الأمين العام للملتقى الإعلامى العربى: المهنة تتراجع والمنطقة عانت فوضى إعلامية

الأمين العام للملتقى الإعلامى العربى: المهنة تتراجع والمنطقة عانت فوضى إعلامية
- ملتقى الإعلام العربي
- السوشيال ميديا
- ماضي الخميس
- الإعلام العربي
- ملتقى الإعلام العربي
- السوشيال ميديا
- ماضي الخميس
- الإعلام العربي
قال الإعلامى الكويتى ماضى الخميس، الأمين العام للملتقى الإعلامى العربى، إن الإعلام العربى يعانى من تراجع واضح، ويحتاج لعملية تطوير مهنى تشمل العاملين والمحتوى لمواجهة التحديات، مؤكداً ضرورة أن يتمتع الإعلام بالحرية والمسئولية فى آن واحد.
وأضاف، فى حواره لـ«الوطن»، أن الدورة الثامنة من الملتقى الإعلامى العربى للشباب، التى عقدت بجامعة الدول العربية فى القاهرة، حققت نجاحاً كبيراً، بمشاركة واسعة من مسئولين وقيادات إعلامية وشباب صحفيين وطلاب كليات الإعلام، من نحو 12 دولة عربية.. وإلى نص الحوار
بداية ما تقييمك للملتقى الإعلامى العربى للشباب الذى عقد فى دورته الثامنة بجامعة الدول العربية؟
- ملتقى الشباب هو امتداد للملتقى الإعلامى العربى، الذى انطلق منذ 16 عاماً، واستضافت الكويت أولى فعالياته وأنشطته فى 2003، ونحن نقيم العديد من الأنشطة والفعاليات الإعلامية المختلفة على مدار هذه السنوات، على رأسها الملتقى الإعلامى للشباب.
وعقد هذا الملتقى فى الجامعة العربية بمشاركة الشباب والطلبة مع الإعلاميين العرب، وتحديداً داخل القاعة الرئيسية التى تستضيف رؤساء الدول والحكومات وتعقد فيها القمم العربية، يؤكد أنه من أنجح الأنشطة الإعلامية التى عقدناها، ومظاهر النجاح تجسدت فى عدة أمور؛ أهمها الحضور المكثف للطلبة وشباب الصحفيين من مختلف الجنسيات العربية، وأكثر من 50 إعلامياً، استفدنا منهم وتجاربهم وخبراتهم، وأيضاً الوزراء والمسئولون عن الإعلام فى الوطن العربى، كل هذه الأجواء أعطت زخماً وأهمية كبيرة للملتقى.
"الخميس": الإعلام الوطنى المسئول سند لدولته وليس "بعبع" يخيف الحكومات
الملتقى شهد حضوراً كبيراً من طلاب كليات الإعلام والصحفيين الشباب.. فماذا لمست من هذه الفئة خلال مشاركتهم أو لقاءاتك معهم؟
- بالفعل حضور طلبة الصحافة والإعلام، وشباب الصحفيين، كان سمة إيجابية جداً، وأهم ما لمسته معهم هو خوفهم الشديد على مستقبلهم، ومستقبل الإعلام والصحافة، لأن هذا المستقبل غامض، والفرص الوظيفية أصبحت محدودة، خاصة مع تراجع الصحافة الورقية والإلكترونية والقنوات الفضائية، وتراجع الإعلانات أيضاً فى ظل أزمة يمر بها الإعلام التقليدى، ليس فى مصر أو الوطن العربى فقط، لكن فى العالم كله، وأنا كان توجيهى أو كلامى للشباب والطلبة أنهم يجب ألا ينتظروا الوظيفة، الإعلام مهنة حرة لا ترتبط بوظيفة أو مكتب فى صحيفة أو قناة تليفزيونية، الإعلام مهنة حرة تعتمد على التطوير والإبداع.
بالنسبة للحديث عن الطلاب.. هل ترى أن كليات الصحافة والإعلام فى الدول العربية تحتاج إلى تطوير؟
- بالطبع، ونحن تحدثنا عن هذا الأمر فى جلسات الملتقى الإعلامى، وأنادى به كثيراً فى كل ندوة أو مؤتمر يتعلق بالإعلام، نحن اليوم نحتاج إلى مناهج إعلامية تدعم ثقافة الطلبة ومعرفتهم وتنمى كفاءاتهم العملية، التعليم الإعلامى فى الجامعات العربية متخلف بكل أسف، وما يتم تدريسه أصبح جزءاً من الماضى، ولا يواكب التطور، مناهج التعليم فى الكليات تتحدث بلغة قديمة مضى عليها سنوات كثيرة، ومن الأمور التى طالبنا بها تطوير مناهج كليات الصحافة والإعلام فى الجامعات العربية.
ما عدد الجنسيات التى شاركت فى الملتقى؟
- أكثر من 12 جنسية عربية شاركت فى الملتقى، والحقيقية أننى أعجبت جداً بطرح الشباب على وجه الخصوص، حيث كان يتسم بالحداثة ومواكبة لغة العصر ويشتمل على مقترحات عديدة من شأنها أن تسهم فى تطوير الإعلام العربى تطويراً حقيقياً فى ظل تحديات ضخمة يواجهها.
قلت فى تصريح سابق إن «العرب متخلفون فى صناعة الإعلام»، ما أسباب هذا التخلف؟
- صحيح، قلت ذلك، وهذا الوضع يجب أن يتم تعديله وتصحيحه، وأسبابه أننا تأخرنا كثيراً عن العالم، الإعلام تطور بسرعة فائقة فى كل مكان إلا عندنا، ونحتاج لتطوير على مستوى الفكر والممارسة والصناعة، يجب على مؤسسات الإعلام العربى أن تكون شريكاً حقيقياً فى صناعة الإعلام، ولا تكتفى بالاستهلاك والتكرار دون إضافة جديدة ومواكبة لما يحدث فى العالم من تغييرات.
فى رأيك، كيف يستطيع الإعلام العربى مواجهة تحدياته؟
- أولاً يجب أن نوضح أن التحديات الحالية التى نعيشها لا تتعلق بالإعلام وحده، لكنها تحديات تتعلق بالسياسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع على مستوى الدول العربية كلها، الإعلام تحديداً يتسم بأنه مهنة متجددة دائماً، كل يوم هناك جديد يتعلق بالإعلام، وتكنولوجيا حديثة تتحرك بسرعة وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالإعلام، ولذلك تحديات المهنة أكبر من غيرها، ولا بد اليوم أن يتسم إعلامنا بالمرونة والتطور، ونحن كمنظرين أو صناع للإعلام العربى مطلوب منا أن نقدم الوصفة أو الروشتة لصناعة مستقبل أفضل له ونكون شركاء أساسيين فى تطويره، ولسنا مجرد مستهلكين.
ما أهم ملامح تلك الروشتة؟
- أعتقد أن المؤسسات الإعلامية العربية فى حاجة لتطوير مهنى داخلى، هذه هى الخطوة الأولى، لا بد من تطوير مجموعات العمل الصحفية داخل تلك المؤسسات، وإلا فنحن لسنا جادين فى صناعة مستقبل أفضل للإعلام. والتطوير المهنى يعنى برامج إعداد وتدريب مستمرة. الإعلام يطالب الآخرين بالتطوير والتحسين ورفع الكفاءة، لكن عليه أن يطالب نفسه بذلك أولاً. الخطوة الثانية لعملية إنقاذ الإعلام أننا يجب أن نغير الصورة النمطية التقليدية لوسائل الإعلام ودورها ومحتواها، يجب على وسائل الإعلام أن تسعى أن تقدم الجديد دائماً، وتصنع محتوى يدهش القارئ ويجذبه، ولذلك أدعو الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية للعمل على مسارين؛ أولاً التطوير المهنى للعاملين فيها، وثانياً تطوير المحتوى والخروج من الشكل النمطى أو التقليدى، وألا يستسلم الإعلام للمناخ العام الذى ربما يكون سبباً من أسباب التراجع، وأنا هنا أقصد المناخ السياسى أو حتى مزاج القارئ أو المشاهد، على الإعلام أن يطور ويكيف من نفسه للتغلب على ذلك.
بمناسبة الحديث عن المناخ العام، هل الأحداث التى مرت بها المنطقة فى الـ8 سنوات الأخيرة أثرت سلباً أم إيجاباً على الإعلام؟
- الحقيقة أن تلك الأحداث أثرت على المستويين، فهى فتحت مجالاً جديداً لوسائل الإعلام، وأكدت أهميتها وقوتها وتأثيرها، لكنها فى الوقت نفسه أحدثت أزمة ثقة كبيرة فى الإعلام العربى، المتلقى أصبح لا يثق فى الوسائل الإعلامية، والحكومات أيضاً فقدت جزءاً كبيراً من ثقتها فى الإعلام. فمع بداية الربيع العربى، أو الجحيم العربى، نمر بحالة تراجع إعلامى عربى.
ما التسمية التى تختارها أنت، هل كنا أمام «ربيع عربى» أم «جحيم عربى»؟
- جحيم عربى بلا شك، وأنا أعتقد أن هذا الأمر أصبح من الأبجديات التى لا محل للخلاف أو الجدال عليها، فقد أنتجت هذه الأحداث حالة من حالات الفوضى الإعلامية أدت لكوارث عانت منها أغلب الدول العربية، واعتقد البعض أن الحرية مفرطة ومطلقة، وكل شخص من حقه أن يكتب ويقول ما يريد دون أدنى ضوابط.
هل مواقع التواصل الاجتماعى أثرت بالسلب على دورة الإعلام وصورته؟
- أثرت بالإيجاب وبالسلب معاً، فمن إيجابياتها أنها سهلت عملية نقل المعلومة وانتشارها والتفاعل معها، لكن على الجانب الآخر تحولت إلى منصة لنشر الشائعات والأكاذيب والاتهامات، بل أصبحت سلاحاً للضغط على بعض الأشخاص أو حرب الدول، وهذا جانب سلبى بلا شك، بل أصبحت منافساً قوياً للإعلام التقليدى وأفقدته قيمته الخبرية، وقدرته على صناعة الرأى أيضاً.
الـ"سوشيال ميديا" تحولت إلى سلاح للحرب على الدول.. ومناهج كليات الإعلام متخلفة.. والسلطات والشعوب العربية لا تثق فينا.. ونحتاج إلى تطوير حقيقى للأفراد والمحتوى
وما المطلوب من الإعلام لمواجهة تحدى الـ«سوشيال ميديا»؟
- أن يواكب أدوات العصر الحديث، ويعمل على تطويره الذاتى، كما أوضحت، على مستوى الأفراد أو المحتوى، لا بديل عن ذلك، وإلا سيستمر التراجع.
هناك أصوات تقول إن الإعلام العربى مظلوم أكثر منه ظالماً، وإنه يواجه قيوداً هى السبب الرئيسى فى تراجعه، هل تتفق مع ذلك؟
- الحقيقة أن الإعلام بالفعل لا يمكن أن يتقدم للأمام وهو مقيد، لا يمكن فرض قيود على الإبداع، وإلا لن يكون إبداعاً، الفنان يحتاج إلى حرية كى يبدع، وأيضاً الإعلام فى حاجة لتلك الحرية ليتحرك للأمام، وأقول دائماً إننا نحتاج أن يعى المسئولون فى بلادنا العربية أهمية الإعلام، وأنه اليوم سند للدولة وليس «بعبع» نخاف منه، وبالتالى يجب أن يتم تدعيم الإعلام وتقويته، حتى لو هناك ملاحظات على الأداء الإعلامى، إلا أنه فى أوقات الأزمات لن تجد الدولة من يخدمها مثل الإعلام، كيف يخدم الإعلام الوطنى بلاده وهو ضعيف ومقيد ومكبل بالسلاسل؟! الدول تحتاج أن تقوى إعلامها، وتحتاج لرجال إعلام أقوياء ومؤثرين، الإعلام القوى لا يغضب الدولة ولا يخيفها، بل هو سندها، ومثلاً قضية الإرهاب التى تمثل تهديداً للدول العربية، الإعلام يستطيع أن يكون ذراعاً قوية للدولة فى مواجهة تلك الجماعات، لكن كيف نكبل أقدامه ونطالبه بأن يحارب؟!
مواقع التواصل الاجتماعى أثرت بالسلب والإيجاب على الإعلام.. والشراسة الإعلامية المعادية تواجَه بشراسة مضادة.. ولا يصح أن نقف مكتوفى الأيدى أمام الإعلام الإخوانى
على الجانب الآخر، رأينا خلال السنوات الأخيرة ظاهرة «الإعلام المعادى»، مثل إعلام الإخوان.. ما رأيك فى هذه الظاهرة وكيف يتم الرد عليها؟
- صحيح، أصبح هناك إعلام معادٍ يصنع كوارث، وهذا الإعلام أصبح سلاحاً قوياً، ولديه إمكانيات كبيرة مادياً وتكنولوجياً، ويستهدف الإضرار بالبلاد، وهذا أمر مرفوض بالطبع، ويجب مواجهته، الإعلام الحر المسئول قد يعارض ويختلف، لكن لا يهدم دولاً ولا يحرض على العنف ولا يدعم الإرهاب. نحتاج اليوم أن ننقل رسالة واعية من شأنها أن ترد على ذلك وتدحض أكاذيبهم، وأن نواجه الشراسة الإعلامية المعادية لدولنا بشراسة إعلامية مضادة أيضاً، لا يمكن أن نتركهم يتصيدون لنا ويحاربوننا ونجلس فى مقاعد المتفرجين، لكن لكى نقوم بهذا الدور يجب أن نكون أقوياء، لأن الإعلام الضعيف لا يستطيع أن يواجه.
رسالة للشباب والطلبة
أقول لشباب الصحفيين فى الوطن العربى كله، وطلبة الإعلام فى الجامعات العربية، إن عليكم أن تطوروا من أنفسكم، ولا تنتظروا الوظيفة أو المؤسسة، اهتم بنفسك أولاً، بقدراتك ومهاراتك، وبرغم كل التراجع أو التحديات التى تواجه الإعلام إلا أن المجال والفرص اليوم أفضل من الفرص التى أتيحت للأجيال السابقة.
لا تنتظروا الفرصة، بل اصنعوها لأنفسكم، كونوا خياراً رئيسياً وليس اختياراً، ولا تيأسوا ولا تحبطوا ولا تفقدوا الثقة أبداً فى مهنة الإعلام العظيمة، لأن المستقبل سيكون أفضل بكم إن شاء الله.