«غرب المنيا» نموذجاً للنجاح!
- الأمل والتفاؤل
- البحوث الزراعية
- الذرة الشامية
- المليون فدان
- تعمير الصحراء
- تليفون أرضى
- حادث القطار
- حالة الحزن
- حل مشاكل
- درجة الحرارة
- الأمل والتفاؤل
- البحوث الزراعية
- الذرة الشامية
- المليون فدان
- تعمير الصحراء
- تليفون أرضى
- حادث القطار
- حالة الحزن
- حل مشاكل
- درجة الحرارة
بعد 300 كيلومتر من القاهرة، فى منطقة قاحلة غرب غرب مدينة المنيا، يعيش 50 مواطناً، يسطرون قصة نجاح وملحمة وطنية فى صمت بعيداً عن الإعلام، يسابقون الزمن ويواصلون الليل بالنهار لتحويل الصحراء الجرداء إلى جنة خضراء، ونجحوا فى إنتاج أطيب الثمار من الرمال الصفراء.
خمسون مواطناً يعيشون فى منطقة ليس فيها أى وسائل للترفيه، لا إرسال تليفزيونى وإذاعى، ولا إنترنت، ولا حتى شبكة تليفون أرضى أو محمول. حياتهم للعمل والنوم فقط، ويقطعون مسافة 200 كيلومتر ذهاباً وعودة لشراء طعامهم وشرابهم، ويعملون فى ظروف مناخية قاسية، حيث درجة الحرارة فى الشتاء صفر وفى الصيف «45»، وهذا الطقس يؤثر على الإنسان والزرع والحيوان، ومطلوب من هؤلاء الأبطال التعامل مع هذه الظروف لتحويل الأرض التى كانت مصدراً للشر إلى منبع للخير والنماء.
الزائرون لمنطقة غرب غرب المنيا كانوا يقولون إن الفشل مصير أى محاولات لتعميرها، لأن نسبة ملوحة المياه والتربة عالية، وأيضاً سرعة الرياح تدمر الأخضر واليابس، ولكن أمام عزيمة الرجال التى لا تعرف المستحيل والإصرار على النجاح تحقق الإنجاز الذى يصل إلى درجة الإعجاز، ونجح علماء مركز البحوث الزراعية فى إقامة مزرعة إرشادية على مساحة 3000 فدان، تشتمل على محطة للإنتاج الحيوانى فيها 670 رأس ماشية وعشر صوب لزراعة الطماطم والخيار والكرنب والقرنبيط والفلفل والباذنجان، ومزرعة للمحاصيل الاستراتيجية من القمح والشعير والبنجر والذرة الشامية الصفراء والرفيعة، ومحاصيل الأعلاف والزيوت، كذلك وحدة لإنتاج المخصبات والأسمدة الحيوية لتوفيرها للأراضى الجديدة بالمنطقة، تيسيراً على المستثمرين وشباب المزارعين، بالإضافة إلى التفكير فى إنشاء مزرعة سمكية لخدمة العاملين بالمشروع والمنطقة.
المزرعة الاسترشادية التى نجح هؤلاء الأبطال فى زراعتها سوف تكون النواة لاستصلاح وزراعة 20 ألف فدان بالمنطقة، وأيضاً نموذجاً لزراعة 400 ألف فدان بمحافظة المنيا، المنطقة الواعدة لاستصلاح وزراعة أكبر مساحة من مشروع المليون ونصف المليون فدان، وبعد نجاح وزارة الزراعة فى المزرعة النموذجية وإزالة كافة العقبات الفنية وتحملها لكل الصعاب، جاء الدور على المستثمرين لإقامة مشروعات إنتاجية تنموية متكاملة تسهم فى حل مشاكل البطالة وغلاء الأسعار. العاملون فى غرب غرب المنيا لهم مطلب شرعى وبسيط، وهو إقامة محطة تقوية للتليفون المحمول فى المنطقة تربطهم بأسرهم، وهذا واجب اجتماعى على شركات المحمول ومساهمة منها فى نجاح المشروع وأفضل دعاية لها، بدلاً من إنفاقها مئات الملايين على الفنانين ولاعبى كرة القدم فى إعلانات مستفزة.
وسط حالة الحزن التى ما زال المصريون يعيشونها بسبب حادث القطار الأليم، كان لا بد من تسليط الضوء على هذا النموذج الناجح الذى نكافح به اليأس والإحباط، لأن تعمير الصحراء من أنبل الأعمال، والنموذج المثالى للمشروعات المنتجة التى تحقق إضافة حقيقية للناتج القومى، وكما أن هناك من يريد لنا الموت بالإهمال والإرهاب، فإن مزارعى الصحراء يهبون لنا الحياة ويمنحوننا الأمل والتفاؤل فى مستقبل أفضل.
فكل التحية والتقدير للقائمين على مشروع غرب غرب المنيا، الذين يثبتون أن مصر سوف تحيا قوية وناهضة بفضل جهود أبنائها المخلصين.