«رويا».. رائدة صناعة السينما فى أفغانستان تتحدى الجمود: نصنع الأفلام لنحتج

«رويا».. رائدة صناعة السينما فى أفغانستان تتحدى الجمود: نصنع الأفلام لنحتج
- أفضل مخرج
- التربية والتعليم
- التصفيق الحاد
- بريد إلكترونى
- حقوق الإنسان
- رسالة إلى الرئيس
- صناعة الأفلام
- صنع الأفلام
- طفلة صغيرة
- عرض الفيلم
- أفضل مخرج
- التربية والتعليم
- التصفيق الحاد
- بريد إلكترونى
- حقوق الإنسان
- رسالة إلى الرئيس
- صناعة الأفلام
- صنع الأفلام
- طفلة صغيرة
- عرض الفيلم
عاشقة للسينما، والموسيقى، والشعر، والقهوة، والشيكولاته، والزهور، روحها تظهر فى أفلامها، أشياؤها المحببة إليها تخبر الكثير عن تلك الشخصية النسائية الرائدة فى صناعة الأفلام بأفغانستان، التى شهدت عصوراً للظلام، وإقصاء للمرأة لعدة سنوات، كانت المخرجة رويا سادات، طفلة صغيرة لا تعرف العيش دون الكتابة فى الفن والسينما والمسرحيات، والقطع الأدبية والشعر، فقررت أن تكون مبدعة تتحدى ظروفاً وضعت بها فطوعتها لخدمتها.
بدأت منذ كانت فى المدرسة تكتب المسرحيات وتعرضها على المعلمين فى المدرسة، لم يكن الأمر فى البداية يلقى الرواج المناسب، لكن مع تقدمها فى العمر وتقدم كتابتها بدأت المدرسات فى إعطائها الاهتمام الذى تستحقه، وصل الأمر حتى أصبحت تلك المسرحيات التى تخرجها تعرض فى وزارة «المعارف»، أو التربية والتعليم، تقف الصغيرة على المسرح فى نهاية كل مسرحية، فخورة بالتصفيق الحاد الذى تتلقاه من المحيطين، «كانوا يشعرون بالغرابة كونى صغيرة وأنثى».
لا تزال تتذكر البروفات التى خاضتها مع الممثلات فى غرفة خلع «البرقع» للمدرسات فى مدرستها، كانت أولى المسرحيات التى تكتبها وتخرجها بينما كانت فى الصف الخامس الابتدائى، حتى جاء حكم طالبان بطبيعة الحال انقلبت الحياة فى محيط «رويا»، لكنها قررت ألا يصيبها هذا الأمر إلا بمزيد من الإصرار على تحقيق حلمها، وبلوغ هدفها بأن تكون صانعة أفلام، بل وتعرض قضايا المرأة المهملة والمهمشة فى مجتمعها.
{long_qoute_1}
أُجبرت «رويا» حينئذ على الالتزام بالمنزل، كما الفتيات الأخريات، حينها كانت فى قمة شغفها، توقفت فجأة عن الحلم والعمل، لكن الظروف شجعتها أكثر على مواصلة العمل، تقول رويا لـ«الوطن»: «اتجهت أكثر نحو الكتابة والقراءة وأصبحت أعرف نفسى أكثر وأستنتج أنى شغوفة بصناعة الأفلام».
كان التحدى الأكبر الذى واجه «رويا» هو أن تظل فى أفغانستان، تعمل فى الداخل مهما كانت الظروف، وفى السنة الرابعة من حكم طالبان منتصف العام 1999، بدأت فى كتابة أول أفلامها «النقاط الثلاث»، الذى استحوذ على كثير من الاهتمام العالمى والمحلى، كونه أول فيلم أفغانى تخرجه امرأة وتكتبه، ومع رحيل طالبان فى عام 2002، اتجهت الأضواء صوب تلك المرأة التى نجحت بالفعل فى صنع الفيلم رغم الإمكانيات المحدودة للغاية، والظروف الحالكة التى مرت بها، فى ظل حكومة دمرت السينما الوحيدة الموجودة فى محافظة طالبان وبنوا مكانها مسجداً.
خرج الفيلم للنور، رغم قلة معرفة صاحبته بأماكن العرض، وتوزيعه وترويجه عالمياً، وعرض فى مهرجان روزنة فى كابل، وحصلت «رويا» على جائزة أفضل مخرجة، كما حصلت على سبع جوائز تقدمها مؤسسة «طلوع التليفزيونية»، وعدد من الجوائز الهامشية الأخرى، تقول «رويا»: فى أحد المهرجانات فى وقت تسليم الجوائز وجدت شخصاً مقبلاً نحوى حاملاً مزهرية يقدمها لى»، وبعد مهرجان «روزنة» عرض الفيلم فى عدة مهرجانات عالمية وبالأخير بيع الفيلم لمفوضية حقوق الإنسان ووصل لعدد كبير من الناس كما كانت تتمنى.
كان للنجاح عواقبه الوخيمة على «رويا»، التى أدى صنعها لفيلم «النقاط الثلاث»، إلى قطع العلاقات مع عائلة عمها، ومع اشتراك الفيلم فى عدة مهرجانات دولية مع بداية عام 2004 أثار التساؤلات فى الداخل عن الفيلم وموضوعه، تقول «رويا»: «مع سفرى لأول مرة لمهرجان بألمانيا قال رئيس جامعتى إن سفرى يخالف الشرع والدين، وبعد ذلك سألنى عن موضوع الفيلم، وكانت هذه سنوات بعد عهد طالبان التى ما زال الناس يضعون ستارة ما بين فصول البنين والبنات، فرغم رحيل الحكومة إلا أن الفتيات كن لا يزلن يعانين، تقول «رويا»: «كانت تأتينى دعوات من مهرجانات دولية مرسلة إلى عنوان (أفغان فيلم) -وهى المؤسسة الحكومية المسئولة عن إنتاج الأفلام ولم تكن تصلنى، فلم يكن لدىّ بريد إلكترونى ولا هاتف».
«رويا» مع مهاراتها فى صناعة الأفلام هى أنثى ناجحة على المستوى الشخصى، فهى أم لطفلين هما أرسلان وأوستا، فى أوقات فراغها تفكر بما اسمته «روحها الحزينة»، فى «العدالة ومفاهيمها المعقدة»، تساؤلات تطرح دوماً كونها ولدت أنثى فى مجتمع مغلق، ورغم بلوغها عامها الـ36، لا تزال تواجه الكثير لكنها تقول إنها تعودت ألا تكون عابئة بما يجرى، «لأنى أعيش فى مجتمع غريب، كونى فتاة تعمل بالأفلام، وأحياناً أشعر بالحزن والغضب لحال المجتمع».
تعانى النساء فى أفغانستان أكثر من الرجال فى مجالات العمل المختلفة، لكن مجال الفن والسينما أبرزها وأكثرها خطورة، فلا بد أن تتسلح المرأة بالأمل فهو طاقة عجيبة، «فى الحقيقة أفغانستان بلد ملىء بالتناقضات والمشاكل، أن تكونى أنثى بحد ذاته هو أكبر تحد لصانعى أفلام، ففى وطننا أن تعملى فى السينما غير مقبول ما بالك أن تعرى مشكلات ومعضلات المجتمع أمام الناس عموماً وأن تكونى قائدة لفريق عمل فى وسط صحراء».
بعد نجاح «النقاط الثلاث»، صنعت «رويا» الفيلم الروائى الأول «رسالة إلى الرئيس»، ثم توالت نجاحاتها، فهى انتقادية فى اختيار موضوعاتها، تعرض الواقع الذى تعيش فيه، وترى أن الأفلام طريقتها الاحتجاجية الخاصة، «أعتقد أنه إذا كان مجتمعاً مثالياً، فأنا لست بحاجة إلى صناعة الأفلام، نحن نصنع الأفلام لكى نحتج»، طريقة ساعدها عليها على غير العادة رجل هو والدها، وزوجها عزيز دلدار، مع أسرتها وتلاميذها، وذويها صنعت طريقاً خاصاً بها للنجاح فى مجال أكثر خطورة، داخل المجتمع الأشد ظلاماً.