعاون بشكل أوثق في القضايا التي تؤثر على العالم الإسلامي، وأكد كلاهما أنه لا يمكن ربط الإرهاب بأي دين أو معتقد.

تبادل الزعيمان وجهات النظر حول الوضع في فلسطين وفي ولاية راخين، وميانمار التي تشمل أوضاع مسلمي الروهنجيا. واتفق البلدان على الإسهام بشكل إيجابي في مختلف المحافل الدولية وخاصة في لجنة منظمة التعاون الإسلامي السداسية المعنية بفلسطين، والتي تضم ماليزيا وباكستان.

وأطلع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان نظيره الماليزي رئيس الوزراء الدكتور مهاتير على الوضع الخطير لحقوق الإنسان في كشمير وأشار في هذا الصدد إلى تقارير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومنظمة العفو الدولية، والمحكمة الشعبية الدولية، ومجموعة كشمير البرلمانية في المملكة المتحدة. كما ناقش دور مجموعة الاتصال التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي حول كشمير لتسليط الضوء على القضية.

وفي وقت لاحق في مؤتمر صحفي مشترك الجمعة، قال رئيس الوزراء عمران خان إن باكستان تنظر دائمًا إلى رئيس الوزراء الماليزي كرجل دولة مسلم غيّر بلاده.

وقال رئيس الوزراء الماليزي إن بلاده حددت هدف أن تصبح دولة متقدمة بحلول عام 2025، وأعرب عن أسفه لعدم وجود دولة إسلامية واحدة في فئة الدول المتقدمة. وقال إنه يتعين على الدول الإسلامية الأخرى أن تسعى جاهدة لتطوير نفسها على قدم المساواة مع الدول المتقدمة.

من جانبه، قال وزير المالية الباكستاني أسد عمر، إن المباحثات الثنائية شملت جميع المجالات ذات الأهمية الثنائية، مشيرًا إلى أن الجانبين أكدا ضرورة تنفيذ الاتفاقية الموقعة لتصدير صاروخ مضاد للدبابات من قبل باكستان إلى ماليزيا. وأضاف أن ماليزيا اتفقت أيضا على طلب باكستان لعرض طائرتها المقاتلة من طراز "جي إف ثاندر-17" في المعرض المقبل للطيران في ماليزيا.

واتفقت باكستان وماليزيا على توسيع التعاون في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك خاصة في قطاع الدفاع، وتم الاتفاق على ذلك خلال الجولة الثالثة عشرة للجنة الباكستانية الماليزية المشتركة للتعاون الدفاعي (JCDC) المنعقدة في كوالالمبور في الفترة من 25-27 فبراير 2019.

وقال وزير المالية أسد عمر: "باكستان ستعرض JF17 Thunder - الطائرة المقاتلة التي طورتها محليا بالتعاون مع الصين" في معرض الطيران في ماليزيا.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد فيصل، أن زيارة رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد إلى إسلام آباد تركز على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمار ومجال الدفاع بين البلدين.

وأعلن سفير باكستان لدى موسكو، قاضي خليل الله، أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة عرضتا حزمة مالية لمساعدة باكستان تقدر بقيمة 6 مليارات دولار من كل منهما.

وقال مستشار رئيس الوزراء الباكستاني لشؤون التجارة والاستثمار والصناعة، عبدالرزاق داود، أثناء عقده صحفي مشترك مع وزير الدولة الباكستاني رئيس هيئة الاستثمار الباكستانية هارون شريف بإسلام آباد اليوم، بأن باكستان تتوقع الاستثمار بقيمة 900 مليون دولار أمريكي من ماليزيا خلال الزيارة التي بدأها رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد لباكستان، الخميس، حسبما ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية.


مواضيع متعلقة