حديقة "هابي لاند" في الدقهلية.. حلم الغلابة يتحول لفندق 5 نحوم

حديقة "هابي لاند" في الدقهلية.. حلم الغلابة يتحول لفندق 5 نحوم
- أحمد سعيد
- أعمال تطوير
- أفضل تصميم
- أفكار بسيطة
- إنشاء كوبرى
- استئناف المنصورة
- الأجهزة الرقابية
- الألعاب الترفيهية
- الأماكن الترفيهية
- أحمد سعيد
- أعمال تطوير
- أفضل تصميم
- أفكار بسيطة
- إنشاء كوبرى
- استئناف المنصورة
- الأجهزة الرقابية
- الألعاب الترفيهية
- الأماكن الترفيهية
أكثر من 10 أعوام مرت على محاولات تطوير حديقة «هابي لاند» بالمنصورة، دون جدوى، ليأتي الدكتور كمال شاروبيم، محافظ الدقهلية، بفكرة تحويلها إلى فندق «5 نجوم»، وهو ما يلقى رفضا شعبيا من قبل أهالي الدقهلية.
أشجار نادرة عمرها يزيد عن 150 عاما، تغطي ظلالها مساحة 10835 متر مربع، ترى نهر النيل بامتداد ممشى «الخالدين»، تعود إلى عهد الخديوي إسماعيل باشا، الذي بُني له قصر يليق به عام 1870 بمدينة المنصورة، والذي يضم محكمة استئناف المنصورة «مرساة ملكية» على شاطئ النيل، وكذلك حديقة غناء ممتدة لم يتبق منها حاليا إلا «الهابي لاند».
في أغسطس 2016، طالب المحاسب حسام الدين إمام، محافظ الدقهلية الأسبق، عمل دراسة مفصلة بتصور شامل للحديقة والإعلان عن مسابقة لأفضل تصميم، مؤكدا ضرورة تطوير حديقة «الهابي لاند»، فهي المتنفس الوحيد لمن لا متنفس له من البسطاء، مشيرا إلى أنه سيجعل منها أفضل الحدائق في مصر بل والوطن العربي، إلا أنه لم يستمر طويلا في منصبة وخلفه الدكتور أحمد الشعراوي في المنصب، فأعدت له الهيئة العربية للتصنيع التصميمات المبدئية وخرائط مشروع التطوير تتضمن تنفيد «مطاعم، منطقه باتيناج، حدائق أطفال، محلات تجارية، منطقه ترفيهية، أماكن لجلوس الرواد»، وأعلن الشعراوي، إنشاء كوبرى يربط بين الحديقة بعد تطويرها وحديقة «صباح الخير يا مصر» في الجهة المقابلة على شاطئ النيل.
وتضمن مشروع الشعراوي أن تتحول الحديقة لحديقة اجتماعية ثقافية مع الحفاظ على كامل الحديقة كمتنفس للمواطنين، وأن يتضمن مشروع التطوير إنشاء محلات ومطاعم على سور الحديقة لخدمة المواطنين، وكذلك إنشاء مساحات خضراء كبيرة ومقاعد متناثرة لراحة المواطنين، بالإضافة إلى إدخال بعض الألعاب الترفيهية وعمل جراج تحت الأرض لخدمة المترددين ومنع الإزدحام المروري، ووقع المحافظ السابق بروتوكول تعاون مع الهيئة العربية للتصنيع، للبدء في إنشاء الموضوع، بتكلفة إجمالية 120 مليون جنيه فقط.
في سبتمبر 2018، استكمل الدكتور كمال شاروبيم، محافظ الدقهلية، أفكار تطوير الحديقة لكنه طرح فكرة جديدة، وهي إنشاء فندق 5 نجوم على أحدث طراز على جزء من أرض الحديقة، بارتفاع 12 طابقا، ثم تم وضع تصورا لزيادة الارتفاع إلى 15 دورا، للاستفادة من مساحة الحديقة الكبيرة مع ربطها بحديقة «صباح الخير يا مصر» على النيل، وتحويل تلك الحديقة لقاعة مؤتمرات لخدمة الفندق.
وكشفت مصادر مطلعة، لـ«الوطن»، عن التصورات المبدئية للمشروع الجديد لتطوير الحديقة، إذ يبدأ المخطط الزمني للمشروع في أبريل 2019 على أن تنتهي معظم الأعمال قبل يونيو 2020، وتم تقسيم الحديقة، بحيث تشتمل عللا "المطاعم العائمة الجناح الأيمن، وتبلغ مساحة الدور 1050 مترا بارتفاع 3 طوابق، وجناح أيسر للمطاعم علي مساحة 1050 مترا، بارتفاع 3 طوابق، وفندق به دور أرضي وأول خدمات وترفيهي و8 أدوار متكررة بغرف فندقية متوسط مساحة الغرفة 80 متر مربع وبعدد غرف 120 غرفة على مساحة 1000 متر بارتفاع 10 أدوار، ومركز مؤتمرات ومعارض بحديقة «صباح الخير يا مصر» على مساحة 900 متر، ومحلات تجارية على مساحة 2800 متر، بإجمالي مساحة قدرها 9300 متر مربع، ليتبقى من المساحة، وفقا لهذا التصور 1535 مترا، بجانب إنشاء الكوبري الدائري، بطول 1060 مترا، وبدروم انتظار سيارات أسفل حديقة الهابي لاند بمساحة 5300 متر مربع، وبدروم انتظار سيارات أسفل حديقة «صباح الخير يا مصر» على مساحة 450 مترا.
وبحسب التقديرات الأولية، فإن تكلفة الإنشاء بدون الفندق تبلغ 130 مليون جنيه، وتكلفة إنشاء الفندق تبلغ 150 مليون جنيه، وإجمالي التكلفة بعد حساب المخاطر 294 مليون جنيه بخلاف أعمال استشارية بنسبة 7%، وأعمال تطوير بنسبة 2.5% وأتعاب المطور 10%، وأتعاب تمويل بنسبة 4%، لتصل التكلفة النهائية للمشروع إلى 438 مليون جنيه، وتوقع المخططون بلوغ إجمالي عائد إيجار المشروعات في 15 سنة دون الفندق بعد خصم التكلفة الإجمالية لإقامة المشروع بالكامل، أكثر من ملياري جنيه.
وأكدت مصادر مسئولة بمحافظة الدقهلية أن محافظ الدقهلية تقدم بالمشروع إلى مجلس الوزراء، للحصول على موافقة رئيس الوزراء، لأن قانون البناء الموحد يحظر البناء على الأماكن الترفيهية في المخطط، وكذلك هناك قرارات عديدة تمنع البناء على الحدائق، ولذلك كان يجب الحصول على استثناء من رئيس الوزراء.
وتستنكر ليلى علي، على المعاش من أهالي المنصورة، مشروع «شاروبيم»، قائلة، «لو نُفذت فكرة المحافظ الحالي يكون أخذ الحديقة من الشعب وإعطائها لطبقة معينة، رغم أنها كانت متنفسا لعامة الشعب».
ويتفق معها في الرأي الدكتور مهند فودة، أستاذ كلية الهندسة ومؤسس مبادرة «انقذوا المنصورة»، موضحا أن «الحديقة متنفس لمحدودي ومعدومي الدخل، ولم يعد بالمنصورة سوى حدائق قليلة جدا بعد استقطاع أجزاء كبيرة من حديقة شجرة الدر لصالح أحد النوادي الخاصة، وتحويل حديقة حيوان إلى مشروع استثماري محلات، فالقضاء على المسطحات الخضراء لصالح المشاريع الاستثمارية هو عكس ما يقوم به العالم أجمع».
من جانبه قال الدكتور كمال شاروبيم، في تصريحات صحفية، إن مكونات المشروع لن تعوق رؤية النيل، باعتبار الحديقة حق لكل مواطن من أبناء الدقهلية عامة ومدينة المنصورة خاصة، مشيرا إلى أنه طلب التنسيق مع إدارة مرور الدقهلية لمعرفة حجم الحركة المرورية في المنطقة، بحيث لا يتسبب التطوير في زيادة حركة التكدس المروري، الذي توضع له الحلول بمشاركة خبراء هندسة الطرق.
وأضاف شاروبيم أن المخطط الذي يجري مراجعته بدقة وإبداء كافة الملاحظات عليه من قبل المحافظة ليحقق الغرض الرئيسي من التطوير وهو عودة الحديقة كمتنفس لأبناء المدينة مع استثمار جانب منها بما يعود بالنفع على أبناء المحافظة وإتاحة مورد دائم من وراء التطوير يضمن صيانتها وتحقيق أكبر عائد ممكن من ورائها.