يوم كئيب في حياة مرتادي مقاهي رمسيس بعد حادث القطار: "أربعاء الأحزان"

كتب: عبدالله عويس

يوم كئيب في حياة مرتادي مقاهي رمسيس بعد حادث القطار: "أربعاء الأحزان"

يوم كئيب في حياة مرتادي مقاهي رمسيس بعد حادث القطار: "أربعاء الأحزان"

كوب شاي به ورقة نعناع، وآيات من القرآن تخرج من راديو قديم، يجلس مصطفى راشد مستمعا إليها، ومستمتعا بمناخ لطيف لا هو بالحار ولا البارد، غير أن الرجل الستيني، الذي اعتاد الجلوس على المقهى في الصباح، وصل إلى أذنه ذلك الخبر بخروج دخان من محطة مصر، ليتحول اليوم إلى شكل آخر.

كان "مصطفى" الذي خرج على المعاش، يعتاد الجلوس على مقهى يقع على بعد أمتار من ميدان رمسيس، يعرف الرجل أصحاب المقهى والعاملين فيه، ويجلس الرجل داخل المكان كنوع من التغيير، فالمنزل كئيب والجلوس فيه خانق، غير أن الخبر الذى وصل إليه لا من الأسماع فحسب، وإنما من خلال الرؤية بالعين، غيّرت جلسته تلك: «كنا بنقعد نتفرج على التلفزيون، ولا نمسع جملتين من الراديو، كام آية على أغنية وننبسط ونروح».

 يحكي الرجل، الذى اتجه إلى محطة مصر، وعلم هنالك أن جرارا اصطدم جرار بالصدادة الحديدية على رصيف رقم 6، بعد خروجه عن القضبان، مما أدى إلى انفجار «تنك البنزين» واشتعلت النيران، لكن الرجل لم يستطع الوقوف كثيرا أمام المحطة فعاد إلى المقهى، واختلف الحديث الذى كان يدور بينه وبين الآخرين حول يومهم إلى الحادث.

نزل كمال مجدي مسرعا من منزله، أخبرته والدته أن ثم حريقا بمحطة مصر، ولم يكن لدى الشاب أي معرفة بالأمر، لكن الفضول دفعه للنزول، وهناك انخرط بين المئات يسأل عن التفاصيل، يخبره أحدهم بالحقيقة تارة، ويضيف آخرون تفاصيل أخرى في بعض الأحيان لا تمت للواقع بصلة، لكن المؤكد لدى الشاب أن اليوم حزين، مع كل جثة خرجت من داخل المكان، ثم أسرة لن تنام هذه الليلة: «الموضوع محزن أوي، ومحدش كان متخيل إن فى جرار يلبس في حيطة بالشكل ده زي ما اتقال».

على مقهى قريب، كانت شاشات التلفاز تتحدث عن تلك الحادثة، لم يستطع رفيق زكي الجلوس والاستماع إلى فيلم يعرض على شاشة تلفاز، ليخبر الرجل صاحب المقهى بضرورة الانتقال من المحطة إلى أخرى تتحدث عن ما يحدث: «وقعدت أتابع من على القهوة، بدل ما أروح هناك، ومقفش في الزحمة».


مواضيع متعلقة