بين هاجس الإنجاب والتشبه بمانديلا.. حكاية الإرهابي "سفاح المسجدين"

كتب: وكالات

بين هاجس الإنجاب والتشبه بمانديلا.. حكاية الإرهابي "سفاح المسجدين"

بين هاجس الإنجاب والتشبه بمانديلا.. حكاية الإرهابي "سفاح المسجدين"

عمل الإرهابي الأسترالي رينتون تارانت، الذي نفذ هجوم المسجدين في كرايست تشيرتش في نيوزيلندا وخلف 50 شهيدا ونحو 47 مصابا، مع الأطفال قبل أن ينفذ هجماته الدامية.

وقال تارانت، إنه كان يعمل كمدرب لياقة للأطفال، قبل أن يمضي عامين كاملين في التخطيط والإعداد لمذبحة المسجدين، ويصف تارانت، البالغ من العمر 28 عاما ويؤمن بتفوق العرق الأبيض، في "بيان الكراهية" الذي نشره على الإنترنت، نفسه بأنه "مجرد رجل عادي من أسرة عادية"، بحسب ما ذكرت صحيفة "ذي صن" البريطانية.

وكان قد وصف نظيره السفاح اليميني المتطرف النرويجي أندريس بريفيكومنفذ هجوم مسجد فينزبيري بارك، دران أوزبورن، بأنهما من "الشخصيات المؤثرة والقوية"،  وزعم في بيانه "الإحلال العظيم"، أن "الأوروبيين البيض يفشلون في التكاثر والإنجاب"، بحسب "سكاي نيوز".

وقام تارانت بجولة استمرت 7 سنوات في أنحاء أستراليا ودول آسيوية من بينها كوريا الشمالية، وأصبح مهووسا بالأيديولوجية الفاشية، وكان ينشرةبصورة متكررة بشكل ملح، مقالات وآراء على منتديات شبكات اليمين المتطرف، حيث لا يحتاج المستخدم إلى التسجيل في تلك المنتديات، وبالتالي يمكن للمستخدم أن يظل مجهول الهوية.

وأبلغ زملائه المجهولين في المنتديات بشأن نواياه بشأن شن هجوم وبث عملية الهجوم بصورة مباشرة على موقع "فيس بوك": "إنكم جميعا من أفضل الرجال وأفضل مجموعة من الأشرار يمكن أن يحظى بها رجل، مضيفا: "إذا لم أنج من الهجوم، فالوداع.. أترككم برعاية الرب"، وحياه أعضاء آخرون في المنتديات ووصفوه بأنه "بطل" عندما كان يبث جريمته البشعة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أمس الجمعة.

الغريب أنه في مقدمته لبيانه، قارن تارانت نفسه مع نيلسون مانديلا، وقال: "أتوقع أن يتم الإفراج عني بعد 27 عاما في السجن، وهي عدد السنوات التي قضاها مانديلا في السجن للجريمة نفسها".

وعن حياته الإجتماعية، كان قد ترك تارانت الدراسة مبكرا بسبب سوء نتائجه الدراسية، وعمل في مركز اللياقة "بيغ ريفر جيم" في غرافتون بنيو ساوث ويلز بين عامي 2009 و2011.

وقال عنه مديره السابق تراسي غراي، إن تارانت كان مجدا ومجتهدا في تدريب نفسه، ولم تصدر عنه أي إشارة بأنه قد يرتكب عملا مرعبا.

وأضاف غراي: "لا أصدق أن أي شخص تعاملت معه بشكل يومي وتحادثنا وتناقشنا معا وتفاعلنا وتشاركنا في كثير من الأمور سيكون قادرا على القيام بهذا العمل المتطرف".

وأوضح أن تارانت بدأ يتردد على صالة اللياقة البدنية الخاصة به بعد أن ترك المدرسة، والتزم ببرنامج المركز الرياضي وعرض أن يقوم بتدريب الصغار في الحي مجانا، ثم ترك العمل هنا وسافر متنقلا فيما وراء البحار.

وكان رودني، والد برينتون، عمل في مجال جمع القمامة بالإضافة إلى أنه كان رياضيا، وتوفي عن عمر 49 عاما جراء مرض ناتج عن تعامله مع مادة "الاسبستوس"، وهي الفترة التي ترك فيها تارانت الدراسة، وكان يعرف عن والده رودني أنه كان صديقا للجميع، وصاحب شخصية رائعة.

وفي لقطة للعائلة التقطت في تسعينيات القرن الماضي ظهر رودني وهو يحمل ابنه تارانت وبجانبه زوجته شارون وابنته لورين، وحاليا تعيش والدة برينتون وشقيقته في غرافتون، على بعد 200 ميل من مدينة بريزبين.

وفي بيانه، قال تارانت إنه "من أسرة عاملة ذات دخل منخفض، وأنه عاش طفولة طبيعية من دون مشكلات كبيرة"، مضيفا: "لدي اهتمام ضعيف بالتعليم، لم ألتحق بالجامعة، وليس لدي أدنى اهتمام بالحصول على تعليم جامعي".

وقبل تنفيذه الهجوم الدامي، وبينما كان في أستراليا، استثمر تارانت بعض الأموال في العملات الرقمية المرتبطة بعملية غسيل أموال، استثمرها على ما يبدو في تمويل رحلاته حول العالم، ويطغى على بيانه شعارات مؤيدة للنازية الجديدة والإسلاموفوبيا.

لكن على حسابه في "فيس بوك"، نشر تعليقا يظهر تناقضا في شخصيته بشأن زيارة قام بها إلى باكستان، وهي دولة إسلامية، قائلا: "مكان مذهل مليء فيه أكثر شعب طيب القلب وأكثر شعب مضياف في العالم"، وأضاف أن "جمال وادي هونزا ونغار في فصل الخريف لا يقاوم".

المنزل الذي كان يعيش فيه منفذ هجمات المسجدين في نيوزيلندا 

منفذ هجمات المسجدين في نيوزيلندا مع والده في صورة تعود لتسعينيات القرن الماضي

منفذ هجمات المسجدين في نيوزيلندا خلال زيارته إلى كوريا الشمالية

منفذ هجمات المسجدين في نيوزيلندا


مواضيع متعلقة