محافظ أسوان: «التخطيط» اعتمدت 47 مليون جنيه إضافية لتحويل المدينة إلى عاصمة لشباب أفريقيا

07:45 م | الثلاثاء 12 مارس 2019

«إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى مدينة أسوان عاصمة للشباب الأفريقى لعام 2019 يعكس اهتمام الدولة والقيادة السياسية بهذه المحافظة الواعدة استثمارياً وتنموياً»، هذا ما أكده محافظ أسوان، اللواء أحمد إبراهيم، فى حواره مع «الوطن»، معتبراً أن عقد ملتقى الشباب العربى والأفريقى بمدينة أسوان سيعيد إلى المحافظة بريقها الحضارى ودورها التاريخى، باعتبارها بوابة مصر الجنوبية إلى أفريقيا، ونقطة الانطلاق نحو المزيد من آفاق التعاون بين مصر ودول القارة على مختلف الأصعدة، من خلال إعادة تأهيل وتطوير البنية التحتية والخدمية ومنظومة النظافة العامة والتجميل؛ لاستقبال العديد من الأحداث والمهرجانات والمؤتمرات المرتبطة بالقارة السمراء.. وإلى نص الحوار:

فى ضوء استعداد أسوان لمنتدى الشباب العربى والأفريقى، هل هناك أى أوجه قصور فى الخدمات بالمحافظة؟.. وكيف تواجهون ذلك؟

- الحقيقة كانت هناك مجموعة من الملاحظات، سواء فى المرافق أو الطرق أو غيرهما، وقد تم عرض أوجه القصور بكل أمانة وشفافية على المستوى الأعلى بالتنسيق مع الوزارات المعنية؛ لسرعة اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لدفع العمل وتوفير الاعتمادات المالية لها، وهو الذى يجرى متابعته أولاً بأول من المحافظة فى مختلف مواقع العمل العام.

{long_qoute_1}

وهل الاستعداد قاصر على الجهات الحكومية، أم هناك مساعدة من المجتمع المدنى والهيئات الأخرى؟

- المنتدى العربى الأفريقى سيكون بمثابة واجهة لأسوان، ونجاحه يعود بالنفع على أبناء أسوان فى المقام الأول، ولذلك يتم التواصل مع جميع هيئات وكيانات وفئات المجتمع الأسوانى، وفى مقدمتها جامعة أسوان، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، إضافة إلى منظمات المجتمع المدنى، للاستماع إلى مقترحاتهم وأفكارهم فى تطوير وإعلاء شأن مدينة أسوان، باعتبارهم شركاء فى التنمية، ويمتلكون القدرة على تقديم كافة أوجه الدعم المجتمعى، علاوة على أن مشاركتهم فى هذا الاتجاه ستسهم فى الحفاظ على ما سيتم من أعمال ومكتسبات، لأن لديهم الحافز والغيرة لإعادة الوجه الحضارى لهذه المدينة العريقة.

ما أهم ملامح خطة الاستعداد لاستضافة هذا المنتدى الدولى؟

- نتحرك فى اتجاهين متوازيين، أحدهما قبل انطلاق فعاليات المنتدى، بإجراءات عاجلة، والآخر بإجراءات آجلة، من خلال خطة استراتيجية ستشارك فيها الوزارات والجهات المعنية، وضمن آخر الاستعدادات لهذا الحدث المهم، جاءت زيارة رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولى، لمحافظة أسوان قبل أيام، وكان لهذه الزيارة نتائج إيجابية عديدة لدفع العمل فى المشروعات التى يجرى تنفيذها، وكذلك فى دعم المحافظة لاستضافة المنتدى، حيث شملت الزيارة جولة ميدانية فى العديد من المشروعات الجارية والمواقع الخدمية، منها عدد من المدارس، ومنشآت جامعة أسوان، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، ومشروع إنشاء الصالة المغطاة، إلى جانب استاد أسوان الرياضى ونزل الشباب، بالإضافة إلى تفقده لمشروعات إنشاء مصنع «كيما 2»، الذى يجرى تنفيذه بتكلفة استثمارية تبلغ 11 مليار جنيه، ويستهدف زيادة إنتاج «الأمونيا» إلى 1200 طن يومياً، وإنتاج «نترات الأمونيوم» النقية، فضلاً عن إنتاج منتج جديد هو سماد «اليوريا»، كما قام رئيس الوزراء بتفقد إنشاء أكبر كوبرى على نهر النيل، وهو محور وكوبرى «كلابشة»، الذى يتضمن تنفيذ كوبرى فوق النيل و9 كبارى فرعية، و5 أنفاق، بإجمالى أطوال 24 كيلومتراً، وتصل التكلفة الإجمالية لتنفيذه إلى نحو 800 مليون جنيه، ويبلغ معدل تنفيذه نحو 75%، كما قام الدكتور مصطفى مدبولى بجولة فى مدينة أسوان الجديدة، شملت عدداً من المنشآت الخدمية، من ضمنها مبنى وحدة المرور الجديدة، على مساحة 5 أفدنة، بتكلفة تصل إلى نحو 65 مليون جنيه.

وهل هناك إجراءات أخرى ضمن استعدادات المحافظة لمنتدى الشباب العربى الأفريقى؟

- نعم، سبق زيارة رئيس الوزراء القيام بحزمة من الإجراءات العاجلة كأسبقية أولى لتجهيز مدينة أسوان لاستقبال المنتدى فى منتصف مارس الحالى، حيث قامت لجنة التفتيش والمتابعة وتقييم الأداء بوزارة التنمية المحلية، بناءً على تكليف من الوزير اللواء محمود شعراوى، بزيارة محافظة أسوان، ووضع بعض النقاط التى نعمل جميعاً على تنفيذها؛ لإظهار أسوان بالصورة الجميلة التى تليق بها كعاصمة للشباب الأفريقى، كما أصدر رئيس مجلس الوزراء تعليماته بتكليف الجهاز المركزى للتعمير، التابع لوزارة الإسكان، بالتعاون مع جهاز الخدمة الوطنية، التابع للقوات المسلحة، بالبدء الفورى فى تنفيذ أعمال تطوير وتجميل وتشجير وإنارة ودهانات الطرق والميادين الرئيسية بمدينة أسوان، وذلك ضمن منظومة شاملة ومتناسقة، بدءاً من مطار أسوان الدولى وحتى نهاية طريق كورنيش النيل، بطول 20 كيلومتراً، كما سيتم تدبير اعتمادات مالية إضافية لاستكمال مشروع الطريق الشرقى الدائرى الجديد، والممتد من «العلاقى» وحتى أمام كوبرى أسوان «الملجم»، بطول 22 كيلومتراً، ومنه إلى الطريق الصحراوى الغربى، حيث يعتبر هذا الطريق محور تنمية حيوياً ومهماً، كما أنه يحد من دخول سيارات النقل الثقيل المحملة ببلوكات الجرانيت والرخام، والتى تؤثر على كفاءة شبكات البنية الأساسية بمدينة أسوان.

{long_qoute_2}

وما دور لجنة التفتيش والمتابعة؟

- اجتمعت اللجنة مع جميع مسئولى الجهات التنفيذية، وتفقدت 21 موقعاً داخل مدينة أسوان فى مختلف القطاعات، وتم استعراض كافة أوجه الملاحظات والاحتياجات والمطالب الضرورية مع أعضاء اللجنة، لرفع كفاءة وتطوير مدينة أسوان، استعداداً لاستضافة المنتدى، وهو الذى جاء متوازياً مع المرور الميدانى الدورى على الطرق الرئيسية والشوارع والميادين والحدائق العامة والمتنزهات والمنشآت الحيوية والمتاحف والمناطق الأثرية، للوقوف على أعمال التطوير ورفع الكفاءة الجارية، ورصد جميع الملاحظات السلبية والاحتياجات الضرورية، لسرعة معالجتها وتلبيتها، لتكون المدينة جاهزة لاستقبال ضيوف هذا الملتقى الدولى المهم، أثناء زياراتهم الترفيهية لهذه الأماكن.

وهل تم توجيه أى دعم بعد زيارة اللجنة لأسوان؟

- بالفعل، وزارة التخطيط والمتابعة خصصت اعتمادات مالية تصل إلى 47 مليون جنيه لدعم أعمال تطوير مدينة أسوان، استعداداً لاستضافة الملتقى، ونحن نسابق الزمن لتنفيذ خطة متكاملة تنقسم إلى مراحل، لتشمل قطاعات العمل، طبقاً لتوقيتات زمنية محددة، بالإضافة إلى ضرورة تحقيق الرقابة والمتابعة الصارمة أثناء التنفيذ وقبل تسليم الأعمال المستهدفة، لتصبح عاصمة الشباب الأفريقى فى أبهى صورها، من أجل استقبال زائريها من السائحين والزائرين.

ماذا عن دور النظافة؟.. وهل هناك مبادرات مجتمعية فى ذلك؟

- نحن نشجع المبادرات المجتمعية لنظافة وتجميل مدينة أسوان، وبصفة شخصية أحرص على مشاركة المجموعات الشبابية التى تتطوع لتنفيذ أعمال النظافة العامة والتجميل، لتحفيزهم على مشاركتهم الإيجابية فى إبراز المظهر الجمالى لمدينة أسوان عاصمة الشباب الأفريقى.

وما دور وزارة الثقافة فى الاستعداد للمنتدى؟

- بصراحة دائماً ما نشيد بالدور الرائد لوزارة الثقافة، بقيادة الدكتورة إيناس عبدالدايم، إيماناً بأن القوى الناعمة تُعد جسراً للتواصل بين الشعوب، وانعكس ذلك فى ثقة القارة السمراء فى مصر، من حيث المشاركة الواسعة من فرق الفنون الشعبية فى الدورة السابعة لمهرجان أسوان الدولى للثقافة والفنون، والتى بلغت 11 دولة أفريقية، بالإضافة إلى 15 فرقة أجنبية ومصرية، والتى قدمت عروضها فى المهرجان خلال الفترة من 17 إلى 22 فبراير الماضى، فى 14 موقعاً بمحافظة أسوان، منها 10 مواقع بهيئة قصور الثقافة، و4 مناطق ومتاحف أثرية وسياحية، واختتمت فعاليات المهرجان بالاحتفال بظاهرة تعامد الشمس على وجه «رمسيس الثانى» بمدينة أبوسمبل السياحية.

وكيف ترى دور وزارة الشباب والرياضة فى الاستعداد للمنتدى؟

- دور وزارة الشباب والرياضة لا يقل عن دور وزارة الثقافة، فاختيار أسوان عاصمة للشباب الأفريقى لعام 2019 دفع جميع الوزارات إلى تقديم كل ما يمكنها من دعم لمحافظة أسوان، وتوجيه العديد من برامجها وأنشطتها إليها، ومن المقرر أن تقوم وزارة الشباب والرياضة برعاية مهرجان شبابى كبير، تحت شعار «المجد لقارتنا السمراء»، والذى ينظمه اتحاد الثقافة الرياضية، كما أن هناك العديد من الأنشطة والفعاليات الشبابية والرياضية ستستضيفها أسوان خلال الفترة المقبلة.