أسطورة "موثيالاما".. قرية هندية تمنع ارتداء الأحذية "خوفا من الآلهة"

أسطورة "موثيالاما".. قرية هندية تمنع ارتداء الأحذية "خوفا من الآلهة"
من المنطقي أن تخلع حذاءك قبل دخول المنزل خشية أن تلطخه، أو قبل دخولك لمكان مقدس نظرًا لقدسيته، إلا أن خلع الحذاء في قرية أندامان، يعود لسبب غريب للغاية وهو "الخوف من الآلهة".
وتقع قرية أندامان بولاية تاميل نادو جنوبي الهند على بُعد 450 كيلومترا من مدينة تشيناي عاصمة الولاية، وهي المسافة التي يمكن أن تقطعها السيارة في نحو سبع ساعات ونصف. وتعيش بالقرية 130 أسرة يعمل الكثير من أبنائها بحقول الأرز القريبة.
موخان أروموغام، البالغ من العمر 70 عاما، وهو أحد سكان القرية، يقول إن القصة التي تميزت بها القرية قد بدأت تحت تلك الشجرة القريبة من نبع رائق وحقول خضراء زاهية وطرق بدائية، إذ أنه بداية من تلك البقعة تحديدا يخلع سكان القرية نعالهم ويحملونها في أيديهم قبل مواصلة السير باتجاهها، وفقًا لموقع "بي بي سي".
ويضيف أروموغام أن جميع من في القرية لا يرتدون الأحذية، ولا يستثنى من ذلك سوى كبار السن والمرضى، حيث كان أروموغام نفسه حافيا، لكنه قال إنه ينوي أن يرتدي نعلا خفيفا في وقت قريب، خاصة مع قدوم شهور الصيف الحارة.
آنبو نيثي ويدرس بالصف الخامس ببلدة على بُعد خمسة كيلومترات،يقول عن تقليد خلع الأحذية: "أمي أخبرتني بأن إلهة شديدة البأس تدعى "موثيالاما" تحمي قريتنا، ونحن نسير حفاة إجلالا لها، أستطيع إن أردت ارتداء الحذاء، لكني سأكون كمن لا يعتد بصديق يبجله الجميع".
يقول كاروبيا باندي، البالغ من العمر 53 عاما ويعمل دهانا: "نحن الجيل الرابع من سكان القرية ممن دأبوا على التصرف بهذا الشكل".
بينما يؤكد سوبرامانيام بيرامبان، البالغ من العمر 43 عاما، ويعمل بدهان المنازل: "هناك أسطورة تقول إن أي شخص لن يلتزم بهذا الأمر سيصاب بحمى غريبة. نحن لا نخاف من تلك النبوءة، لكننا اعتدنا أن نتعامل مع قريتنا وكأنها حرم وامتداد لأرض المعبد".
لاكشمانان فيرابدرا، البالغ من العمر 62 عاما والذي كان قد سافر للخارج قبل أربعة عقود وحقق نجاحا كبير ويدير الآن شركة إنشاءات في دبي، يكشف سر تلك الأسطورة: "قبل سبعين عاما نصب سكان القرية أول تمثال من الطين للإلهة موثيالاما تحت شجرة النيم على مشارف القرية.
وأشار إلى أنه بينما كان الكاهن يزين الإلهة بالجواهر والناس يتعبدون، تجاوز شاب التمثال مرتديا حذاءه، لكن لا يُعرف إن كان قد قصد توجيه إهانة للإلهة أم لا، لكن يُحكى أنه تعثر ووقع وأصابته تلك الليلة حمى غير معروفة لم يتعاف منها إلا بعد شهور عدة.
ويضيف: "ومنذ ذلك الحين، لم يعد الناس ينتعلون شيئا وأصبح الأمر على هذا المنوال".
وتقيم القرية كل فترة تتراوح بين خمسة إلى ثمانية أعوام، وبالتحديد خلال شهري مارس وأبريل، احتفالا ينصب خلاله تمثال من الطين للإلهة موثيالاما تحت شجرة النيم.
ويوضع التمثال لمدة ثلاثة أيام حتى تحل البركة على القرية، قبل تحطيمه ليعود إلى الأرض التي جاء منها، ولا تُقام هذه المراسم بشكل سنوي بسبب ارتفاع التكلفة، ولم يقم هذا الاحتفال منذ عام 2011، ولا يُعرف متى سيقام مرة أخرى، حيث يعتمد الأمر على التبرعات المحلية.