«دون ذراعين».. «بولا» متطوع في حملة «100 مليون صحة»: بحب أساعد الناس

12:59 م | الأحد 10 مارس 2019

بأطراف أصابع قدمه اليمنى يمسك جهاز الحاسوب اللوحي "التابلت" ليبدأ في إدخال بيانات الشخص الراغب في إجراء الكشف الخاص بحملة فيروس سي، بعد الاطلاع على البطاقة الشخصية الخاصة بهم، يقضي خطوة بعد خطوة متمكنًا دون أن يختل توزانه، فقد اعتاد أن يباشر مهام عمله بمفرده دون مساعدة أحد، على الرغم من ولادته دون ذراعين مكتملين فإن قدميه باتا سلاحيه الأقوى ووسيلته الأسرع، ليمارس حياته كمن حوله من الأفراد بل يفوق الكثير منهم بممارسته واحترافه لألعاب القوى.

داخل إحدى العيادات المتنقلة الخاصة بحملة الكشف عن فيروس سي بمحافظة الإسماعيلية، يقف بولا شاهين بكل نشاط بين الأطباء والمواطنين، لمباشرة مهام عمله كمدخل بيانات، يتولى مسؤولية إدخال الاسم والرقم القومي للمواطن الراغب في إجراء الكشف المجاني، ليصبح مدرجا ضمن قوائم الحملة على مستوى الجمهورية، غير مكترثا لظروف إعاقته، إذ يرى أنه لا يفرق أي شيء عن الأشخاص الأصحاء بل على العكس يتفوق على الكثير منهم، بحسب قوله.

اعتاد بولا الحاصل على بكالوريوس تجارة ودبلومة في المحاسبة، ويعمل في الأساس مدخل بيانات بالقومسيون الطبي في محافظة الإسماعيلية، على المشاركة في العديد من الخدمات التطوعية والأنشطة والمبادرات الشبابية في محافظته، وبحسب حديثه لـ"الوطن"، أكد أنه اختار التطوع في مبادرة الرئيس للقضاء على فيروس سي، لدعمه وحبه لفكرة المبادرة ورغبته في خدمة أبناء بلده، "بحب أساعد كل الناس زي ما بيساعدوني".

بولا: لم أشعر يوما بصعوبة في عملي

لم يشعر الشاب الثلاثيني يومًا بصعوبة في أداء مهام عمله، فهو اعتاد عليها ويمارسها بحب، وبحسب تعبيره، "الإعاقة في العقل والفكر مش في الجسم وعمري ما حسيت بصعوبة في شغلي".

مدخل بيانات حملة فيروس سي، أيضا، يعرف ببطولاته الرياضية بين أبناء الإسماعيلية، فهو لاعب قوى، وحاصل على العديد من الميداليات الذهبية.

تعرضت لموقف سيئ من مواطن رفض أن آخذ بطاقته الشخصية بقدمي

موقف سيئ وحيد تعرض له بولا في الآونة الأخيرة، أثناء عمله ضمن فريق المبادرة لا يزال يتذكره، رواه في حديثه لـ"الوطن"، قائلا: "في أحد المرات اعترض مواطن على أخذ بطاقته الشخصية بقدمي واعتبرها إهانة له وأصر على عدم الكشف دون مراعاة لطبيعة ظروفي وهاجمه الموجودين بسبب هذا الموقف"، بحسب قوله.