"الأذان الموحد" يعود من جديد.. وفلسطين والأردن أبرز المطبقين
![صورة أرشيفية](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/19648697161441128849.jpg)
صورة أرشيفية
"الأذان الموحد".. فكرة بدأها الدكتور محمود حمدي زقزوق في العام 2009، حين كان وزيرا للأوقاف، ورغم الخلاف الذي طال الفكرة، أصرّ زقزوق على تطبيقها، حتى جاءت ثورة يناير وتوقفت الفكرة.
تقوم فكرة الأذان الموحد على بث أذان حي بصوت أحد المؤذنين من أحد المساجد الكبرى، ويصل الصوت إلى جميع المساجد وقت الصلاة، عن طريق أجهزة استقبال خاصة بالمساجد بالاستعانة بالبث الفضائي.
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الحالي، قال إنّ الوزارة ستمضي قدما لإتمام مشروع الأذان الموحد، معربا عن سعادته بانطلاق مرحلة البث التجريبي للأذان الموحد، التي بدأت في أكثر من 100 مسجد بالقاهرة، ليتم التوسع فيها تدريجيًا لتشمل جميع المساجد.
وأضاف جمعة في بيان منه اليوم، أن مشروع الأذان الموحد نقلة حضارية تتسق مع مقاصد الشريعة الإسلامية، فالعبرة من الأذان تعظيم شعائر الله والإعلام بدخول وقت الصلاة، وكلا المقصدين يتحققان بمجرد رفع الآذان وإعلام الناس بدخول وقت الصلاة.
وأكد وزير الأوقاف، حرصه على اختيار أفضل الأصوات من المؤذنين، ومراعاة فروق التوقيت، بحيث يكون الآذان الموحد على مستوى كل منطقة، في ضوء توقيت رفع الأذان بها، مؤكدًا أن المشروع سيقضي على أقل تقدير على تداخل الأصوات بين المساجد القريبة، أو تقدم أو تأخر إطلاق الآذان في المنطقة الواحدة، ما يجعل من المشروع حل لكثير من المشكلات، مع وفائه بالمقصود الشرعي للآذان.
اللواء عمرو شكري رئيس قطاع مكتب وزير الأوقاف، والمشرف على تطبيق المشروع، قال إنّ الهيئة العربية للتصنيع وفرّت أجهزة البث، وتتولى هندسة القاهرة ضبط الأجهزة ومتابعة الفنيات، على أن يتم إطلاق المشروع بشكل تجريبي في القاهرة الكبرى، حسب التوقيت المحلي للإقليم ضمن 115 مسجدا، على أن يتمم تعميمها على مستوى الجمهورية.
أما عبدالغني هندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، فأوضح أنّ الأذان الموحد أمر مشروع بلا شك، ووزارة الأوقاف بحثته من الناحية الشرعية، كما أكدت إدارة الفتوي أنّه أمر اجتهادي ومشروع.
وأضاف هندي، أنّ التجربة نجحت في العديد من الدول العربية والإسلامية، بينها عدة مدن فلسطينية وإمارة رأس الخيمة في الإمارات العربية المتحدة، وفي المملكة الأردنية الهاشمية، وزاد: "من المهم تنفيذه في مصر لإنهاء الفوضى والعشوائية الكبيرة التي يعيشها الوضع المصري، إذ يؤدي تنافر الأصوات وتقارب المساجد لاستياء متزايد من المواطنين، ولحالة من التلوث السمعي التي يجب القضاء عليها".
آمنة نصير، عميدة كلية الدراسات الإسلامية السابقة، وعضو مجلس النواب، قالت إن الأذان رمز للسكينة والوقار وذكر الله، وزادت: "المصريون يتعاملون معه بوقار تام، ويرون فيه إعلاء لكلمة الله والدعوة للقائه الكريم، لذا تجد الجميع صامتين وقت الأذان، ولو كان المصري في أحلك الظروف أو أعظمها يتحول لوضع السكون التام وقت الأذان، فتقف الأفراح والمآتم، وتغلق وسائل الإعلام المختلفة سواء راديو أو تلفزيون، ويقطع البث لأجل الأذان، ولا يكون ذلك أبدا لسواه من الشعائر والعبادات".
وتابعت عميدة كلية الدراسات الإسلامية السابقة: "رزق الله مصر أصواتا نديّة جميلة، تفننت في إكرام الأذان وغرست في المصريين حب الأذان وحب سماعه والتمتع به".
وللأذان عند المصريين مكانة خاصة، إذ ارتبط في أذهانهم بأصوات العديد من المؤذنين عبر التاريخ الحديث، أبرزهم أذان قارئ مصر الأول الشيخ محمد رفعت، وأذان الشيوخ المنشاوي وعبدالباسط عبدالصمد والشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ الشعشاعي.