الناجون من حادث نيوزيلندا يروون تفاصيل حادث إطلاق النار: "يوم أسود"

كتب: هبة وهدان

الناجون من حادث نيوزيلندا يروون تفاصيل حادث إطلاق النار: "يوم أسود"

الناجون من حادث نيوزيلندا يروون تفاصيل حادث إطلاق النار: "يوم أسود"

لحظات أليمة عاشها المسلمون في نيوزيلندا، اليوم، خلال استعداداتهم لإقامة صلاة الجمعة، حيث تفاجؤوا بإطلاق نار من شخص مجهول صوبهم، فما كان منهم إلا أن استقبلوا وابل النار على أجسادهم، حتى وصل عدد الضحايا إلى 49 شهيدا إضافة 48 مصابا.

خرج الناجون من كل حدب وصوب يبحثون عن طوق نجاة، وصرحوا لصحيفة "نيوزيلند هيرالد" الصحيفة الأكثر توزيعا في نيوزيلندا، يقول نور حمزة، 54 عامًا، أنه عندما سمع إطلاق النار يقترب منه هرب إلى الخارج مع عشرات آخرين يختبئون خلف السيارات التي تقف خلف مسجد Deans Ave.

ووصف حمزة، الحادثة بأنها "يوم أسود"، حيث استمر إطلاق النار لمدة تقارب الـ15 دقيقة على الأقل، وبعد دقائق اقتحمت الشرطة المسجد ودخل حمزة معها ليجد أن الجثث ملقاة، وكأنها في مشهد سينمائي.

الناجي الماليزي "حمزة"، الذي سافر إلى نيوزيلندا للدراسة في أوائل الثمانينيات قبل عام 1998، أكد أن الجثث لم تكن ملقاة على الارض فحسب، بل كانت تستقر على نوافذ المسجد، إذ إن الضحايا كانوا يبحثون عن مخرج ولم يحالفها الحظ: "أعتقد أنني سأصاب بالصدمة خلال اليومين المقبلين فعقلي لا يستطيع تصديق ما حدث، فكل ما أتذكره الجموع التي تركض من أجل الحياة".

موهان إبراهيم، واحد من 400 شخص كانوا يصلون داخل مسجد النور في كرايستشيرش عندما بدأ إطلاق النار، يقول إنه لم يرى المسلح ولكنه سمع طلقات النار فأدرك أن هناك عملا إرهابيا ما بالخارج.

إبراهيم لم يكن وحده بالمسجد، بل إن أصدقاءه كانوا معه بالداخل لكنه لم يعرف عنهم شيئا حتى الآن، إذ إنه حاول الاتصال بهم لكن هواتفهم مغلقة ولا يعرف السبب.

وأكد إبراهيم أن أصدقاءه الآخرين الذين كانوا في المسجد الآخر في لينوود اتصلوا به قائلين إن إطلاق النار وقع هناك في الوقت نفسه، "الجرحى كانت الرصاصات تستقر على مسافة 7 سم في الأجساد". 

ويقول إدريس خير الدين، أحد النجاة، إن الصلوات كانت على وشك البدء عندما سمع عدة طلقات نارية، وإن الأمر في البداية كان يشبه تمامًا أعمال البناء حيث الضجيج، لافتًا إلى أنه لم ير المسلح لكنه سمع طلقات الرصاص تدور حوله.

وعن سبب نجاة "إدريس" فكان يجلس بالقرب من من الباب، وقال إنه رأى أشخاصًا يسقطون، لكنه لم يكن متأكدًا مما إذا كانوا مصابين أو أمواتا: "لقد ركضت بأسرع ما أستطيع إلى متنزه هاجلي، لم أتوقف قط".

ويستكمل: "سمعت أكثر من 50 طلقة قبل أن أغادر المسجد وعرفت فيما بعد أن عمي توفى في الحادث نتيجة رصاصة في مؤخرته، وهذا الأسبوع هو أول مرة أذهب فيها إلى المسجد".

رحيمي أحمد، 39 عامًا، ذهب لأداء صلاة الجمعة في مسجد النور في شارع دينز مع ابنه البالغ من العمر 11 عامًا كما يفعل كل أسبوع.

ويقول نجله إنه كان يلعب في خارج المسجد عندما سمع صوت إطلاق نار، إلا أن أحد رواد المسجد أمسك بيده واقتادوه إلى المنزل المجاور.

أما زوجته "أزيلا" فتقول، إن زوجها ذهب إلى المسجد في الواحدة بعد الظهر وإنها تنتظر بفارغ الصبر أن تسمع خبر عن رحيمي: "أريد فقط أن أعرف أنه آمن، وأنا أصلي وآمل أن يتصل بي رغم أنه كان داخل المنزل وقت إطلاق النار".    

                                    

وشهدت مدينة كرايستشيرش هجوم إطلاق نار على مسجدين، الأول في شارع دينز، والثاني في شارع لينوود، خلف 49 شهيدا، و48 مصابا.وقال مفوض الشرطة النيوزيلندية مايك بوش، إنهم ضبطوا 4 أشخاص من منفذي الهجوم الإرهابي، مشيرا إلى أن الحادث متطور، ويحاولون كشف ملابساته.

وأكد أنهم عثروا على عبوات ناسفة بعد الهجوم على المصلين داخل المسجد، وتمكنوا من نزع فتيل عدد من الأجهزة المتفجرة المرتجلة، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت جون موريسون، أن منفذ الهجوم في نيوزيلندا، إرهابي أسترالي يميني متطرف، حسبما أفادت قناة "العربية"، في نبأ عاجل لها.

ووصف رئيس الوزراء الأسترالي "سكوت موريسون" منفذ الهجوم المسلح، والذي يحمل الجنسية الأسترالية، بأنه إرهابي من "اليمين المتطرف".

وقال مفوض الشرطة في المدينة، مايك بوش، إن رجلين آخرين وامرأة، احتجزوا، كما صودرت أسلحة نارية في مكان قريب من الحادث.

وأشار إلى أن أحد المحتجزين أُطلق سراحه فيما بعد، بينما كان الضباط يحققون فيما إذا كان الاثنين الآخرين على صلة بالحادث.

وأغلقت الشرطة كل المساجد في المدينة، ووضعت حراسة مشددة حول كل المدارس.


مواضيع متعلقة