اللواء الشهيد «ضحية إرهاب الإخوان».. جدد مسجداً وأنشأ مكتباً لتحفيظ القرآن قبل اغتياله
شتان الفارق بين يد تعمر مساجد الله، ويد أخرى تقتل وتغتال باسم الإسلام، فالأولى قال الله عنها: «إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ»، والثانية توعدها بـ«لَهُ فى الدُّنْيَا خزى وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ»، وهو نفس الفارق بين ضحية الغدر وشهيد الواجب اللواء محمد السعيد، مدير المكتب الفنى لوزير الداخلية، الذى استشهد برصاصة غادرة أمام منزله بشارع الهرم بمدينة الجيزة، صباح أمس الأول، وبين الأيادى الآثمة التى قتلته.
اللواء الشهيد، لم يكن يوماً -حسب أقاربه وجيرانه- فاسداً ولا مخرباً، بل كان يواظب على الصلاة والصوم، وحرص على أداء فريضة الحج ومناسك العمرة، وأسهم فى تجديد مسجد يُذكر فيه اسم الله، وأنشأ مكتباً لتحفيظ القرآن الكريم، فى مسقط رأسه، بمدينة طما، فى محافظة سوهاج. «الوطن» انتقلت إلى مسقط رأس الشهيد، لكن أقاربه لم يكونوا هناك، نظراً لسفرهم لمدينة الجيزة للمشاركة فى الجنازة وتلقى واجب العزاء، فيما خيمت حالة الحزن والحداد على أهالى المدينة الذين عبروا عن حزنهم لمقتل «السعيد» برصاصات الإرهاب الإخوانى، وأجمعوا على حُسن سمعته ودماثة أخلاقه.
هانى السيد عبدالله، مهندس بشركة الكهرباء، أحد جيران الشهيد، قال لـ«الوطن» إن اللواء السعيد، رحمه الله، ينتمى إلى عائلة «عبدالجواد» العريقة بمدينة طما، وجميع أفرادها «أناس طيبون ومحبون للخير»، مضيفاً: كان اللواء السعيد محبوباً من الجميع، بسبب صنائع المعروف التى كان يحرص عليها، وكشف عن أن الشهيد باع أرضاً ورثها عن والده، بمدينة طما منذ 5 شهور وتكفل بتجديد مسجد آل عبدالجواد على نفقته الخاصة، الذى جرى تشييده فى عام 1922 وألحق به مكتباً لتحفيظ القرآن الكريم وأنفق كل المبالغ التى حصل عليها من الميراث فى تجديد وعمارة المسجد.
وأضاف أن والد الشهيد كان يعمل مديراً مالياً وإدارياً بمصنع البصل بمدينة سوهاج، ثم اتجه إلى تجارة الغلال عقب خروجه على المعاش بمدينة طما، ونظراً لتعلقه بابنه «اللواء» فقد سافر للإقامة معه بمدينة الجيزة قبل أن يتوفى منذ عامين تقريباً.
وقال عامر عبدالرحمن، موظف، من جيران الشهيد، إن اللواء السعيد عندما التحق بكلية الشرطة صار صديقاً لكل جيرانه وأقاربه ومعارفه، واستمرت تلك الصداقة دون انقطاع، حتى بعد انشغاله بعمله وترقيه فيه، مضيفاً أنه رغم مشغوليات اللواء «السعيد» فإنه كان محبوباً من الجميع، ودائم الاتصال والاطمئنان على أقاربه وأصدقائه ومعارفه، واختتم كلامه بأن اللواء محمد السعيد كان ودوداً وخدوماً للجميع بمدينة طما، ويشاطرهم جميع مناسباتهم بحضور المناسبات الاجتماعية، السعيدة والحزينة، رغم ظروف عمله، كما كان يساعد الفقراء والمحتاجين، وتمكن من خلال علاقاته واتصالاته من توفير العديد من فرص العمل لبعض أبناء مدينته.