(شربات لوز) .. تامر حبيب: الشخصية السوية لم تعد صالحة درامياً الآن

(شربات لوز) .. تامر حبيب: الشخصية السوية لم تعد صالحة درامياً الآن
استطاع تامر حبيب أن يتميز وسط عدد كبير من كتاب الدراما المخضرمين وكان سيناريو وحوار «شربات لوز» من أقوى الأعمال فى رمضان، ورغم أن «شربات لوز» هو التعاون الثانى بين يسرا وتامر حبيب بعد مسلسل «خاص جدا» إلا أنه يعتبر بداية تامر الحقيقية ككاتب دراما له نكهة سينمائية.
* يقال إنك كتبت شربات لوز بناء على اتفاق مع يسرا؟
- نعم فكرة المسلسل كانت بناء على اتفاق مع يسرا، حيث طلبت منى أن أقدم لها فكرة قوية ومختلفة وتعيد اكتشافها وتغير جلدها تماماً بعد أن قدمت دور المرأة الأرستقراطية والمنتمية للطبقة المتوسطة وفوق المتوسطة فى معظم أعمالها الأخيرة، ووقتها فكرت فى أشياء لم تقدمها يسرا على الإطلاق وابتعدت تماماً عن شخصية المرأة الملاك المثالية الطيبة التى تعودنا أن نراها فى كل المسلسلات وضربت كل هذه الأشياء فى الخلاط الذى يعمل فى رأسى ليل نهار، فخرجت شربات لوز المرأة البسيطة سليطة اللسان طيبة القلب الطموحة الحنونة القاسية الشعبية المقاتلة.. ثم بدأت أرسم باقى الشخصيات الرئيسية والفرعية.. ووجدت صدى كبيراً من منتجى المسلسل وترحيباً بشخصية شربات وحكيم وعائلته وباقى الأبطال.[Image_2]
* أليست مغامرة منك ومن يسرا أن تجسد يسرا هذه الشخصية الغريبة الشعبية؟
- رغم أن يسرا ممثلة رقيقة وجميلة إلا أننى كنت أثق أنها ستكون أفضل من يجسد شربات بكل تناقضاتها وبالفعل اجتهدت يسرا لدرجة أذهلتنا جميعاً حتى إنها أتقنت نطق الكلمات الشعبية الدارجة وتقمصت روح شربات وربما لم تخرج منها إلى الآن.
* لماذا قدمت كل شخصيات المسلسل غير سوية نفسياً وبها الكثير من المتناقضات ولم تقدم أى نموذج متوازن؟
- أردت أن أقدم شخصيات من لحم ودم وبمعنى أصح غير سوية فكلنا مهما وصل نقاؤنا ووصلت أخلاقنا نعانى من مشاكل نفسية وأطماع وإحباطات ونزوات.. وكل ما فى الأمر أنى رفضت تقديم شخصية درامية نمطية تشع بالخير والسلوك الصالح لأنى أعتبر تلك الشخصيات غير جذابة درامياً، فالشر هو الذى يصنع الدراما وليس الخير وهو الذى يحرك الأحداث ويصنع سخونتها.. وأعتقد أن الجمهور يشعر الآن بالضجر والملل من الشخصيات المؤدبة صاحبة المبادئ والقيم، وربما تغيرنا كثيراً لدرجة أننا أصبحنا نحب أن نرى عيوبنا، لذلك أحب الناس كل شخصيات المسلسل بكل عيوبها حتى شخصية فؤاد هريدى تاجر المخدرات، رغم كل شره لم يكرهه الناس وتعمدت تقديم سبب أو مبرر يتعاطف به الجمهور مع الشخصيات والحمد لله خرجت جميع الشخصيات من المسلسل بعذر إنسانى معقول حتى شخصية عواطف شقيقة حكيمو المرأة الطماعة، وهذا يؤكد أن سماحة الجمهور أكبر من أخطاء البشر فى الدراما ويسعدنى جداً أنى عرضت الأخطاء والشر فى إطار من الابتسامة فكان الناس يضحكون حتى وهم يشاهدون مقالب شريرة.
* لماذا امتدت جرأتك السينمائية للدراما فى المسلسل حيث طرحت شخصيات جريئة لها علاقات جنسية تم التنويه عنها؟
- لم أقدم علاقات جنسية فجة أو علاقات محرمة، بل علاقات عادية قد تحدث بدافع الضعف الإنسانى، وهى ليست قبيحة لدرجة تجعل الناس تشمئز، بالعكس فالشخصيات بأخطائها وصوابها تقع تحت الخط الرمادى، فهى ليست شخصيات بيضاء أو سوداء بل رمادية وتنتظر الفرصة لتكون أفضل بدليل أن شربات نفسها كان لها علاقات جنسية ولكن عندما جاءتها فرصة لتكون امراة شريفة فعلت ذلك فوراً.
* لماذا اعتبر البعض الحوار أحد أهم عناصر نجاح المسلسل وأقوى من الأحداث؟
* أسعدنى جداً هذا الكلام وهذه الإشادة عندما قالوا الحوار أحد أهم أبطال المسلسل، وبصراحة شديدة أنا عاشق للحوار والكلمة مع الحدث، فلا يمكن أن أقدم عملاً بلا حوار يؤثر على الناس، وقد يستغرق منى الحوار وقتاً كبيراً جداً، لكنى أتعمد نقل تجارب حياتية وجمل حقيقية من القلب لتلمس القلب مباشرة.
* لماذا وضعت للمسلسل نهاية هزلية ضرب فيها كل الأبطال بعضهم بشكل يختلط فيه الجد بالمزاح؟
- هى نهاية تشبه الأبطال المجانين، فكيف يمكن أن أختم مسلسلاً أبطاله لا هم عاقلون ولا هم مجانين بل متصارعون مرحون طيبون وأشرار فى آن واحد، لم أجد إلا تلك النهاية المجنونة لتؤكد أن الصراع المجنون ما زال مستمراً.
أخبار متعلقة:
سياسة وفهلوة وشخصيات غير سوية وحب أحياناً.. تلك هى الحياة
(خرم إبرة) .. حسان الدهشان: كان فيلما فأصبح مسلسلا بناء على رغبة عمرو سعد
(الخواجة عبدالقادر) .. عبد الرحيم كمال: أعشق الأعمال الملحمية والتاريخية
(ابن موت) .. مجدى صابر: «كرهت السياسة وراضٍ عن ابن موت بنسبة 80 بالمائة»