«ابنيها بسعر التكلفة» و«مهندس بيتك».. ارتفاع أسعار الوحدات يصنع جيلاً جديداً من الشركات العقارية

08:19 م | السبت 02 مارس 2019

مبادرات سكنية بدأت بفكرة بسيطة تتمثل فى بناء وحدات سكنية لدائرة محدودة من المعارف بسعر التكلفة، مع إضافة هامش ربح محدود يتراوح بين 5 و10%، وهى الفكرة التى سرعان ما انتشرت لتتكرر بشكل كبير خلال العامين الأخيرين، ويتم من خلالها توفير عدد من الوحدات السكنية لشريحة سكنية لا تنتمى إلى محدودى الدخل، ولا مرتفعى الدخل، وهى الشريحة التى تسعى للحصول على وحدة فى منطقة مخططة، وليست عشوائية، لكن بإمكانياتها المالية المتاحة.

وتمكنت هذه المبادرات من تنفيذ وحدات العملاء، وفقاً للجدول الزمنى المعلن مع ربط أقساط سداد العملاء بمعدلات التنفيذ، التى تتم بالمشروع، وهو ما أسهم فى نجاحها وانتشارها، بالإضافة إلى تركيز تلك المبادرات على التطوير من نفسها، وامتدادها لتشمل المشروعات التجارية والإدارية والخدمية كذلك، اعتماداً على تنظيم داخلى والتزام مع العملاء.

وأكد عدد من أصحاب تلك المبادرات على وجود مشكلة رئيسية تتمثل فى توفير الأراضى، التى تضطر المبادرات للحصول عليها عبر الشراء المباشر من الأفراد بأسعار مرتفعة، ليطالبوا الدولة بتوفير أراضٍ لهم بأسعار منخفضة لدعم هذه الشركات، التى تعتبر شركات ناشئة، وفى مدن جديدة لا تزال قيد التنمية الأولية، بدلاً من منح الأراضى لأفراد للبناء الذاتى عليها.

{long_qoute_1}

وأشاروا إلى أن استمرار انخفاض القدرة الشرائية للعملاء خلال الفترة الأخيرة مقابل عدم انخفاض أسعار الوحدات يجعل المبادرات حلاً قوياً لهذه الشريحة السكنية، وكذلك بالنسبة للدولة للمساهمة فى تخفيض الفجوة بين المعروض والمطلوب من الوحدات السكنية لهذه الشريحة السكنية.

من جانبه قال محمد الدهشورى، رئيس شركة مهندس بيتك للاستثمار العقارى، إن شركته أطلقت مبادرة «مهندس بيتك» منذ نحو عامين، تمكنت خلالها من بناء 120 وحدة سكنية للعملاء بهامش ربح محدود للغاية، يتراوح بين 5 و10%، وتقوم الفكرة على شراء قطعة أرض، واحتساب تكلفة التنفيذ مع قيمة الأرض، وهامش الربح، ويتم تقسيم القيمة المحدّدة على عدد الشقق التى يتم بناؤها بالعمارة، لتتراوح قيمة الوحدة حسب المنطقة التى يتم تنفيذ المشروع بها، وبنسبة أقل بنحو 40 و60% عن الوحدة المشابهة بالسوق.

وأوضح أن المبادرات السكنية تستهدف الشريحة السكنية التى تمتلك قدرات شرائية محدودة، لكنها أعلى قليلاً من فئة محدودى الدخل، وهى شريحة كبيرة بالسوق العقارية، التى ازدادت حالياً بنسبة كبيرة، نظراً لتأثر القدرة الشرائية للعملاء خلال الفترة الأخيرة وتناقصها، مقابل ارتفاع أسعار الوحدات العقارية، وهو ما يجعل العميل يستمر فى البحث عن هذه النوعية من المبادرات للحصول على وحدة مخططة بسعر يتناسب مع إمكانياته المادية.

وأوضح أن شركته تخطط خلال المرحلة المقبلة لتنفيذ مشروع متكامل سكنى تجارى إدارى ويتم تقسيم تكلفة التنفيذ على العملاء المشاركين فى تنفيذ المشروع، بحيث يحصل العميل على وحدة سكنية وأسهم من المشروع التجارى والإدارى ويتم تأجيرها لصالحه مقابل توفير عائد مادى متجدد للعميل، لافتاً إلى الاتفاق مع مكتب استشارى وآخر محاسبى لإعداد دراسات الجدوى الخاصة بالمشروع ومتابعة تنفيذ المشروع، وفقاً لإيداعات العميل، وهو ما يحافظ على الحيادية ووجود جهة لضمان أموال العميل.

{long_qoute_2}

وأشار إلى أن أكبر المشكلات التى تواجه المبادرة هى ارتفاع قيمة الأرض، التى يتم الحصول عليها عبر الشراء المباشر من أفراد، وهو ما يجعل سعرها مرتفعاً للغاية، وهو ما يجعل هذه النوعية من المبادرات بحاجة إلى تضامن ودعم الدولة لها، وتوفير أراضٍ بأسعار مخفّضة لدعم العملاء والمبادرات. وأضاف بسيونى أحمد، رئيس شركة مطور عقارى للاستثمار، أن شركته أطلقت مبادرة «احسبها وابنيها»، التى تمكنت خلالها من توفير نحو 40 وحدة للعملاء بهامش ربح يتراوح بين 5 و10%، يتم من خلالها ربط إيداعات العميل بمراحل التنفيذ للتأكد من الجدية والالتزام وطمأنة العميل، للحصول على وحدته، موضحاً أن شركته لديها 4 إدارات لضمان تحقيق ذلك.

وأوضح أن هناك إدارة التراخيص والأراضى والمسئولة عن توفير الأرض والحصول على تراخيص البناء اللازمة، والإدارة الهندسية لتصميم المشروع، وإدارة الاستثمار والمسئولة عن إدارة أموال المشروع، وإدارة التسويق والمبيعات والمسئولة عن تسويق الوحدات، حيث تستهدف شركته التسويق لمشروعاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعى.

وأشار إلى أن شركته تخطط المرحلة المقبلة لتشطيب الوحدات لعملائها بسعر التكلفة، وهى خدمة إضافية يتم تقديمها للتوفير على العملاء، كما تخطط شركته للتوسع خلال الفترة المقبلة عبر 3 قطع أراضٍ فى منطقة النرجس بالقاهرة الجديدة، بالإضافة إلى طرح مركز تجارى بنظام الأسهم على العملاء، لضمان توفير عوائد مالية متجدّدة للعملاء.

قال عماد عيسى، رئيس شركة أركان للمقاولات والاستثمار، ومؤسس مبادرة «ابنيها بسعر التكلفة» إن إجمالى قاعدة عملاء الشركة يبلغ نحو 8 آلاف عميل، وقامت الشركة بتنفيذ 20 مشروعاً بإجمالى وحدات لـ200 أسرة، بإجمالى قيمة سوقية 125 مليون جنيه، وتم بيعها للعملاء بقيمة 80 مليون جنيه، حيث تتضمّن مبادرة «ابنيها بسعر التكلفة» تنفيذ وحدات للعملاء بقيمة أقل بنسبة 40% من سعر السوق. وأضاف أن شركته تستهدف التوسّع بالمبادرة، لتتضمن تنفيذ مشروعات خدمية كالمدارس، بحيث يتم تنفيذها بنظام الأسهم وبسعر منخفض للسهم، بما يمكن من تنفيذ مدارس متميزة للعملاء المساهمين، كما تخطط الشركة للتوسّع فى تنفيذ مشروع «مينى كومباوند».

وأكد فوزى أحمد، مؤسس مبادرة «شقتك بسعر التكلفة»، أن الدولة يجب أن توفر أراضى لهذه النوعية من المبادرات لدعمها، خاصة أنها تتولى توفير وحدات سكنية لشريحة كبيرة بالسوق وبهامش ربح محدود، خاصة بالمدن الجديدة التى يوجد بها أراضٍ بأسعار مخفضة.

وأضاف أنه يمكن توفير أراضٍ لهذه المبادرات، باعتبارها شركات ناشئة اقتصادياً، بجانب توفير أراضٍ للأفراد للبناء الذاتى عليها، والتى لا يتم استغلالها بالشكل الكافى، كما يتم فى المبادرات السكنية، التى لديها خبرة أكثر من قدرة الأشخاص على التطوير الذاتى، وبدلاً من الشراء المباشر للأراضى بأسعار مرتفعة.