«فضلات» زعيم كوريا الشمالية تتفاوض مع الرئيس ترامب!
- أسلحة الدمار الشامل
- التحاليل الطبية
- السياسة الدولية
- الفريق الطبى
- المخابرات الأمريكية
- المفاوضات السياسية
- حافظ الأسد
- رئيس وزراء
- أسلحة الدمار الشامل
- التحاليل الطبية
- السياسة الدولية
- الفريق الطبى
- المخابرات الأمريكية
- المفاوضات السياسية
- حافظ الأسد
- رئيس وزراء
من الأشياء التى اندهشت لها أن زعيم كوريا الشمالية يفرض حصاراً من حديد على جميع تحركاته، خصوصاً مفاوضاته مع الرئيس ترامب بخصوص نزع سلاح كوريا الشمالية النووى، التى جرت فى قمتى سنغافورة وهانوى، فطعامه فى أيام القمم يأتى به من كوريا الشمالية، ويُشرف عليه طاقم غذائى وطاقم طبى، بحيث لا يتناول أى طعام أو شراب من أى جهة.
والغريب أنه يصطحب معه مرحاضاً خاصاً به يستخدمه أثناء حضور الاجتماعات، ثم يعود به بفضلاته إلى كوريا الشمالية، والسبب فى ذلك أنه لا يريد أن يعرف الطرف الأمريكى أى شىء عن ظروفه الصحية، فيخشى مثلاً أن يستخدم الأمريكان فضلاته فى التحاليل الطبية، ليُحاطوا علماً بظروفه الصحية، وما يمكن أن يعانيه.
والحق أن هذا الحصار الذى يفرضه «كيم أون» زعيم كوريا الشمالية هو قمة السياسة، فلا شك أنه قد علم بالواقعة الشهيرة التى حدثت للرئيس الراحل حافظ الأسد، الذى كان فى مفاوضاته مع «رابين»، رئيس وزراء إسرائيل، لبحث انسحاب الأخير من الجولان، والمؤسف أنه ترك فضلاته للأطباء يقومون بتحليلها، ويخرجون بنتائج أكّدها الفريق الطبى السويسرى، الذى كان على اتصال بإسرائيل.
والمعروف أن الرئيس حافظ الأسد كان يُشرف عليه فريق طبى سويسرى، وخرج بنتائج خطيرة، وهى أن الرئيس حافظ الأسد لم يعد له فى الحياة سوى بضعة أشهر، بسبب مضاعفات مرض السرطان الذى كان يعانى منه.
والنتيجة السياسية لذلك أنه من الغباء التخلى عن الجولان لرجل مريض لم يعد له فى الحياة سوى أيام قليلة، وهو ما جعل «رابين» يعود فى الصفقة التى كانت تُعرف بـ«صفقة رابين»، ومات بالفعل حافظ الأسد، وظلت الجولان مُحتلة من إسرائيل حتى اليوم.
يبدو أن زعيم كوريا الشمالية استوعب درس حافظ الأسد، لذلك يفرض حصاراً على كل متعلقاته، ولا يترك تفاصيل حياته الصحية أو الطبية مشاعاً للجانب الأمريكى، فالرجل يدرك جيداً أن حياته الصحية جزء أصيل فى مباحثاته مع الجانب الأمريكى، لذلك احتفظ بفضلاته ووضعها تحت رقابة شديدة من جانب فريق طبى أحضره معه من كوريا الشمالية، وطلب أن تعود معه إلى كوريا الشمالية.
وفى اعتقادى أن «كيم أون» قد حرم الأمريكان من معرفة أى شىء عن صحته ولياقته البدنية، وسرّب لهم ما يريد أن يعرفوه فقط من نتائج مفاوضاته السياسية.
ولعل هذه المرة الأولى التى يكون للفضلات الآدمية دور فى المفاوضات السياسية، التى تبحث رفع العقوبات عن كوريا الشمالية ونزع أسلحة الدمار الشامل من شبه الجزيرة.
إنه درس ليس كوميدياً كما اعتادت المخابرات الأمريكية أن تروّج عن الزعيم كيم أون، وإنما درس فى السياسة الدولية، التى تشترط هذا النوع من الرقابة والحصار، بحيث لا يؤثر فى القرارات السياسية العليا إلا كل ما هو سياسى.