شجاعة نادرة.. "خادم" مسجد نيوزيلندا تصدى لرصاص الإرهاب وطارد المنفذ

كتب: دينا عبدالخالق

شجاعة نادرة.. "خادم" مسجد نيوزيلندا تصدى لرصاص الإرهاب وطارد المنفذ

شجاعة نادرة.. "خادم" مسجد نيوزيلندا تصدى لرصاص الإرهاب وطارد المنفذ

في الوقت الذي كان يهمس فيه العشرات من المسلمين لله تعالي بصلاتهم في مسجد "لينوود" في مدينة كرايس تشيرتش النيوزيلندية، تفاجؤوا بوابل من الرصاص ينهال عليهم كالمطر لتسفك دماء البعض وتصيب البعض الآخر، لكن في خضم تلك الثواني الفارقة بادر "خادم المسجد" بالتصدي للمهاجم المسلح بشجاعة.

على الرغم من مرور أكثر من 24 ساعة على الحادثين، إلا أن هناك تفاصيل جديدة ما زالت تعلن تباعا من المصلين الناجين، حيث قال أحد الناجين من إطلاق النار داخل مسجد لينوود، إن صديقه خاطر بحياته للتصدي للمهاجم المسلح، وصارعه من أجل السيطرة على مسدسه، وفقًا لصحيفة "نيوزيلند هيرالد".

وقال سيد مظهر الدين، أحد الناجين، إن الشاب الذي يهتم عادة بالمسجد، تحين الفرصة للانقضاض على المسلح، وتمكن من انتزاع بندقيته، مضيفا: "حاول البطل أن يطارد المسلح ويطلق النار، لكنه لم يتمكن من ذلك، ثم ركض وراءه، لكن كان هناك أشخاص ينتظرون الجاني في سيارة، وهرب".

وعن تفاصيل الحادث، أكد أنه سمع أصوات طلقات نارية قريبة جدًا، قائلا: "لقد كان الناس خائفون، وكان هناك صراخ، وحاولت أن أحمي نفسي"، فيما أصيب المحيطين به، أصيبوا إما في الصدر أو الرأس، حيث إن أحد أصدقائه توفي في مكان الحادث بعد نزيف استمر نحو نصف ساعة.

وتابع بأنه شاهد المسلح وهو يدخل للمسجد، ويطلق النار على عدد من كبار السن الذي كانوا يجلسون في آخره، مشيرا إلى أن المهاجم كان يرتدي سترة واقية، ويطلق النار بعنف.

وشكل الهجوم على المسجدين في نيوزيلندا صدمة للمسلمين وغيرهم من المواطنين في هذا البلد، الذي لم يشهد حوادث كراهية مماثلة كتلك التي وقعت أمس الجمعة. 

ولقي 10 أشخاص على الأقل مصرعهم في مسجد لينوود، الذي كان يصلي فيه لحظة الهجوم نحو 70 شخصا.

وشهدت مدينة كرايستشيرش هجوما إرهابيا، أُطلق خلاله النار على رواد مسجدين، الأول في شارع دينز، والثاني في شارع لينوود، خلَّف 50 شهيدا، ونحو 47 مصابا.

وقال مفوض الشرطة النيوزيلندية مايك بوش، إنهم ضبطوا 4 أشخاص من منفذي الهجوم الإرهابي، مشيرا إلى أن الحادث متطور، ويحاولون كشف ملابساته.

وأكد أنهم عثروا على عبوات ناسفة بعد الهجوم على المصلين داخل المسجد، وتمكنوا من نزع فتيل عدد من الأجهزة المتفجرة المرتجلة، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت جون موريسون، أن منفذ الهجوم في نيوزيلندا، إرهابي أسترالي يميني متطرف، حسبما أفادت قناة "العربية".

ووصف رئيس الوزراء الأسترالي "سكوت موريسون" منفذ الهجوم المسلح، والذي يحمل الجنسية الأسترالية، بأنه إرهابي من "اليمين المتطرف".

وقال مفوض الشرطة في المدينة، مايك بوش، إن رجلين آخرين وامرأة، احتجزوا، كما صودرت أسلحة نارية في مكان قريب من الحادث.

وأشار إلى أن أحد المحتجزين أُطلق سراحه فيما بعد، بينما كان الضباط يحققون فيما إذا كان الاثنين الآخرين على صلة بالحادث.

وأغلقت الشرطة كل المساجد في المدينة، ووضعت حراسة مشددة حول كل المدارس.

وأعلن موقع فيس بوك، إنه أزال حسابات المسلح على فيس بوك وإنستجرام، ويعمل على إزالة أي نسخ من اللقطات الدموية التي تم بثها عن الحادث.

ووصفت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، الهجمات، بأنها أعمال إرهابية مخططة جيدا، وقال إن نيوزيلندا عانت من أحلك أيامها، فالجناة يؤمنون بآراء متطرفة "لا مكان لها على الإطلاق في نيوزيلندا، وفي الواقع ليس لها مكان في العالم".


مواضيع متعلقة