تفاصيل "جريمة المرج".. "أحمد" وزوجتاه قتلوا الأطفال بدم بارد

كتب: محمد سيف وأحمد عبد اللطيف

تفاصيل "جريمة المرج".. "أحمد" وزوجتاه قتلوا الأطفال بدم بارد

تفاصيل "جريمة المرج".. "أحمد" وزوجتاه قتلوا الأطفال بدم بارد

"ملك وجني ومحمد" ضحايا أسرة قاتلة في المرج، وتحمل تلك الجريمة في فصولها دراما مأساوية واستمر التستر عليها طوال 18 شهرًا حتى انفرط عقدها على يد صاحبة العقار وإلقاء القبض على الأسرة القاتلة وتضم الأب أحمد، 36 عاما، وزوجتيه: إيمان، 33 عاما، والدة الضحايا، وضرتها هالة، 52 عاما، الذين اعترفوا بتفاصيل جريمتهم في تحقيقات النيابة، ولا تزال جثث الأطفال الضحايا غير معلوم مكانها، خاصة وأن القتلة تخلصوا منها بإلقائها في رشاح قريب من المنزل وقت حدوث الجريمة.

قررت النيابة أمس الأول حبس المتهمين الثلاثة على ذمة التحقيقات بتهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والتخلص من جثث الضحايا والتستر على الجريمة، كما قررت النيابة إحالة الأم المتهمة بالقتل "إيمان" إلى مصلحة الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليها ولبيان ادعائها بإصابتها بالعمي من جراء وصلات التعذيب التي تعرضت لها على يد زوجها وضرتها.

اقتاد فريق من النيابة العامة المتهمين الثلاثة إلى مسرح الجريمة وهي شقتهم، وعاينتها النيابة، وتبين أنها تضم غرفتين لا تزيد مساحة الواحدة منها على 15 مترًا وصالة صغيرة وحمام ومطبخ، كما اقتادت النيابة المتهمين في حضور فريق أمني يتولى أعمال التأمين إلى الرشاح الذي ابتلع جثث الأطفال بعد الجريمة المرعبة، وكلفت النيابة الحماية المدنية بالبحث عن جثث الأطفال على الرغم من صعوبة وجودها أو حتى استحالة العثور عليها، نظرًا لمرور وقت طويل ما بين الجريمة والكشف عنها.

فيديو القتل مسجل بيد الأب القاتل الذي لا يعرف شيئًا عن الإنسانية والرحمة وعلى هاتفه المحمول، وتحفظت النيابة على دليل الإدانة كما ظهرت والدة الأطفال وهي تقتلهم بيديها في الماء وبجانبها ضرتها، وأن التحقيقات أثبت أن الأب كان يستخدم هذا الفيديو ليكون أداة ضغط على والدة الأطفال حتى لا تتجرأ وتبلغ الشرطة بتفاصيل الجريمة لأن رقبتها ستكون مهددة بـ"حبل عشماوي".

"أيوة إحنا معترفين بالجريمة تلك الكلمات كانت ملخص جواب المتهمين الثلاثة في تحقيقات النيابة"، وشرح المتهمون الثلاثة تفاصيل الجريمة تباعًا، حيث اعترفت الأم بحبها لزوجها وأنها هربت من منزل أسرتها وتزوجته وهي تعلم بأن لديه زوجة أخرى، وأنها تعرفت عليه خلال فترة عمله فرد أمن في مترو الأنفاق قبل فصله من العمل وأنجبت منه طفلتيها ملك وجنى، لكنها كانت تعاني من دسائس ضرتها ومكيدتها لها وتحريض زوجها عليها، حيث تقيم الزوجتان في شقة واحدة، هي في غرفة مع طفلتيها، وضرتها في غرفة أخرى، واستمر تنكيل زوجها بها وتعذيبها حتى أجبرها هو وضرتها على قتل طفلتيها أثناء حملها طفلها محمد الذي نال نفس المصير بعد ولادته بـ30 يومًا.

وأضافت المتهمة "إيمان" أن زوجها وضرتها بعد أن تخلصا من جثث أطفالها حبساها داخل الشقة واعتديا عليها بالضرب واستمرا في تعذيبها بمادة كيماوية "كلور" في عينيها حتى فقدت بصرها وأصيبت بالعمى، وعندما طفح بها الكيل قررت الخروج عن صمتها مستغلة غياب زوجها عن المنزل لمدة أسبوع وحكت لجارتها صاحبة المنزل عن تلك المأساة.

وأيد الزوج وزوجته الثانية أقوال المتهمة الأولى في تحقيقات النيابة، واستدعت النيابة الشاهدة ومكتشفة الجريمة وتدعى "هالة" التي قالت إنها "عندما اشترت المنزل الذي تقطن فيه في 2017 كان أحمد، والد الأطفال الثلاثة يسكن مع زوجتيه الاثنتين، وكانت أمورهم بسيطة كانوا ناس في حالهم، ومنعرفش عنهم حاجة".

وأضافت الشاهدة: "أول ما جينا كانت مراته هالة ست كبيرة أكبر منه بـ30 سنة، وعندها تقريبا 60 سنة، ودي الزوجة الأولى، وإيمان كانت في سنه، تقريبا 30 سنة، كانت حامل، وقت ما اشترينا البيت، ماكناش بنشوفهم كتير، كانت علاقتي بهم تنحصر في تحصيل الإيجار وإيصالات المياه والكهرباء، وقررنا عدم تجديد عقد الشقة لهم، والذي كان من المقرر انتهاؤه في شهر فبراير الماضي، وعندما دخلت عنده الشقة لإخباره بذلك، وجدت شقته خالية تماما من العفش ولما سألته قالي أنا حاطط العفش في الغرف، وأثناء حديثي معه، خرجت زوجته إيمان، كانت محلوقة الرأس، شعرها مقصوص، وآثار تعذيب في يدها، تاني يوم وأثناء نزولي من سطح العمارة، وجدت إيمان، ترتعش على باب الشقة من البرد، فكررت سؤالي عليها، فقالت لي أنا عايزة أحكيلك على حاجة، وكانت تتكلم بصوت خافت".

وتابعت الشاهدة: "أخذت إيمان إلى شقتي وقلت لها إحكيلي، إيه اللي عمل فيكي كده، قالتلي جوزي، وسألتها عن عيالها، فكانت تتهرب من الحديث عنهم، فأصريت على سؤالي خاصة أنها منذ سنة رأيتها حاملا، وقلت لها هتكوني يعني قتلتيهم هما فين، فسكتت، وقالت أيوه قتلتهم، وأخبرتني بأنها متزوجة أحمد منذ 10 سنوات، ورزقت بابنتين جنى وملك، ولكن تغيرت معاملة ضرتها لها بعد حملها، بسبب أنها لا تنجب، وذات يوم سمعت زوجها يتكلم مع هالة، وهي تحرضه على قتل الأولاد بدعوى أنها ستقوم بكتابة الشقة باسمه، وميكروباص وأموال أخرى لها في البنك ستودعها باسمه، شريطة التخلص من بناته لكي لا يرثنه، وجوزها قالها لو عايزة تعيشي معايا هنموت البنات، فوافقت خشية الطرد من المنزل، وأحضرت طبق بلاستيك به ماء، وجلست هي على كرسي بلاستيك وأحضرت الطفلة الصغيرة أولا، التي تبلغ من العمر عامين، وأغرقت رأسها في الماء إلى أن ماتت، ثم أحضروا الطفلة الكبرى صاحبة الـ3 سنوات، وكرروا نفس الأمر بإغراقها في طبق المياه، وقام الزوج بتصويرها أثناء عملية القتل، لتهديدها في حالة الإبلاغ عن الواقعة.

وأنهت صاحبة العقار حديثها أن إيمان أخبرتها بأنها بعد عام حملت، وحاولا إجهاضها، لكن محاولاتهما لم تفلح، وبعد أن وضعت طفلها وكان ذكرا، أرغماها على تكرار نفس الأمر، وبالفعل أجبرت على إغراق الطفل الذكر في طبق مليء بالمياه، وبعد ذلك، قامت ضرتها بإجبار زوجهما على تعذيبها.


مواضيع متعلقة