"الإفتاء" توضح أحكام شهر رجب من صلاة وزكاة وصيام واعتمار 

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسى

"الإفتاء" توضح أحكام شهر رجب من صلاة وزكاة وصيام واعتمار 

"الإفتاء" توضح أحكام شهر رجب من صلاة وزكاة وصيام واعتمار 

مع دخول شهر رجب تكثر الدعاوى إلى فعل الخيرات، ويدعي البعض أن لشهر رجب صلوات وصيام وأحكام خاصة، لذا نشرت دار الإفتاء المصرية، بحثا حول أحكام شهر رجب من الصلاة، والزكاة، والصيام، والاعتمار وأهم الحوادث التي وقعت فيه وجاء في البحث.

الصلاة:

لم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به.

الصيام: 

لم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه منفردًا شيءٌ عن النبي ولا عن أصحابه، ولكن روي عن أبي قلابة رضي الله عنه قال: "في الجنة قصر لِصُوَّام رجب"، قال البيهقي في "فضائل الأوقات": [أبو قلابة من كبار التابعين لا يقول مثله إلا عن بلاغ].

وإنما ورد في صيام الأشهر الحرم كلها حديث مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها: أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال له: «صُمْ مِنَ الحُرُمِ وَاتْرُكْ» قالها ثلاثًا. خرجه أبو داود وغيره، وخرجه ابن ماجه وعنده: «وَصُمْ أَشْهُرَ الْحُرُمِ».

وكان بعض السلف يصوم الأشهر الحرم كلها؛ منهم: ابن عمر، والحسن البصري، وأبو إسحاق السبيعي، وقال الثوري: "الأشهر الحرم أحب إليَّ أن أصوم فيها".

وجاء في حديث خرجه ابن ماجه: أن أسامة بن زيد كان يصوم الأشهر الحرم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «صُمْ شَوَّالًا»، فترك الأشهر الحرم وصام شّوَّالًا حتى مات، وفي إسناده انقطاع.

- وأما الزكاة:

فقد اعتاد أهل هذه البلاد إخراج الزكاة في شهر رجب، ولا أصل لذلك في السنة، ولا عُرِفَ عن أحد من السلف.

- وأما الاعتمار في رجب:

روى ابن عمر رضي الله عنهما: "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اعتمر في رجب، فأنكرت ذلك عائشة عليه وهو يسمع، فسكت".

واستحب الاعتمارَ في رجب: عمرُ بن الخطاب وغيره، وكانت عائشة رضي الله عنها تفعله، وابن عمر أيضًا، ونقل ابن سيرين عن السلف أنهم كانوا يفعلونه.

ورُوِيَ أنه في شهر رجب حوادث عظيمة:

فَرُوِيَ عن القاسم بن محمد: أن الإسراء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان في سابع وعشرين من رجب، وأنكر ذلك إبراهيم الحربي وغيره، وروي عن قيس بن عباد قال: في اليوم العاشر من رجب: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ﴾ [الرعد: 39]، وكان أهل الجاهلية يتحرون الدعاء فيه على الظالم، وكان يستجاب لهم، ولهم في ذلك أخبار مشهورة قد ذكرها ابن أبي الدنيا في كتاب "مجابوا الدعوة" وغيره، وقد ذُكِرَ ذلك لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: "إن الله كان يصنع بهم ذلك ليحجز بعضهم عن بعض، وإن الله جعل الساعة موعدهم، والساعة أدهى وأمر".

وروى زائدة بن أبي الرقاد عن زياد التميمي عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل رجب قال: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ»، وروي عن أبي إسماعيل الأنصاري أنه قال: "لم يصح في فضل رجب غير هذا الحديث"، وفي قوله نظر؛ فإن هذا الإسناد فيه ضعف. 

وكان بعض العلماء الصالحين قد مرض قبل شهر رجب فقال: "إني دعوت الله أن يؤخر وفاتي إلى شهر رجب، فإنه بلغني أن لله فيه عتقاء، فَبَلَّغَهُ الله ذلك، ومات في شهر رجب".

 

 


مواضيع متعلقة