ما هو الصندوق الأسود وفائدته في كشف حوادث الطائرات؟

كتب: صفية النجار

ما هو الصندوق الأسود وفائدته في كشف حوادث الطائرات؟

ما هو الصندوق الأسود وفائدته في كشف حوادث الطائرات؟

منذ يومين تحطمت طائرة "بوينغ 737" الإثيوبية، أثناء رحلتها من أديس أبابا إلى نيروبي، ما أدى إلى مقتل جميع الأشخاص الذين كانوا على متنها، بما فى ذلك طاقم القيادة، وتم العثور على صندوقها الأسود الذي يحمل البيانات التقنية للرحلة، ويسجل المحادثات في قمرة القيادة.

والصندوق الأسود الذي يعد الشفرة الذكية لكشف غموض تحطم الطائرات هو عبارة عن صندوقين بلون برتقالي أو أصفر، وفي بعض الأحيان يتم دمجهما معًا، ولكن غالبًا ما يكونان جهازين منفصلين، يحتفظ الأول بالملفات الخاصة بالرحلة، كسرعة الريح ودرجات الحرارة والارتفاع والضغط الجوي والتسارع العامودي والأمامي للطائرة وغير ذلك، ويحفظ مدة تسجيل تبلغ 25 ساعة.

أما الصندوق الثاني، فهو يحتفظ بالتسجيلات أخر ساعتين لكل ما يصدر من أحاديث في قمرة القيادة وفي الطائرة، كما يتم تسجيل جميع الاتصالات التي أجراها طاقم الطائرة مع أبراج الطيران والعمليات الأرضية، حسبما ذكر موقع "euro news".

ويثبّت على الصندوق الأسو أجهزة بث يتم تشغيلها تلقائياً عند ملامسة الماء، فتبثّ إشارات بالموجة فوق الصوتية كل ثانية لمدة لا تقل عن ثلاثين يوما، يمكن التقاط تلك الإشارات على مسافة 2 كيلومتر.

والصندوق الأسود الذي يقوم بحفظ المعلومات الخاصة بكل طائرة مصنوع من مواد قوية كمادة التيتانيوم أو الفولاذ، وتحيط بها مادة عازلة تقيها من الصدمات القوية وتحميها من درجات الحرارة العالية وعوامل التلف الأخرى، بما فيها مقاومة الضغط العالي في حال تحطم الطائرة فوق المحيطات.

ويعود تاريخ تضمين الطائرات للصندوق الأسود إلى الخمسينيات من القرن الماضي، حينما كان خبراء الطيران يريدوا معرفة أسباب حوادث سقوط طائرات شركة "كوميت"، وفي هذا الأثناء تقدم ديفيد وارن، عالم الطيران الأسترالي، بمشروع لتصميم جهاز خاص يثبّت داخل الطائرات لتسجيل تفاصيل الرحلات، وبعد سنوات ابتكر جهازاً أُطلق عليه "وحدة ذاكرة الرحلات".

وفي البداية، أعربت الحكومة الأسترالية عن قلقها بشأن اختراع وارن جهازه الذي يتداخل مع الخصوصية للطائرات، لكن بعد تحطم طائرة الخطوط الجوية ترانس أستراليا رقم 538 المميت عام 1960، غيرت السلطات الأسترالية رأيها ووضعت مسجلات بيانات الرحلة على جميع شركات الطيران المدنية والتجارية، وبعد ثلاث سنوات أقدمت الولايات المتحدة على استخدام هذا الجهاز، والأن لا تخلو طائرة في كل دول العالم  من الصندوق الأسود.

رغم من التقدّم العلمي والتقني إلا أن هناك صناديق سوداء لم يتم الوصول إليها بعد تحطم الطائرات الحاملة لها، كما في الطائرات التي نفذت هجمات الـ11 من سبتمر، وهو ما دفع البعض إلى البحث عن طرق أكثر نجاحاً لإمكانية الوصول إلى الصندوق الأسود، إلا أن هذا الأمر مازال قيد الدراسة بسبب التكلفة العالية لتنفيذه على جميع الطائرات في شتى أنحاء العالم.


مواضيع متعلقة