أستاذ بجامعة أوكسفورد: على الشرق الأوسط بناء اقتصاد بلا نفط

كتب: عبدالعزيز المصري

أستاذ بجامعة أوكسفورد: على الشرق الأوسط بناء اقتصاد بلا نفط

أستاذ بجامعة أوكسفورد: على الشرق الأوسط بناء اقتصاد بلا نفط

قال بول كولير أستاذ الاقتصاد والسياسات بجامعة أكسفورد، إن التحدي الأكبر أمام منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هو بناء نمو اقتصادي مستدام لا يعتمد على النفط في ظل إنخفاض الأسعار والتقلبات التي تشهدها السوق وإيجاد حلول للإستغلال الأمثل للزيادة السكانية والاستفادة من الشباب والعمل على تحسين مستويات المعيشة.

وتحدث كولير، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السنوي الـ25 لمنتدى البحوث الاقتصادية المنعقد في مدينة الكويت خلال الفترة من 10 إلي 12 مارس الجاري، وقال إن الحكومات لا تمتلك إمكانية التغيير بمفردها ولكن تحتاج لإدارة حوار مجتمعي يتضمن إشراك الشباب كونهم الفئة الأكثر وجودا في المنطقة وقادة المستقبل.

وأضاف كولير أن أهم ما يجب البدء به هو تغيير الأفكار وبناء المؤسسات المناسبة وتنظيم القوى العاملة ورفع مهارتها لزيادة إنتاجيتها وقدرتها على التنافسية، مشيرا إلى أن المهارات لا تزال منخفضة في القطاع الخاص كما أن القطاع العام لا يستجيب للاحتياجات بطريقة سليمة نظرا لمعوقات قد يكون لها علاقة بنقص الموارد التمويلية، داعيا إلى بناء شبكات إنتاجية وخدمية عنقودية تكون الجامعات في القلب منها.

وتابع: " تجربة التحول الأنجح هي الصين، لكنها تختلف عن تجربة لندن،  ولندن تختلف عن إسكتلندا، والمعنى هنا، أنه يجب بناء مثل هذه التجمعات إنطلاقا من الواقع والرؤية الخاصة بتغييره، مشيرا إلي أن أحد معوقات ذلك في المنطقة هو اعتماد الشركات المتزايد على الرأسمالية".

وأضاف أن الصين تعلمت من هونج كونج، وسنغافورة، لكن هذا لا يعني أن تسير المنطقة على خطى تجارب الدول الغربية المتقدمة، بل لديها فرصة ذهبية في تناقل الخبرات من تجارب مختلفة ومن بعضها البعض نتيجة لتقارب الهوية واللغة والثقافة يساعد على سرعة نقل الخبرات والتعلم.

ونبه إلى أهمية إعادة توزيع الأدوار بين المركزية واللامركزية، والاهتمام بالأجيال الجديدة والتي لا تنشغل كثيرا بقضية الهوية بقدر ما تركز على الاستعداد للمستقبل. وأكد كولير على أن الصين لم تبدأ طريقها بالمناقشة أيهما أفضل الرأسمالية أم الشيوعية، لكنها انطلقت من إصرار على بناء وتحديث البلد تزامنا مع مراجعة النفس وقياس أثر التغيير على المجتمع والمؤسسات وفرق العمل ذاتها.

وأوضح أن قادة الصين قاموا بعمل صعب جدا، لكن المهمة حاليا أمام من يرغب في التغيير أصبحت أسهل، ونحن نرى نموذجا إفريقيا للانطلاق في رواندا التي عانت من الحرب طويلا بما يعطي الأمل للدول في أنها تستطيع أن تقوم بالمهمة.

وتحدث كولير حول أن كل مجتمع له حق ممارسة إختلافه شريطةً أن يقول لنا كيف سينجح في المنافسة في العالم المفتوح. ونبه إلى أهمية بناء قواعد المعلومات وربطها ببعضها البعض وإتاحتها للمجتمع، وتحسين آلية عمل المؤسسات العامة والخاصة عن طريق تغيير أفكار الأفراد كونهم المحرك الأساسي لأي عملية تحول.


مواضيع متعلقة