من الشاى إلى الحشيش.. «وهم تظبيط المزاج» يضرب العقول

من الشاى إلى الحشيش.. «وهم تظبيط المزاج» يضرب العقول
طريقة إرضاء المزاج تختلف من شخص لآخر، والبحث عمّا «يضبط الرأس» له طقوس مقدسة، فهذا يشرب نوعاً معيناً من القهوة وآخر يدمن الشاى، وثالث لا يقبل على النوم قبل أن يدخن ما يكفيه من السجائر والشيشة، الأمر لا يرتبط فقط بـ«المخدرات»، ولا يتأثر بالظرف المادى لـ«صاحب المزاج».
"حسن": "لو كوب الشاى تأخر مزاجى يبوظ".. و"هانى": "فشلت أبطل تدخين".. وصاحب مقهى: "بنكسب من المزاج"
حسن السيد يشرب الشاى أكثر من شربه للمياه، فلا تمر دقائق على آخر رشفة من الكوب، حتى يبدأ فى إعداد كوب آخر، وإذا تأخر فى تجهيز الكوب الجديد يشعر أن مزاجه «لم يعد بخير»، لذلك فهو يخصص ركناً لأدوات تحضير الشاى، داخل ورشة تصليح الأجهزة الكهربائية التى يمتلكها.
فى المنزل، يعرف الجميع مدى محبة الأب للشاى، فقبل أن ينتهى من كوبه «بتبقى التلقيمة جاهزة، أنا مزاجى كده، بحبه بشكل كبير دوناً عن أى حاجة تانية»، وفقاً لـ«السيد»، الذى لا ينتهى مخزون الشاى من عنده أبداً، وإذا اضطر إلى الذهاب لأى مكان بعيداً عن المنزل أو الورشة، اصطحب معه «ترمس شاى»، معتبراً أن «المصريين كلهم بيحبوا هذا المشروب ويدمنوه ومزاجهم ميظبطش إلا عليه».
الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء كشف أن المصريين أنفقوا 757 مليون دولار على القهوة والشاى والتبغ والسكر، فى 9 أشهر فقط من عام 2018.
محمد هانى يدخن السجائر منذ سنوات طويلة، ورغم أنه حاول التوقف أكثر من مرة فإنه لم يستطع ولا يزال يحرص على ممارسة عادته بشكل مستمر، موضحاً: «أكثر فترة قضيتها بعيداً عن التدخين أقل من أسبوع، معرفتش أبطل، وهى مزاج بالمناسبة وكيف مش أكتر، حتى لما كانت أسعارها بتزيد كنت بحاول أبطل بس مبعرفش».
وبحسب جهاز التعبئة والإحصاء، ينفق المصريون على تدخين السجائر والشيشة نحو 40 مليار جنيه سنوياً، كما أن هناك 13 مليون مدخن علاقاتهم الأسرية سيئة بسبب التدخين.
ويرى محمد كمال، صاحب مقهى شعبى فى منطقة شبرا، أن «المزاج يتحكم فى المصريين، بشكل كبير، بس المزاج الحلو، ربنا يبعدنا عن الحرام زى الحشيش والبانجو والكلام ده، آخرنا شاى وقهوة وسجاير وشيشة عشان نكسب».