لعنة تطوير شارع «مصطفى النحاس» تطارد سكان مدينة نصر

كتب: رحاب لؤى

لعنة تطوير شارع «مصطفى النحاس» تطارد سكان مدينة نصر

لعنة تطوير شارع «مصطفى النحاس» تطارد سكان مدينة نصر

كثير من مشاريع التطوير يشهدها شارع مصطفى النحاس الممتد لخمسة كيلومترات تقريباً فى مدينة نصر، تارة برفع قضبان خط المترو، وأخرى بأعمال البنى التحتية، وأحياناً بمحاولات التوسيع وعمل إشارات مرورية بكاميرات مراقبة، وحارات مخصوصة، لكن كل محاولة جرى بذلها لتحسين أوضاع الشارع لم تكن سوى تمهيد لمزيد من المعاناة، التى تحولت معها كلمة «تطوير» إلى «بُعبع» يطارد السكان.

«مضيق باب المنهل» هاشتاج أطلقه رواد الشارع، تعبيراً عن المعاناة، عبر موقع «فيس بوك»، فيما لجأ آخرون للشكوى المباشرة عبر رسائل ومنشورات الصفحات الرسمية والمواقع الإلكترونية لكل من محافظة القاهرة، وحى شرق مدينة نصر، وحتى مجلس النواب ومجلس الوزراء: «أنا نفسى أسأل رئيس الحى ضميرك مرتاح؟!، اللى ماشيين فى شارع مصطفى النحاس علشان يوصل لليوتيرن، العين السخنة أقرب له»، قالتها هند سلامة فى رسالة إلى رئيس الحى، مطالبة بعمل «يوتيرن» فى مصطفى النحاس من بعد «أولاد رجب»: «بنضطر نروح لآخر التقاطع مع مكرم عبيد، وده تكدس مرورى واستهلاك للوقود، والمشاحنات وتضييع الوقت».

محمد فؤاد، من سكان الحى، عبّر عن غضبه بقوله: «زعلان على الفلوس اللى اتصرفت، وعلى سوء التخطيط والعشوائية، شارع كامل تتقفل فيه كل اليوتيرن، وعلشان تدخل بيتك اللى مثلاً فى امتداد مكرم تروح تلف من عند عباس العقاد، أو لو ساكن فى امتداد عباس تروح تلف من الطيران».

شكاوى للحى بسبب الزحام والعشوائية.. ومطالبات بعمل "يوتيرن" فى منتصف المسافة بين كل إشارة وأخرى

الكثير من الوعود بتحسّن الأحوال نالها الغاضبون، تارة عبر رسائل تطمين من الحى بأنه جارٍ العمل على حل المشكلة، وتارة فى رسالة مصوّرة بالصوت والصورة كتلك التى بثها النائب اللواء تامر الشهاوى، عضو مجلس النواب عن دائرة مدينة نصر وعضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، حيث أكد أنه جارٍ عمل إشارات عبور مشاة على طول المحور، البالغ 5 كيلومترات مربعة، وجارٍ فتح يوتيرن فى منتصف المسافة الواصلة بين كل إشارة وأخرى تسمح بالعودة فى الاتجاهين، وجارٍ إعادة فتح شوارع الطاقة، وحسن المأمون فى اتجاهين.

التطمينات ذاتها حملها الاجتماع الطارئ الذى نظمته أمانة حزب مستقبل وطن بشرق مدينة نصر، مع رئيس الحى وعدد من قيادات الحزب: «سيتم على الفور تحديد أماكن اليوتيرن، وفقاً لما يُحقق سهولة الحركة المرورية».

المهندس عمر الحسينى، مدرس الهندسة البيئية والمدنية بالكلية الكندية الدولية، يضطره عمله بإحدى الجامعات الخاصة فى منطقة التجمع الخامس إلى المرور يومياً بشارع مصطفى النحاس، لا يتوقف عن تأمل المأساة تارة من واقع كونه مواطناً يضطر لقضاء أوقات طويلة فى الشارع، وتارة أخرى من واقع تخصّصه كمهندس مدنى لم يقدر بعد على تفهّم سر الفشل المتواصل فى تحسين أوضاع الشارع: «أحياناً أسلك طريق السويس، وهو مرة ونصف ضعف المسافة، توفيراً للوقت، المفترض أن التجمع ملاصقة لمدينة نصر، لكننى أستغرق قرابة الساعة لو لم تقع كارثة دون تخطيط مسبق كما جرت العادة أخيراً، حيث كانت آخر الكوارث إغلاق اليوتيرن الوحيد فى الشارع دون إعلام السكان مسبقاً».

ظلم تام للشخصية التاريخية وللواقع المعاصر برأيه: «مفيش شارع أخد كل الاهتمام ده والتغييرات بدون نتيجة، من واقع تخصّصى، المشكلة محتاجة دراسة حقيقية تتضمن ما هو أكبر من مصطفى النحاس، مدينة نصر كثافتها المرورية اختلفت عن وقت إنشائها، تضاعفت الحركة المروية بسبب زيادة الأنشطة التجارية والمولات، بخلاف زيادة عدد أدوار الأبراج لذلك الحل الحقيقى لمصطفى النحاس من وجهة نظرى فيه نقطتين فقط، أولاً بإعادة تخطيط الشوارع المحيطة بما يصنع توازناً بين الكثافات المرورية، وحجمه بعد التوسّع، ثانياً بعمل أنفاق أو كبارى عند بعض التقاطعات الكبرى كتقاطع شارع حسن المأمون مع مصطفى النحاس -المنهل- وإلا فالتّوسعات مجرد حل مؤقت لن يضمن تنمية مستدامة فى المنطقة».


مواضيع متعلقة