جانب مظلم للتكنولوجيا.. كيف وفر الإنترنت بيئة خصبة لـ"سفاح نيوزيلندا"؟

جانب مظلم للتكنولوجيا.. كيف وفر الإنترنت بيئة خصبة لـ"سفاح نيوزيلندا"؟
مع كل حادث إرهابي، يتجدد الحديث حول الجانب المظلم للعلم والتكنولوجيا وما قدمته تلك الابتكارات للمتطرفين، ويأتي حادث الهجوم الإرهابي على المسجدين في نيوزيلندا، في وقت يحتفل فيه العالم بالذكرى الـ30 لإطلاق الشبكة العنكبوتية، وهو ما جاء خلافا لما رسمه عالم الكمبيوتر تيم بيرنز لي، لابتكاره الجديد الذي أطلق عليه اسم "الشبكة العنكبوتية العالمية".
وبحسب صحيفة "بوسطن جلوب" الأمريكية، فإنه "بشكل عام، كان هذا الاختراع قوة هائلة من أجل الخير، لكنه أدخل أيضاً مجموعة من المشكلات الاجتماعية غير المتوقعة، حيث أتاحت شبكة الويب، ولا سيما (منصات وسائل التواصل الاجتماعي)، بيئة خصبة لتشكيل وإنماء مجموعات الكراهية والعنصرية، إضافة إلى تعزيز معتقداتهم".
ووفقا للصحيفة الأمريكية، فإن منفذ الهجوم برينتون هاريسون تارانت، الذي يبلغ من العمر 28 عاما، كان جزءًا من مجموعة دولية عبر الإنترنت تسمى "مجتمع البيض"، وربما قد ناقش بعضا من خطة الهجوم في إحدى غرف الدردشة داخل تلك المجموعة، في حين أتاحت له وسائل التواصل الاجتماعي مكانًا سهلا لبث مذبحته لمدة 17 دقيقة، على الرغم من أن شركات التكنولوجيا الوقائية تتزعم حجب المحتوى العنيف، فإن شركات وسائل التواصل الاجتماعي لم تفعل ما يكفي لتعطيل هذه المجموعات، حيث كان من الممكن استهداف أي فرد أو مجموعة".
وأشارت "بوسطن جلوب" إلى أنه على الرغم من أن هدف يوم الجمعة كان المسلمين، لكن التطرف والتحريض على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن ربطهما أيضًا بما يحدث في النرويج و"ساوث كارولينا" الأمريكية، و"بيتسبيرج"، إضافة إلى أن ما يجري من إبادة جماعية في ميانمار وتنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا.
وأكد المدير التنفيذي لمشروع مكافحة التطرف ديفيد إيبسن: "تعتمد الشبكة العالمية للتطرف القومي الأبيض على إطار وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يعني أن تقاعس منصات التواصل الاجتماعي في معالجة هذه المشكلة يؤدي إلى استمرارها".
وقالت الصحيفة الأمريكية: "لم يعد من الممكن التخلص من مثل هذه الأحداث كحوادث منعزلة أو تقليل دور شركات التواصل الاجتماعي في تمكينها، فقد ساهمت في خلق فئات ومجموعات جديدة كاملة من الكراهية، ولا يمكن السماح للشركات التقنية بالتغاضي عن العنف والانقسام الجماعي الذي تساهم فيه منتجاتها".
وتابعت "بوسطن جلوب": "يجب أن تعمل المنصات بشكل أفضل في منع انتشار الصور العنيفة، كما يجب عليهم توظيف مشرفين بشر إذا استمرت ذكائهم المصطنع في الفشل، أو إيقاف الخدمات التي لا يمكنهم تشغيلها بمسؤولية. في يوم الجمعة، أصدرت شركات التواصل الاجتماعي العملاقة نسختها من (الأفكار والصلوات)، بعد أن أستغرق الأمر 12 ساعة لإزالة جميع إصدارات مقاطع الفيديو الإرهابية من (جوجل) و(يوتيوب). في حين حاول (فيس بوك) و(تويتر) إزالة الفيديوهات بصعوبة".
ووصفت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، الهجمات، بأنها أعمال إرهابية مخططة جيدا، وقالت إن نيوزيلندا عانت من أحلك أيامها، فالجناة يؤمنون بآراء متطرفة "لا مكان لها على الإطلاق في نيوزيلندا، وفي الواقع ليس لها مكان في العالم".
وشهدت مدينة كرايستشيرش هجوما إرهابيا، أُطلق خلاله النار على رواد مسجدين، الأول في شارع دينز، والثاني في شارع لينوود، خلَّف 50 شهيدا، ونحو 47 مصابا.
وقال مفوض الشرطة النيوزيلندية مايك بوش، إنهم ضبطوا 4 أشخاص من منفذي الهجوم الإرهابي، مشيرا إلى أن الحادث متطور، ويحاولون كشف ملابساته.
وأكد أنهم عثروا على عبوات ناسفة بعد الهجوم على المصلين داخل المسجد، وتمكنوا من نزع فتيل عدد من الأجهزة المتفجرة المرتجلة، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت جون موريسون، أن منفذ الهجوم في نيوزيلندا، إرهابي أسترالي يميني متطرف، حسبما أفادت قناة "العربية".
ووصف رئيس الوزراء الأسترالي "سكوت موريسون" منفذ الهجوم المسلح، والذي يحمل الجنسية الأسترالية، بأنه إرهابي من "اليمين المتطرف".
وقال مفوض الشرطة في المدينة، مايك بوش، إن رجلين آخرين وامرأة، احتجزوا، كما صودرت أسلحة نارية في مكان قريب من الحادث.
وأشار إلى أن أحد المحتجزين أُطلق سراحه فيما بعد، بينما كان الضباط يحققون فيما إذا كان الاثنين الآخرين على صلة بالحادث.
وأغلقت الشرطة كل المساجد في المدينة، ووضعت حراسة مشددة حول كل المدارس.
وأعلن موقع فيس بوك، أنه أزال حسابات المسلح على فيس بوك وإنستجرام، ويعمل على إزالة أي نسخ من اللقطات الدموية التي تم بثها عن الحادث.