«الربط الكهربائى».. مصر تعبر إلى أفريقيا نهاية الشهر الحالى

كتب: محمود شعبان وتمّام نورالدين

«الربط الكهربائى».. مصر تعبر إلى أفريقيا نهاية الشهر الحالى

«الربط الكهربائى».. مصر تعبر إلى أفريقيا نهاية الشهر الحالى

تمتلك مصر إمكانيات هائلة لتوليد قدرات كهربائية ضخمة من الطاقة من المصادر المختلفة، سواء التقليدية أو المتجددة، وفى الوقت ذاته تسعى الحكومة إلى التحول لمركز إقليمى لتصدير الطاقة، وتعزيز أواصر الصداقة مع دول الجوار، حيث ترتبط مصر كهربائياً مع دول الجوار شرقاً وغرباً مع كل من الأردن، بقدرات من الممكن أن تصل إلى 450 ميجا وات، ومع ليبيا بخط ربط من الممكن وصوله إلى 200 ميجا وات، وتولى الحكومة أهمية كبيرة لمشاريع الربط الكهربائى مع دول الجوار سواء الأفريقية أو مع أوروبا وآسيا، ومن المنتظر جنى أولى ثمار هذه المشروعات نهاية مارس الحالى، من خلال افتتاح مشروع الربط مع السودان، وكذلك انتهاء الدراسات الأولية لمشروع الربط مع اليونان وقبرص للتعجيل فى تنفيذ المشروع وتصدير الكهرباء إلى أوروبا، وقام قطاع الكهرباء المصرى مسبقاً بتوقيع اتفاقية تعاون مع المنظمة الدولية لتطوير مشروعات الربط الكهربائى (GEIDCO) للتعاون فى عدد من المجالات، من بينها إجراء البحوث حول استراتيجية الطاقة فى مصر، وتعزيز تنمية استخدام الطاقات المتجددة وتكامل الشبكات الكهربائية، وكذا التشاور الفنى لتطبيقات الشبكات الذكية، بالإضافة إلى الترويج لمفهوم الربط الكهربائى العالمى، وذلك سعياً وراء أن تصبح مركزاً محورياً للربط الكهربائى بين ثلاث قارات.

وزير الكهرباء: نستعد حالياً لبدء تفعيل الربط مع السودان.. وندرس جدوى الربط الأفريقى الأوروبى من خلال جزيرة كريت

 ويقول الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، إن الحكومة تولى اهتماماً كبيراً بمشروعات الربط الكهربائى، وهو ما دفع القطاع لتسريع وتيرة العمل لإدخال هذه المشروعات مرحلة التشغيل خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى الانتهاء من الربط مع دولة السودان لكن لم يدخل المشروع مرحلة الخدمة حتى الآن، وتقوم الوزارة حالياً بالتنسيق مع الجانب السودانى لبدء عمليات التشغيل الفعلى، وأضاف شاكر أن قطاع الكهرباء وقع مذكرة تفاهم بين الشركة القابضة لكهرباء مصر وشركة أفريقيا إنترناشيونال يوروب Africa International Euro القبرصية، حيث تهدف المذكرة لإجراء دراسة تتضمن جدوى تنفيذ مشروع الربط الكهربائى بين مصر وقبرص واليونان، بهدف الربط الكهربائى الأوروبى الأفريقى من خلال جزيرة كريت، ولفت إلى أن مشروعات الربط تفتح المجال أمام الشركات للاستثمار فى مجال الكهرباء والطاقة بشكل متنامٍ، خاصة فيما يتعلق بمجال إنتاج الطاقة الكهربائية، وكذلك استخدام الشبكات فى نقل القدرات المولدة إلى أوروبا وآسيا وأفريقيا، موضحاً أن الربط الكهربائى سيسمح باستيعاب الطاقات التى سيتم توليدها مستقبلاً عبر المصادر المتجددة ليس فى مصر فقط وإنما فى القارة بأكملها، وتابع شاكر بالنسبة للسعودية فيشمل مشروع الربط الكهربائى تبادل قدرات تصل إلى 3 آلاف ميجا وات، بين شبكتى البلدين فى غير أوقات الذروة لكل منهما، ويهدف مشروع الربط مع السعودية إلى الاستفادة من اختلاف وقت حدوث الذروة فى البلدين فى تبادل الطاقة، حيث تقع ذروة الأحمال فى السعودية خلال فترة الظهيرة، بينما تقع فى مصر خلال فترة المساء، وبفاصل زمنى لا يقل عن ثلاث ساعات بما يحقق تأمين وتبادل الطاقة، ولفت إلى أن التحول إلى مركز إقليمى للطاقة فى المنطقة يحتم على الدولة التوسع فى مشروع الربط مع دول أوروبا، وبدأ القطاع أولى خطوات مشروع الربط مع قبرص بعد توقيع مذكرة تفاهم مع الجانب القبرصى، لإجراء دراسة حول جدوى تنفيذ المشروع، وأوضح أن إجمالى قدرات مشروع الربط الكهربائى مع قبرص قد تصل إلى حوالى ألفى ميجا وات على مرحلتين؛ بحيث تشمل عمليات الربط فى كل مرحلة 1000 ميجا وات.

أيمن حمزة: «الربط مع السودان» بوابة مصر لتصدير فائض الطاقة إلى أفريقيا

حمزة

وأكد الدكتور أيمن حمزة، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أن مشروع الربط الكهربائى مع السودان يعد بوابة كبيرة للقارة الأفريقية، بوصفه معبراً للطاقات المتجددة المصرية إلى أفريقيا، مؤكداً أن الربط الكهربائى الحالى بين مصر والسودان يعد مرحلة أولية ستتم زيادتها مستقبلاً، على أن يتم ربطه بالدول الأفريقية وبالتالى سيمثل ذلك شرياناً للطاقات المتجددة، ما يخلق عائداً اقتصادياً كبيراً لمصر والسودان، وأضاف أنه تم الانتهاء من الأعمال الإنشائية الخاصة بالحفر وفى انتظار التنسيق مع الجانب السودانى لإتمام عملية الربط، وأن التشغيل التجريبى للربط الكهربائى بين مصر والسودان سيتم قريباً، وسط اهتمام كبير بسرعة تنفيذ ذلك المشروع، بعد إنجازه فى وقت قصير، كما أنه متوقع أن تتزايد القدرة تدريجياً لتبدأ بـ40 ميجا وات ثم ترتفع تدريجياً إلى 100 ميجا وات ثم تنتقل إلى 300 ميجا وات.

وقال محمد ماهر، الرئيس التنفيذى لشركة برايم القابضة للاستثمارات المالية، إن تحويل مصر لمركز إقليمى لتبادل الطاقة يتطلب توافر شبكة قوية، وإنشاء علاقات بين مصر والدول الأخرى، وترسيخ إيمان هذه الدول بأن مصر لديها من الكهرباء ما يكفى احتياجاتهم إلى جانب استقرار التغذية الكهربائية التى تلبى جميع الاحتياجات، ولفت إلى أن الدولة أصبح لديها اكتفاء ذاتى من الغاز الطبيعى، ويحتم ذلك على الدولة التوسع فى تصدير الفائض، مشيراً إلى أن الغاز يصدر إلى الخارج أو يتم تحويله إلى كهرباء، مضيفاً أن قيمة الكهرباء المولدة باستخدام الغاز لها عائد أكبر عن تصدير الغاز المسال، الذى يقابل عدة صعوبات من نقل وغيره، مؤكداً أن الدولة زودت خلال الفترة الأخيرة طاقتها فى إنتاج الكهرباء بنسبة 50% نتيجة إنشاء 3 محطات كبرى وصيانة محطات توليد الكهرباء القائمة.

 


مواضيع متعلقة