سماح أبو بكر: قصتي ستوزع في الإمارات.. وأدعو للاستعانة بالمعاصرين

كتب: إلهام زيدان

سماح أبو بكر: قصتي ستوزع في الإمارات.. وأدعو للاستعانة بالمعاصرين

سماح أبو بكر: قصتي ستوزع في الإمارات.. وأدعو للاستعانة بالمعاصرين

قالت كاتبة الأطفال سماح أبوبكر عزت، إن وزارة تنمية المجتمع بدولة الإمارات اختارت قصتها «على وصديقه الذكي» لتوزيعها على المدارس العربية والدولية والمكتبات، واصفة القصص المقررة على تلاميذ المدارس المصرية بـ«الثقيلة» وغير الجاذبة، وأنها مكتوبة بشكل تقريري فتبدو مُنفرة للطلاب.

ودعت «عزت»، في حوار لـ«الوطن»، وزارة التربية والتعليم بمصر إلى الاستعانة بالأدباء المعاصرين لتقديم أعمال لتلاميذ المدارس، خاصة أن كثيراً من كُتّاب الأطفال المصريين أدركوا أن واجبهم تغيير لغة الخطاب الموجهة للأطفال.. وإلى نص الحوار:

* كيف تعاقدت الإمارات على نشر وترجمة وتدريس أحد كتبك للأطفال بمدارسها؟

- نعم، صدرت لي قصة «علي وصديقه الذكي» عن دار «الهدهد» للنشر والتوزيع بالإمارات، والقصة تعالج مشكلة العصر، وهي انغماس الأطفال فى عالم التكنولوجيا وسيطرة وسائل التواصل الاجتماعى عليهم، وبطل القصة هو جهاز «المحمول» الذي قرر أن يهرب من صاحبه «علي» الذي لا يفارق يده، وف يرحلة بحثه عن المحمول يكتشف «علي» أشياء جميلة لم يلتفت إليها من قبل، والقصة حققت نجاحاً كبيراً فقررت وزارة تنمية المجتمع الإماراتية إعادة طبعها لتدخل ضمن أنشطة الوزارة في حملات التوعية بالمدارس وأماكن وجود الأطفال، كما تُرجمت للغة الإنجليزية لتوزع على المدارس العربية والدولية بالدولة، ويرجع سبب اختيارها لاختلاف موضوعها وكونها تجربة غير مسبوقة.

{long_qoute_1}

* بماذا تقيّمين القصص المقررة على تلاميذ المدارس المصرية؟

- «ثقيلة» لكونها مُقدَّمة بطريقة غير جاذبة ومكتوبة بشكل تقريرى، ما يجعل التلاميذ ينفرون منها، ومن المهم أن تستعين وزارة التربية والتعليم فى مصر بكتاب معاصرين فى أدب الطفل بالموضوعات المقررة على التلاميذ، وهؤلاء الكتاب يمكنهم التواصل المباشر مع التلاميذ عبر تنظيم اللقاءات، وتقديم معلومات مهمة ومفيد لهم.

* كيف ترين الكتابة للطفل المصرى حالياً؟

- زاد الاهتمام فى الآونة الأخيرة بنشر كتب الأطفال فى مصر على ضوء الجوائز القيمة التى تتنافس كبرى دور النشر للحصول عليها، لكن الموضوع سلاح ذو حدين، فحين تفوز إحدى القصص يحاول الكثيرون «استنساخها» أملاً فى الفوز، ومن ناحية أخرى فقد أتاحت الجوائز تنوع الإصدارات وكثرتها.

{left_qoute_1}

* ما أبرز احتياجات الطفل المصرى عند تقديم عمل له خصيصاً؟

- سُئل يوماً الكاتب الأيرلندى «صامويل بيكيت»: «لماذا لا تكتب للأطفال؟»، فأجاب: «لأننى لم أنضج بعد»، فالكتابة للطفل مأزق، فهى العمق دون تعقيد، وكاتب الأطفال الناجح فى رأيى هو طفل يكتب للكبار، فلم تغادره طفولته مع الأيام، وهو يكتب بروح طفل تدهشه كل المفردات، فالدهشة هى بداية المعرفة، لذا يسكنه قلب طفل، وعقل حكيم متأمل، وطفل هذا العصر يحتاج إلى أن نخاطبه بشفافية باعتباره مُطلعاً على الكثير من الأحداث فى العالم.

* هل ترين أن كُتّاب الأطفال لديهم إدراك بتغيّر طبيعة الطفل عن الماضى؟

- كثير من مؤلفي الأطفال المصريين أدركوا أن عليهم تغيير لغة الخطاب الموجه للطفل، وبالفعل هناك العديد من القصص التى تناولت موضوعات تهم أطفالنا، وتؤسس لمفهوم المواطنة وتقبّل الآخر، ولى 3 قصص تم إدراجها فى القسم العربى بمكتبة السويد الوطنية، وهى قصة «اللعبة المدهشة» التى تعالج موضوع تقبّل الآخر وأن الاختلاف لا يعنى الخلاف، وأيضاً قصة «صهيل من ذهب» وتتعرض للتفرقة العنصرية، أما الثالثة فهي «حصان حسان» التي تتناول موضوع الخصوصية والحفاظ على الأسرار خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعى.

* ما رأيك فيما يقدمه الإعلام للأطفال فى مصر؟

- الطفل مُهمَّش فى الإعلام، وأنا شخصياً أقدم بدعم من الإعلامية نائلة فاروق، رئيس التليفزيون، برنامجاً للأطفال على شاشة القناة الرابعة فى ماسبيرو بعنوان «احكى يا ماما سماح»، وبكل حلقة أحكى إحدى قصصى، ويدور حوار مع الأطفال المشاركين عن موضوعها، وأعتقد أن الطفل يحتاج للمزيد من البرامج التى تخاطبه بصدق وعمق وتحفزه على الابتكار، وتكتشف موهبته، فكما قال الفنان التشكيلى «بابلو بيكاسو»: (كل طفل فنان، لكن علينا أن نعرف كيف نستخرج اللؤلؤ من المحار).

* الطفل المصري غالباً مشدود إلى قنوات الكارتون العربية.. فما تفسيرك؟

- لأنه لم يجد بديلاً عنها فى تليفزيون بلاده، فالطفل يسعى للبحث عن المتعة والتسلية دائماً، وواجبنا أن نقدم له ما يبهجه ويضيف له في الوقت ذاته.

* ماذا عن توقيعك مؤخراً عقداً مع دار نشر لترجمة ونشر كتابك «جذور فوق الأرض» باللغتين العربية والإنجليزية؟

- من المهم أن ننقل ثقافتنا وموروثنا الشعبى للخارج، وأعتبر ذلك خطوة تضيف لمشواري في مجال أدب الطفل، خاصة أنه في الآونة الأخيرة انتشرت ترجمة القصص من اللغات الأخرى إلى العربية، لكن أن يترجم كتاب للطفل من اللغة العربية إلى الإنجليزية فهو أمر يستحق الاهتمام، وقصة «جذور فوق الأرض»، ترسخ لفكرة تواصل الأجيال التي نفتقدها هذه الأيام والقصة ستصدر باللغة العربية في دول الشرق الأوسط، وبالإنجليزية فى بريطانيا ودول أوروبا.


مواضيع متعلقة