سامي عبد الراضي يكتب: كيف وقف الشيطان «تلميذًا متفرجًا» في «شقة المرج» (القصة الكاملة)

كتب: سامي عبد الراضي

سامي عبد الراضي يكتب: كيف وقف الشيطان «تلميذًا متفرجًا» في «شقة المرج» (القصة الكاملة)

سامي عبد الراضي يكتب: كيف وقف الشيطان «تلميذًا متفرجًا» في «شقة المرج» (القصة الكاملة)

ما حدث في شقة المرج يجعل الجميع يتساءل: «هل جلس الشيطان وتربع في الشقة وتابع وتعلم طرق جديدة للوسوسة والقتل، هل وقف في هذه الجريمة موقف التلميذ وموقف المتفرج والمنبهر؟، يقينا إنه لم يقترب من الثلاثة عناصر الجريمة، ومن فرط إعجابه وانبهاره بما يدور ظل صامتا متابعا منصتا متعجبا وربما سأل نفسه: ماذا تفعل يا أحمد عبدالقادر؟ وما هذا الذي بيديك؟ ما هذه الآلة التي توثق بها جريمة زوجتك؟ وبحق من حق أبنائك الثلاثة وهي تغرقهم».

وسأل أيضا: «يا هالة ما هذه الوسوسة؟ من علمك؟ من قال لك كيف تسيطرين على زوجك وتجعليه يجبر زوجته الثانية على قتل الثلاثة؟ وكيف أتتك سيدتي فكرة كهربة الأبواب والشبابيك والأرضيات؟ وكيف أتتك فكرة أن تقنعي زوجك أن يعمي زوجته؟، لم تتوقف أسئلته يا إيمان؟ ما هذه القوة الخفية التي بداخلك؟ كيف أغرقت ملك وجنى في المياه؟ وكيف يوم أن ولدت صغيرك وقبل أن يكمل شهره الرابع أغرقتيه؟ كيف قاومت عاما و9 أشهر هذه الحرب وهذه الكهرباء؟ وكيف تحملت وضعة سرنجة في عينيك وقصافة في عينيك كيف وكيف صبرت؟»

1- المكان: شقة إيجار حديث في عمارة قريبة من محطة مياه المرج، الزمان: هنا ليس لحظيا ولكنه استمر قرابة سنوات والجريمة وقعت كثيرا وتنوعت كثيرا ما بين القتل العمد والتعذيب وإحداث عاهة مستديمة، وإخفاء لجثث وإكراه بدني واحتجاز وتهديد بالقتل، نعم كل هذه الجرائم ارتكبت داخل شقة المرج.

2- الضحايا: ثلاثة، «ملك، 3 سنوات»، و«جنى، عامين»، و«محمد، مات وعمره لا يتجاوز الشهور الأربعة»، المتهمون الثلاثة والدة الضحايا الثلاثة «إيمان، عمرها قارب الثلاثين»، ووالدهم «أحمد عبدالقادر، وعمره جاوز الـ35»، و«زوجة الأب، وعمرها قارب من الستين»، وهي الزوجة الأولى للأب و«المسيطرة والمتحكمة».

3- الجريمة ظلت بعيدة عن العيون قرابة عام و9 أشهر، وكان يمكن أن تختفي للأبد، ولكن الله هو أكبر حام لهذا الدم، ومهما طالت المدة، ومهما ظل المتهم مسيطرا على الأمور، يبقى حق الله دنيا وآخرة، وقد كان، وظهرت معالم الجريمة وقسوتها للجميع وما تزل جثث الأطفال الضحايا غير معلوم مكانها، بخاصة أن القتلة تخلصوا منها بإلقائها في رشاح- وهو ترعة مليئة بالقاذورات ولا تنظف بتاتا، ومليئة بمياه الصرف الصحي- قريب من المنزل وقت حدوث الجريمة.

4- فيديو القتل مسجل بيد الأب وعلى هاتفه المحمول، وتحفظت النيابة على دليل الإدانة، كما ظهرت والدة الأطفال وهي تقتلهم بيديها، ها هي وقد أغرقتهم جميعا في المياه، أحضرت إناء كبيرا من البلاستيك وملأته قبل أن تضع رأسي «ملك وجنى» في المياه تباعا حتى انتهت حياتهن، وعندما جاء مولودها الثالث قتلته بنفس الطريقة وصوره الأب بنفس الهاتف المحمول، وكان يستخدم «الفيديو» ليكون أداة ضغط على زوجته حتى لا تتجرأ وتبلغ الشرطة بتفاصيل الجريمة.

5- المتهمة الرئيسية بالقتل هي الأم، اعترفت في التحقيقات بحبها لزوجها وأنها هربت من منزل أسرتها وتزوجته، وهي تعلم بأن لديه زوجة أخرى، وأنها تعرفت عليه خلال فترة عمله فرد أمن في متروالأنفاق قبل أن يفصل من العمل، وأنجبت منه «ملك وجنى»، لكنها كانت تعاني من «دسائس» ضرتها، ولم يتوقف الزوج وضرتها عن التعذيب و«التنكيل» حتى أجبراها على قتل الطفلتين، وكانت وقت الجريمة حاملا في طفلها «محمد» الذي لاقى نفس المصير.

6- المتهمة «إيمان»، وعقب الجريمتين جلست وتركت باقي المهمة للزوج و«الضرة » تخلصا من الجثتين في الرشاح، وبدأت رحلة جديدة من التعذيب و«كهربة الشباك»، حتى لا تطل برأسها وتستغيث وكهربة الطرق المؤدية للباب حتى لا تخرج، وكان ذلك عقب وصلات تعذيب وجلد وكي وفقأ للعين وجعلها فاقدة للبصر بوضع «سن سرنجة» مرة في العين، ووضع «كلور حارق» بها.

7- في أوراق التحقيق زوجة صاحب المنزل، الذي أجر الشقة للمتهمين، روت ما لديها من معلومات للشرطة وسبقها برنامج «90 دقيقة»، في قناة «المحور»، في يوم 26 من فبراير الماضي، وأذاع مقطع فيديو للأم وهي تستغيث وتستجير، كانت تجلس أمام مسجد لتتسول وسجلت في مقطع فيديو بعضا من كواليس الجريمة.

8- زوجة صاحب المنزل «هالة علي» قالت إنها عندما اشترت المنزل الذي تقطن فيه في 2017، كان يسكن المتهم «أحمد عبد القادر» مع زوجتيه الاثنتين، وكانت أمورهم «بسيطة»، و«كانوا ناس في حالهم، ومنعرفش عنهم حاجة»: «أول ما جينا كانت مراته هالة ست كبيرة أكبر منه بـ30 سنة، وعندها تقريبا 60 سنة، ودي الزوجة الأولى، وإيمان كانت في سنه، أو أصغر شوية تقريبا 30 سنة، كانت حامل، وقت ما اشترينا البيت، ماكناش بنشوفهم كتير».

9- الشاهدة أضافت: «كانت علاقتي بهم تنحصر في تحصيل الإيجار وإيصالات المياه والكهرباء، وقررنا عدم تجديد عقد الشقة لهم، وكان هينتهي في فبراير، وعندما دخلت عنده الشقة لإخباره بذلك وجدت شقته خالية تماما من العفش وسألته: قال لي أنا حاطط العفش في الغرف وفي أثناء حديثي معه، خرجت زوجته إيمان، كان شعرها مقصوص، وآثار تعذيب في يدها وتاني يوم وفي أثناء نزولي من سطح العمارة وجدت إيمان ترتعش على باب الشقة من البرد فكررت سؤالي عليها:  فقالت لي أنا عايزة أحكيلك على حاجة وكانت تتكلم بصوت واطي».

10- الشاهدة قالت: «أخذت إيمان إلى شقتي وقلت لها إحكي لي إيه اللي عمل فيكي كده، قالتلي جوزي، وسألتها عن عيالها، فكانت تتهرب من الحديث عنهم فأصريت على سؤالي بخاصة أنها منذ سنة رأيتها حاملا، وقلت لها هتكوني يعني قتلتيهم هما فين، فسكتت وقالت أيوه قتلتهم».

11- «أخبرتني بأنها متزوجة أحمد منذ 10 سنوات، ورزقت بابنتين جنى وملك ولكن تغيرت معاملة ضرتها لها بعد حملها، بسبب أنها لا تنجب وذات يوم سمعت زوجها يتكلم مع هالة وهي تحرضه على قتل البنتين وأجبرها الزوج على القتل وأحضرت طبق بلاستيك به ماء وجلست هي على كرسي بلاستيك وأحضرت الطفلة الصغيرة وعمرها عامين، وأغرقت رأسها في الماء حتى ماتت ثم أحضروا الثلاثة، الطفلة الكبرى صاحبة الـ3 سنوات، وأغرقت في طبق المياه، ووثق الزوج وصور عملية القتل لتهديدها مستقبلا حال إبلاغها الشرطة وتكرر نفس الأمر مع الرضيع محمد».

12- النيابة قررت حبس المتهمين الثلاثة على ذمة التحقيقات بتهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والتخلص من جثث الضحايا والتستر على الجريمة، وأحالت الأم المتهمة بالقتل «إيمان» إلى مصلحة الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليها، ولبيان ادعائها بإصابتها بالعمى من جراء وصلات التعذيب التي تعرضت لها على يد زوجها و«ضرتها»، واقتاد فريق من النيابة العامة المتهمين الثلاثة إلى مسرح الجريمة وهي شقتهم واقتادت النيابة المتهمين في حضور فريق أمني يتولي أعمال التأمين إلي الرشاح الذي ابتلع جثث الأطفال.

13- جريمة هي الأكثر قسوة في السنوات الأخيرة ربما لم تكن جرائم «ريا وسكينة» بهذه القسوة، و«غلظة القلب»، ربما كانت «ريا وسكينة» أكثر رحمة من أم تضع رؤوس أولادها الثلاثة وتقتلهم بيدها، ولم تكن ريا وسكينة كالزوجة الأولى التي حرضت- حسب التحقيقات والتحريات وأقوال الأم- على القتل وأشرفت مع الأب المتهم على التعذيب والتنكيل وكهربة الباب والشباك والطرقات ربما جريمة «ريا وسكينة» كانت تنتهي بتخدير وخنق الضحايا ودفنهن بمساعدة عبد العال وشركاه ولكن جريمتنا هذه لا مثيل لها قد تحمل الأيام ما هو أكثر بشاعة مستقبلا، وقد تكون الأيام أخفت أيضا جرائم أكثر «بشاعة»، ولكن تظل جريمة «هالة وإيمان وأحمد» هي الأكثر «تجبرا وقهرا وقساوة في القلب»، ربما في السنوات الأخيرة جريمة تحتفظ وستظل بأسرار أخرى لم نصل إليها، وقد تصل إليها أوراق التحقيق وقد لا تصل.

 

 

 

- أخبار متعلقة:

التفاصيل الكاملة لـ"جريمة المرج".. مقتل 3 أطفال على يد والدهم ووالدتهم

صاحبة منزل «أطفال المرج» وراء اكتشاف مقتل الأشقاء الثلاثة

النيابة تقرر حبس أب وزوجتيه بتهمة قتل أبناءه الثلاثة في المرج

خيانة وتحريض وقتل.. الحكاية الكاملة لجريمة المرج

والدة أطفال المرج الثلاث: زوجي قتلهم وهددني بالقتل

مصدر أمني: جهود مكثفة للعثور على بقايا جثث" 3 أشقاء" في رشاح المرج

عامل يقتل أطفاله الثلاثة ويصيب زوجته في المرج


مواضيع متعلقة