حكاية "سالم وأميرة".. قصة حب تنتهي بـ55 يوم تعذيب وانتحار وحبس بأوسيم
حكاية "سالم وأميرة".. قصة حب تنتهي بـ55 يوم تعذيب وانتحار وحبس بأوسيم
تفنن مدرب جيم، في تعذيب زوجته "العروس"، حتى دفعها للتخلص من حياتها بإلقاء نفسها من شرفة شقتها بالطابق الخامس بمنطقة أوسيم، التابعة لحي شمال الجيزة، نهاية أغسطس الماضي، وحفظ فيها التحقيق لعدم وجود شبهة جنائية.
أدين الزوج بتعذيب زوجته 55 يوما وحبسها في الشقة ومنعها من الحديث مع أسرتها، حتى تخلصت من حياتها، وفق التحريات والتحقيقات التي جرت بمعرفة نيابة حوادث شمال الجيزة، تحت إشراف المستشار محمد المنشاوي المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة، وما كشفته النيابة من تفاصيل الواقعة، ونسبت له تهم التعذيب والتسبب في مقتل زوجته العروس بعد مرور 11 شهرا على زوجها، تاركة رضيعا عمره أيام، وفق ما قاله في أثناء مثوله أمام جهات التحقيق، مبررا ذلك بأنه كان يشك في سلوكها.
تزوجت "أميرة" من مدرب الجيم "سالم"، في صيف 2017، بعد قصة حب كانت بينهما في منطقة أوسيم، الحياة كانت هادئة، والمشاكل بسيطة مثل أي زوجين، وبعد أن أنجبا طفلهم الأول بشهرين، بدأت المشادات تذداد حدة على إثر شك الزوج في سلوك زوجته، بعد سماعها تتحدث مع شاب في الهاتف، وفق قوله بالتحقيقات معه.
التحريات والتحقيقات التي جرت بشأن الواقعة، من قبل جهات التحقيقات، وأشرف عليها اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، واللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، أن الزوجة في العقد الثالث من عمرها، وتزوجت من زوجها منذ عام، وأنجبت طفلا عمره أشهر.
البداية بتلقي مركز أوسيم بلاغا بسقوط سيدة من شرفة منزلها ومصرعها، وانتقلت قوة من مباحث الجيزة، تحت إشراف العميد عمرو طلعت رئيس المباحث الجنائية، لقطاع شمال الجيزة، وتبين أن الجثة لربة منزل وأنها ألقت بنفسها من شرفة شقتها بالطابق الخامس، وبمناقشة والدها اتهم زوجها بالتسبب في وفاتها، وأن الخلافات نشبت بينها وبين زوجها من فترة عندما انتابه الشك في سلوكها، وفق ما جاء في تحريات الأجهزة الأمنية وتحقيقات النيابة العامة.
وجاء في محضر الشرطة، أنه يوم الواقعة نشبت مشاجرة بين الزوجين رغبت خلالها الزوجة في الخروج والذهاب إلى منزل أسرتها، إلا أن الزوج منعها وأغلق باب الشقة بالمفتاح، واحتد الخلاف مرة أخرى فاتصل هاتفيا بوالد زوجته وشكى له منها، وطالبه بالحضور إليهم ليروي له أدلة شكه فيها، فطالبه حماه بالسماح لها بالخروج والتوجه إلى منزل أسرتها ليتمكن من حل المشكلة.
وجاء في التحريات التي باشرها اللواء محمد عبدالتواب نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، أن الزوج توجه لإحضار مفتاح باب الشقة للسماح لزوجته بالخروج، فاستغلت الفرصة وألقت بنفسها من الشرفة، ليفاجأ الزوج بها معلقة بالشرفة من الخارج، وسقطت قبل أن يتمكن من إنقاذها، وتحولت الأرض أسفل جسدها إلى بركة من الدماء بعد تهشم جمجمتها، وفور علم والد الزوجة وشقيقها بوفاتها اتهما الزوج بالتسبب في مقتلها، وناقشت مباحث أوسيم الزوج وتمت إحالته إلى النيابة العامة.
بمناقشة الزوج، روى في التحقيقات تفاصيل ما وقع بينه وبين زوجته المتوفاة من خلافات ومشاجرات، وأن حديثه لوالدها عن شكه في خيانتها له دفعها للانتحار، ونفى تماما تسببه في مصرعها، وأمرت النيابة برئاسة المستشار تحت إشراف المستشار محمد المنشاوي المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة، بصرف الزوج، وقررت عرض الجثة على الطب الشرعي لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
وجاء في تحقيقات النيابة التي جرت تحت إشراف المستشار محمد شرف رئيس نيابة حوادث شمال الجيزة، أنه عقب مرور قرابة 6 أشهر على الواقعة تسلمت النيابة تقرير الطب الشرعي وتحريات المباحث التي أكدت بأن الزوج مشتبه فيه بالتسبب في قتل المجني عليها، وانتقلت النيابة لإجراء معاينة أثبت وجود شبهة جنائية، وبمناقشة الزوج مرة أخرى، ظهر تضارب في أقواله، وبإعادة استجوابه أمام النيابة أقر بإحتجاز المجني عليها لمدة 55 يوما، وكان دائم التعدي عليها بالضرب وتعذيبها لشكه في سلوكها، وأنها تخلصت من حياتها بسبب رفضه طلاقها وخروجها لزيارة أسرتها.
وأصدرت النيابة صباح أمس، قرارا بحبس الزوج على ذمة التحقيقات.
