«خبراء»: «العامل البشرى» يتسبب فى حوادث القطارات بنسبة تتعدى 70%

«خبراء»: «العامل البشرى» يتسبب فى حوادث القطارات بنسبة تتعدى 70%
أكد عدد من خبراء النقل أن السبب الرئيسى وراء تكرار حوادث القطارات هو، عدم قيام المسئولين بمهام عملهم بالشكل الأمثل، على خلفية الحادث المروع الذى شهدته «محطة مصر» برمسيس، بعد اصطدام جرار وردية أبوغاطس رقم 2302 برصيف رقم 6، مما أدى إلى انفجار «تانك» السولار، وحدوث كارثة أدت إلى وفاة 20 شخصاً وإصابة 40 آخرين. وقال الدكتور حسن مهدى، أستاذ الطرق والنقل والمرور بجامعة عين شمس: «إن حادث حريق محطة مصر يعد كارثة حقيقية»، مشيراً إلى أن «تكرار حوادث القطارات بشكل عام سببه البنية الأساسية المتهالكة والقضبان غير الصالحة لمرور القطارات، والمزلقانات غير الآمنة، وهى المشاكل المستمرة رغم التوجيهات الدائمة بتطوير المنظومة». وأضاف «مهدى»، لـ«الوطن»، أن العامل البشرى يتسبب فى وقوع حوادث القطارات بنسبة تتعدى الـ70%، موضحاً أن المنظومة تحتاج بشكل عاجل إلى تحديثها وتطويرها، من حيث تحديث نظم كهربة الإشارات على جميع خطوط السكة الحديد، وتحديث نظم الاتصالات، ووحدة التحكم المركزى، وتجديد القضبان، وإعادة تأهيل وتشغيل وصيانة الجرارات، وتحديث أسطول عربات القطارات القديمة بأخرى حديثة، وتطوير المحطات الرئيسية والفرعية والمركزية، مؤكداً أن «حوادث القطارات لم ولن تنتهى إلا مع التطوير والتحديث».
من جانبه، أكد الدكتور حمدى برغوت، خبير النقل الدولى، أن منظومة السكة الحديد متهالكة تماماً، ولم تشهد أى تحديث أو تطوير منذ ما يقرب من 45 عاماً، معتبراً أن حادث محطة مصر «كارثى»، ويجب محاسبة جميع مسئولى السكة الحديد، بسبب تقاعسهم عن أداء واجبهم الوظيفى، وأنه لا بد من وضع خطة شاملة لتطوير المنظومة من قطارات وجرارات ونظم إشارات، وتحديث المحطات، والقضبان.
وقال «برغوت»، لـ«الوطن»، إن جميع خطوط السكة الحديد متهالكة، كما أن حالة العديد من القطارات العاملة أصبحت «متدهورة للغاية»، والجرارات فى حاجة إلى تحديث شامل، لأن بعض هذه الجرارات تعانى من مشاكل كبيرة بسبب عدم صيانتها بالشكل الأمثل ونقص قطع الغيار، كما تعانى «السكة الحديد» بشكل عام من مشاكل عدة بسبب انهيار البنية الأساسية للخطوط، وتآكل القضبان وعدم صيانتها، وعيوب التحويلات، وتهالك القطارات.
من ناحية أخرى، كشف مصدر بهيئة السكة الحديد، لـ«الوطن»، تفاصيل حادث حريق محطة مصر، الذى أسفر عن وفاة 20 مواطناً وإصابة 40 آخرين. وأكد المصدر، الذى فضل عدم ذكر اسمه، أن الجرار رقم 2302، يعد أحد جرارات الورشة الموجودة بصفة دائمة فى الجهة الشمالية من محطة مصر، وأنه خرج بناء على توقيتات منتظمة عليها تلك الجرارات، والتى تكون وظيفتها سحب القطارات من داخل المحطة إلى المخازن والعكس.
وأوضح المصدر، لـ«الوطن»، أن أى جرار من جرارات السكة الحديد يوجد به جهاز يدعى ATC، وظيفته تسيير الجرارات وإيقافها فى حالة زيادة السرعة، مشيراً إلى أن الجهاز قد يكون معطلاً، مما تسبب فى كارثة كبرى.
وقال المصدر إن الجرار تحرك ببطء وإنه بسبب وجوده على سكة مائلة «منحدر» جعلته يزيد من سرعته، حتى دخل المحطة مندفعاً، ليصطدم بالرصيف رقم 6، وينقلب واصطدم بالقطار رقم 902 المقبل من بحرى على رصيف 5، ويؤدى إلى تدمير إحدى عرباته. وشدد على أن تحكم الجرارات من الجهة الشمالية للمحطة كان يوجب وجود سائق لضبط مسيره، وأن عدم وجود السائق علاء فتحى محمد، مواليد 1971، من طنطا، هو سبب تلك الكارثة، خصوصاً أن وزن الجرار يزيد على 75 طناً، ما أدى إلى أن يكون الحادث كبيراً.