"الوطن" مع المتبرع بـ60% من كبده لصديقه في الإسكندرية: ضحيت بدون تردد

كتب: محمد الرملي ونرمين عصام الدين

"الوطن" مع المتبرع بـ60% من كبده لصديقه في الإسكندرية: ضحيت بدون تردد

"الوطن" مع المتبرع بـ60% من كبده لصديقه في الإسكندرية: ضحيت بدون تردد

داخل غرفة عزل برقم 304 في وحدة جراحات زراعة الكبد بمستشفى المواساة الجامعي بالإسكندرية، يرقد "محمود عبدالله"، 24 عاما، والشهير بـ"متبرع الكبد"، بعد أن تبرع لصديقه "عبدالله أبوالمجد" في العمر نفسه بـ60% من كبده، والذي يلاصقه بالغرفة، ويكتب بأحرف من دمه قصة وفاء نادرة الوجود.

عرفانا بأيام الصداقة ومواقف الشدة والمرح التي جمعتهما لسنوات طويلة حتى التحاقهما بكلية العلوم جامعة الإسكندرية، سطر "محمود" خطًا مكتوبة على لافتة إنسانية، من أجل إنقاذ صديقه المقرب له، بدأت باشتداد "أبو المجد" معاناته المرضية التي بدأت في مارس الماضي بعد اكتشافه بمرض نادر في الكبد، ويقول "محمود": "أنا رافقته في رحلة البحث عن العلاج عشان كدة حسيت بالمعاناة وشوفته بيقع قدامي، مكنتش هسامح نفسي لو موقفتش جنبه".

ويحكي "محمود" لـ"الوطن"، أنه بعد أن اكتشف مرض صديقه بتليف في الكبد وتعرض حياته للخطر، وإثبات الفحوصات الطبية عدم إمكانية تبرع أحد من أهله، عرض عليه التبرع فورا.

ويقول "متبرع الكبد": "صاحبي كان قالي أن أهله ممكن حد فيهم يتبرع لكن الموضوع منفعش طبيا، واتكلمنا يوم ما روحت أودعه علشان رايح الجيش تانى يوم"، وفي اللحظة دي ملقتش حد تاني غيري، والقدر ساعدنا، ومترحلتش واتأخر جيشي شهرين"، ففكرت على الفور إجراء الفحوصات الطبية اللازمة والتي تكللت بإمكانية التبرع لتوافق فصيلة دمهما".

يحكي "محمود"، شعوره قبيل إجراء العملية، القلق والتوتر يتملكان منه ترتعش يديه، إلا أن نظرات صديقه المتبادلة تطمئنه، "إحنا مشينا الرحلة سوا، مفيش مفر، أنا عملت بالآية القرآنية"، القائلة: "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً".

وأردف شاهدت إجراء العملية على "يوتيوب" حتى أكون على  استعداد لها وأتهيأ نفسيا: "شوفت العملية نفسها على الإنترنت"، وحكي ما شاهده لصديقه.

ويؤكد "محمود"، أن أهل صديقه يعاملونه مثل ما يعاملون ابنهم تماما: "يعني مثلا خالته جابته هدية فاشترتلي هدية معاه، وإحنا واحد ومفيش بينا أي فرق نهائي، وروحت اطمن عليه بعد العملية واتكلمنا نطمن بعض والحمدلله كويس".

"مديحة عبدالكريم"، 60 عاما، والدة "متبرع الكبد" قالت لـ"الوطن"، إنها لم تترد لحظة عندما أبلغها ابنها في رغبته بالتبرع بنصف كبده لصديقه المقرب، فيما تؤكد أنها استشارت آراء من النواحي الدينية والقانونية والطبية، من أجل تحقيق رغبته.

وتضيف "عبدالكريم": "أنا مترددتش لحظة لما اتأكدت لإنها إنقاذ حياة بني آدم، بالعكس أنا اتحمست"، تقول الأم التي تفرغت لتربية أبنائها الخمسة بعد وفاة والدهم، عن العمل ببكالوريوس الهندسة.

الدكتور شادي فؤاد، مدير مستشفى المواساة الجامعي، قال في تصريح لـ"الوطن"، إن جامعة الإسكندرية تحملت بالكامل تكاليف العملية والبالغة نحو 350 ألف جنيها.

وأردف: "العملية واجهت صعوبات كتيرة، ومنها حالة المتبرع كان عليها خطورة ولكن الحمدلله استعدادهما لإجراء لعملية كان مشجع لينا"، فيما استغرقت العملية نحو 12 ساعة.

وأضاف "فؤاد"، أن العملية الجراحية أجريت تحت إشراف الدكتور أحمد الجندي، منسق وحدة زراعة الكبد بكلية الطب، وتعاون بين فريقين طبيين يجمع بين مستشفى المواساة الجامعة ومستشفى مصر للطيران بالقاهرة.

وطمأن الجمهور على حالتهم الصحية، فهي تشير إلى الاستقرار، مضيفا أن حالة المتبرع تستغرق بين 6 أشهر إلى سنة لنمو الكبد مثلما كان.


مواضيع متعلقة