يوم المرأة العالمى

يحتفل العالم يوم الجمعة المقبل باليوم العالمى للمرأة، تقديراً لمشاركتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى تنمية الدول المختلفة، ولتسليط الضوء على الجهود التى تبذلها المنظمات المختلفة لتمكين المرأة من لعب دور أكبر فى الحياة العملية والسياسية.

فرغم نجاح العديد من الدول فى الوصول إلى قاعدة (50 - 50) بين المرأة والرجل، فإن هناك العديد من الدول الأخرى التى ما زالت فى أول طريقها نحو تمكين المرأة وتذليل العقبات التى تواجهها وتحول دون مشاركتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بالشكل الكافى.

وفى مصر، أُهدرت حقوق المرأة لعقود طويلة، حتى تنبّهت القيادة السياسية لهذا الأمر، ووضعت قواعد عمل وخططاً جديدة تستهدف دعم وجود المرأة فى جميع المجالات، وكان ذلك تحديداً بالتزامن مع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الجمهورية، وإطلاقه عام 2017 ليكون عاماً للمرأة، وتوسيع مشاركتها فى التمثيل الوزارى داخل الحكومة، وتمكينها من تقلّد مناصب رفيعة لم تصل إليها من قبل، مثل منصب المحافظ.

الأمر الذى شجعنا على إطلاق منتدى الخمسين، الذى يمثل أولى المبادرات غير الرسمية التى انطلقت بهدف تمكين المرأة فى مجتمع الأعمال، وتعزيز دورها القيادى فى مختلف المجالات.

وتمكنا بالفعل من تحقيق جزء من أهدافنا، وما زلنا نتطور، ونحدّد أهدافاً جديدة، فى إطار رؤية عامة تستهدف أن تقف المرأة إلى جوار الرجل، فى مسيرة تنمية الوطن الذى نعيش فيه جميعاً.

طموحاتنا ممتدة ومستمرة، ونعمل خلال الفترة الحالية على 4 مستويات، أولها؛ توسيع دوائر المرأة التكنوقراط فى مصر، وتوفير الكفاءات النسائية المتخصّصة للقيادة والعمل المتطور فى مختلف المجالات الاقتصادية.

المستوى الثانى؛ تعزيز دور المرأة فى جميع المواقع، وتنمية مشاركتها الاقتصادية، حتى تستثمر الدولة الموارد البشرية النسائية الهائلة التى تمتلكها، وتمثل 50% تقريباً من إجمالى عدد السكان.

المستوى الثالث؛ تنمية مشاركة وتمثيل المرأة فى مجالس إدارات الشركات والمؤسسات المختلفة، فى إطار امتلاك المرأة المصرية مستوى عالياً من المهارات والتعليم الذى يؤهلها للعب دور ريادى فى تنمية مجتمع الأعمال الخاص، فقد أشارت الدراسات العالمية إلى أن مجالس الإدارات التى تمثل النساء أكثر من 40% منها تعمل بكفاءة أعلى من 20% من مجالس الإدارات التى يسيطر عليها الرجال.

المستوى الرابع؛ تمكين المرأة فى الحياة السياسية، وتعزيز دورها الحزبى، والنيابى، فى إطار المسيرة الحالية التى تستهدف تنمية الحياة السياسية فى مصر، وتطوير المؤسسات العاملة فيها وتحقيق التكامل فى ما بينها.

تلك هى طموحاتنا، ونتحرك بانتظام نحو تحقيقها على أرض الواقع، لإيماننا الشديد بأن المرأة هى الأكثر قدرة على خدمة قضيتها، والأكثر فاعلية فى عرض مطالبها، لذا نستهدف توسيع دائرة المنتدى خلال الفترة المقبلة، وبدلاً من إضافة 50 عضواً نسائياً سنوياً يمثلن السيدات الأكثر تأثيراً فى كل عام، واللاتى يتم تكريمهن خلال قمة مصر للأفضل، التى تُعقد فى شهر يناير سنوياً، نستهدف إضافة 500 سيدة، لتوسيع دائرة المشاركة.

نستهدف أن نضم سيدات من كل محافظات مصر، وأن نضع خطط عمل طموحة لدمج نساء الأقاليم فى هذه المنظومة، فى إطار بناء هيكل متكامل يستهدف تمثيل المرأة وتعزيز دورها وعرض مطالبها فى كل أنحاء مصر.

الدولة ساندتنا كثيراً، وترعى بصفة منتظمة مطالب المنتدى، وننتظر المزيد، ونرغب فى دعم جميع مؤسسات الدولة، على غرار الدعم القوى الذى يقدمه البنك المركزى المصرى، والمجلس القومى للمرأة لهذا المنتدى، بخلاف البنوك المصرية التى تحرص بصفة دائمة على رعاية فعاليات المنتدى وتنفيذ مشروعاته الإنمائية على أرض الواقع.

هذه الدولة لن تتقدم إلا بمشاركة الجميع، المرأة إلى جوار الرجل، المسلم مع المسيحى، الشاب بجانب صاحب الخبرة.. فهيا معاً نتحرك بخطوات واثقة ومنتظمة نحو «الحلم المصرى».