صور| صناعة "المنفضة والكراسي البامبو" تتحدى الزمن بورشة غرب الإسكندرية

كتب: محمد الرملى

صور| صناعة "المنفضة والكراسي البامبو" تتحدى الزمن بورشة غرب الإسكندرية

صور| صناعة "المنفضة والكراسي البامبو" تتحدى الزمن بورشة غرب الإسكندرية

وسط محال تجارية بشارع البحر في منطقة الدخيلة غرب الإسكندرية، لفت محل صغير يخيم عليه الإضاءة الخافتة أنظار المتجولين في الشارع، حيث يجلس الأسطى حسن محمود صُبيح، صاحب الـ65 عامًا، ممسكًا بيده قطعة من خرزان البامبو وأمامه شعلة نار ملتهبة، وبنك خشبي، للبدء في انحناء الخرزان في صناعة المنفضة والكراسي البامبو، ليتبين أنه من أقدم الصنايعية في الإسكندرية.

ورث حسن، المهنة عن والده، الذي تعلمها من "الأجريك" أثناء تواجدهما في مصر، حيث كانت المحافظة بها المئات من الورش، لم يتبقى منها سوى العشرات فقط، مؤكدًا أن متماسك بها لأحياء التراث وخوفًا من انقراضها، ولكن الخامات أصبحت مرتفعة وحركة البيع ضعيفة فتوجهت لصناعة "المنفضة" البامبو لأن تكلفة بيعها من 15 إلى 30 جنيهًا في متناول الجميع، وسريعة في صناعتها "الدستة بتخلص في 3 ساعات".

وقال حسن، إن ورشة والده كانت من أكبر الورش لصناعة البامبو، حيث كان يوزع "سبت المدارس 2 سندويتش ـ الغسيل ـ المنفضة ـ شنط السفر" على أكبر المحال التجارية في الإسكندرية ومنهما الخواجة "أنترو" صاحب محلات "هانو".

وأضاف الأسطى حسن لـ"الوطن": "عندي ابنين علمتهما المهنة بس للأسف بتسرق الوقت لأنها تحتاج 16 ساعة عمل والشباب محتاج العمل والمكسب السريع"، مشيرًا إلى أن أحد المحال التجارية الكبرى بالقاهرة طلب منه صناعة مقاعد بامبو ماركة "فاتن" لأحد أبناء الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، فضلًا عن وزير الداخلية الأسبق حبيب العدل- وفقًا لروايته.

وأشار إلى أنه صنع مقعدين أخرين ماركة "سمكة" جلس عليهما "سوزان مبارك وهيلاري زوجة كلينتون" في افتتاح مكتبة الإسكندرية- وفقًا لروايته، فضلًا عن العديد من الفنانين المشاهير، موكدًا أن شجر البامبو متوفر بدول شرق أسيا مثل ماليزيا وسنغافورا وهما أشهر دولتين لتصدير البامبو، موضحًا بأن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قام باستيراد الزرعة من الخارج لزرعها داخل مصر ولكن للأسف طلعت "بوص".

وأوضح أن رابطة خرزان البامبو وزنها 50 كيلو وكانت بمبلغ 500 جنيه، والآن وصلت لسعر 5 آلاف جنيه، مشيرًا إلى أن عود البامبو أصبح سعره 100 جنيه بعدما كان 12 جنيهًا، مطالبًا بأنه لديه الرغبة لتدريب الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة وأطفال الأحداث، المهنة داخل مؤسساتهم بدون مقابل مادي، وذلك للحفاظ على المهنة من الاندثار.

 


مواضيع متعلقة