الرئيس الألباني: نتعاون مع مصر لتحقيق الأمن في منطقة البحر المتوسط

كتب: (أ.ش.أ)

الرئيس الألباني: نتعاون مع مصر لتحقيق الأمن في منطقة البحر المتوسط

الرئيس الألباني: نتعاون مع مصر لتحقيق الأمن في منطقة البحر المتوسط

أكد الرئيس الألباني إلير ميتا، أن بلاده تعتمد على مصر كشريك محوري لتحقيق الأمن في منطقة البحر المتوسط، مشيرا إلى أن ألبانيا تسعى لتعزيز التعاون مع دول إفريقيا من خلال مصر. وقال، في مقابلة خاصة مع "قناة النيل" للأخبار مع الإعلامية أمل رشدي، بثت، مساء اليوم الجمعة، إن العلاقات الثنائية بين مصر وألبانيا جيدة للغاية في مجال التعاون الثنائي وتحقيق مصلحة الدولتين، معتبرا أن مصر تلعب دورا بناء على الساحة الدولية وتقدم رؤية، وهو ما ظهر أثناء القمة الأخيرة التي عقدت بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي بشرم الشيخ.

 وثمن الرئيس ميتا، الزيارة التي قام بها رئيس البرلمان المصري الدكتور على عبد العال لبلاده، مشيرا إلى قيام رئيس البرلمان الألباني بزيارة إلى مصر في القريب، وإلى قيام وفود من البلدين بتبادل الزيارات لتوطيد العلاقات بين مصر والبانيا، معربا عن تفاؤله بشأن العلاقة بين البلدين والتي تظهر قوة الدفع التي تستحقها البلدين بالنظر إلى الخلفية التاريخية لهما.

 وأعرب الرئيس الألباني عن سعادته بزيارة مصر، وتفقد قناة السويس الجديدة وعدد من المشروعات التي وصفها بالرائعة والتي تنفذها مصر، بما يعكس سير مصر على المسار الصحيح، مؤكدا أن مصر تمثل مركز ثقل للمنطقة، ومشيدا في هذا الإطار بالرؤية المصرية لتحقيق التنمية الشاملة بالبلاد، وبجهودها الحثيثة في مكافحة الإرهاب، وتجربتها الناجحة في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية. وردا على سؤال بشأن التحديات التي تواجه العالم مثل الإرهاب، قال الرئيس الألباني إن أحد القضايا الرئيسية في مناقشتنا هو التعاون في القضايا الأمنية على وجه التحديد وبشكل أقوي، لمحاربة الإرهاب والتطرف العنيف، منوها بدور مصر المهم في هذا الخصوص، والذي يعد أمرا مهما لألبانيا ولكل الدول المطلة على البحر المتوسط.

 وأضاف ميتا، أن ألبانيا تلعب أيضا دورا مهما في منطقة البلقان لمكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن بلاده سوف ترأس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بدءا من شهر يناير من العام القادم، وقال إن ألبانيا ستبذل كل الجهود لتحقيق التعاون الأقوى بين كل الدول للتغلب على الإرهاب، لافتا إلى أنه تابع باهتمام كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال مؤتمر الأمن الذي عقد بمدينة ميونخ الألمانية، والذي أكد خلالها أن مسألة الأمن مهمة للغاية.

وأوضح الرئيس الألباني أنه سيتم خلال الاجتماع المقرر انعقاده في القريب بين اللجنة الثنائية المشتركة بين مصر وألبانيا، التوقيع على الاتفاقيات التي توصلت إليها، وتشمل مجال النقل البحري والثقافي والزراعي، بالإضافة إلى مجالات أخرى بما في ذلك أكاديمية العلوم والتعاون بين وكالات الأنباء الحكومية، مشيرا إلى وجود اتفاق جديد بين مصر وألبانيا في التعاون السياحي ومجالات أخرى.

 وحول العلاقات الأفريقية ورئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، قال الرئيس الألباني إلير ميتا: "نحن نقدر رؤية مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي، ولقد ظهر هذا من خلال رؤية واضحة قدمها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر الأمن بميونخ، حيث حدد الأولويات الأمنية، وربطها كذلك بالقضاء على الفقر والصراعات والنزاعات".

 وأكد ميتا، أنه أصبح لإفريقيا تأثير كبير على أوروبا، بسبب عدد من التطورات التي حدثت في القارة الإفريقية، وخاصة ما يجري في ليبيا بالإضافة إلى المناطق التي تشهد توترا في إفريقيا، مشيرا إلى أنه ينبغي إعطاء المزيد من الانتباه لإفريقيا، مع الوضع في الاعتبار الإمكانات المتاحة للتنمية والتهديدات المستقبلية التي يمكن أن تواجهها القارة والتعرف على أسبابها، مؤكدا ضرورة خلق تعاون بين أوروبا وإفريقيا من خلال الدول المستقرة التي تلعب دورًا كبيرًا في المنطقة.

 وتابع "نحن نرى أن مصر شريك مهم للغاية بالنسبة لنا على المستوى الثنائي، وكذلك نحن نري مصر مهمة للغاية لوصولنا إلى إفريقيا، لأننا نريد أن نطور العلاقات مع القارة الإفريقية، ونود بالطبع أن نحقق ذلك من خلال وزن مصر والاستقرار الذي تتمتع به وأثرها الإقليمي على القارة الإفريقية".وأكد الرئيس الألباني أن بلاده مستعدة لخدمة مصر في منطقة البلقان، وتعزيز علاقاتها، حيث إن ألبانيا لديها علاقات متميزة مع كل دول الجوار، لذلك يمكن أن تلعب دور إيجابي في تحقيق الاستقرار والتنمية.

 وحول ظاهرة الهجرة غير الشرعية، قال إلير ميتا إنه ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يتخذ إجراءات وقائية بشأن إفريقيا تجعلنا نتجنب وجود صراعات ونزاعات والتي أدت إلى الكثير من المشكلات من بينها زيادة الهجرة غير النظامية، مؤكدا ضرورة دعم الدول المتقدمة للدول الإفريقية لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية وتقليل مستويات الفقر والمساعدة في تحسين المستقبل في ظل الموارد التي تتمتع بها القارة الإفريقية.

 وبشأن رؤية ألبانيا للصراعات في منطقة الشرق الأوسط، أوضح الرئيس الألباني أن الحل الوحيد في الصراع بين فلسطين وإسرائيل هو إقامة الدولتين وألبانيا تدعم هذا الحل.وفيما يتعلق بليبيا، أشار إلى أن بلاده تريد حلول سلمية تساعد في الوحدة الوطنية واحترام سلامة الأراضي الليبية، وهذا أمر مهم للغاية لمصر، أما بالنسبة لسوريا قال "من المهم كذلك أن نتعامل مع مسألة الإرهاب والتطرف العنيف في المنطقة بأكملها".

 وعن التعاون الثقافي مع مصر، قال الرئيس الألباني إلير ميتا: "نحن نعطي الكثير من الانتباه للتعاون مع مصر في مجالي الثقافة والتعليم، وقمت بزيارة المتحف المصري، ونحن نقوم بإعداد مجموعة من الاتفاقات الثنائية للتعاون بين المتحف الوطني في ألبانيا والمتحف المصري لكي نتبادل الخبرات"، مشيرا إلى أنه ينبغي أن نعطي اهتماما كبيرا للتراث الثقافي؛ لأن هذا سوف يساعد في تطوير السياحة، كما أن البلدين لديهما الكثير من التراث الثقافي.

وبشأن التعاون في مجال الاستثمار، أكد ميتا أن رجال الأعمال الألبان قادرون على الاستثمار في مصر، باعتبارها مقصد جيد للاستثمار، مشيرا إلى أنه سوف يعمل على تشجيعهم خلال هذا العام، وتنظيم زيارة إلى مصر للمستثمرين ورجال الأعمال من ألبانيا، وتابع الرئيس الألباني: "نحن نقوم بمناقشة كيفية الاستفادة من التيسيرات المقدمة في المنطقة الاقتصادية، كما أننا نرحب بالمستثمرين المصريين للاستثمار في بلادنا، ولدينا عدد من المشروعات المشتركة بين البلدين، ونحن نريد أن نزيد من أعدادها "، مشيرا إلى أن مصر لديها خبرة كبيرة في مجال السياحة، كما أننا نتطلع للتعاون معها في مجالات الطاقة والكشف عن النفط والغاز.


مواضيع متعلقة