«الوطن» فى كمين بنى سويف: دماء الشهداء شاهدة على الإرهاب
![«الوطن» فى كمين بنى سويف: دماء الشهداء شاهدة على الإرهاب](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/196571_660_5161260_opt.jpg)
عند دقات الساعة الرابعة والعشرين دقيقة، فجر أمس كان خمسة عشر شرطياً يتبادلون أطراف الحديث مع بعضهم فى البرد القارس، لا يتوقعون أن يطولهم الغدر القادم من الخارج، وهم داخل مبنى الكمين الواقع بمنطقة «صفط» على طريق القاهرة - بنى سويف الزراعى، يجلس عدد منهم حول شعلة نار أوقدوها باستخدام قطع من الأشجار حتى تجلب الدفء إلى المكان، لا أحد يكترث، فالمكان هادئ، والمنطقة لا يأتى منها أى ضرر، لأنهم من أهل المنطقة، ويعرفون أهل القرى المجاورة جيداً، فى تلك اللحظة تسلل شخصان مجهولان يمتطيان دراجة بخارية اخترقا الحواجز الحديدية التى تقع خارج الكمين، ومرا بهدوء بجوار غرفة تجمع قوة التأمين، وكأنهما عابران للطريق، وبعد عبور الكمين بأمتار قليلة، توقفا ليترجل أحدهما، وهو يحمل سلاحاً آلياً فى هدوء وحذر، واقترب من رجال الشرطة القابعين حول النار، وفتح نيران سلاحه على من كانوا مجتمعين، لم يستطع أحد أن يرد الهجوم، فمنهم من كان يريح سلاحه عن كتفه، ومن كان ينتظر تغيير ورديته. الهجوم لم يستغرق وقتاً طويلاً، ففى ثوانٍ معدودة تخللها إطلاق النيران، انتهت بقتل وإصابة سبعة من رجال الشرطة، مثلما تقول الرواية على لسان أحد أفراد الشرطة العاملين فى الكمين، الذى رفض ذكر اسمه.
«الوطن» رصدت آثار الحادث من أمام النقطة الشهيرة بين الأهالى والمعروفة بأنها «الأقوى أمنياً».
الدماء تملأ محيط المكان، سيارة شرطة «بوكس» تستقر أمام مدخل النقطة التى يسبقها برج مراقبة على بعد ثلاثين متراً تقريباً، خارج المبنى الصغير المزين بالحجر الهاشمى، بقيت آثار الشهداء خارج المكان، «براد» شاى وأكواب مياه فارغة وإناء يمتلئ بماء الشرب وكيس من الشاى والسكر، بجوار هذه المتعلقات توجد قطع من الأخشاب الصغيرة والكبيرة وشجرة يبدو عليها آثار الحرق، ومقعدان خشبيان يجاوران الأخشاب فى الغالب كان يستخدمها رجال الشرطة للجلوس أمام الكمين ليلاً.[FirstQuote]
مبنى الكمين المكون من غرفتين محصن جيداً، نوافذه تحوطها شبكة من حديد تمنع دخول الأشخاص، على سور مجاور لمدخل الكمين، كانت أكواب الشاى التى كان يحتسيها الجنود ليلاً ما زالت باقية.
آثار الدماء تنتشر خارج الكمين فى موقع الحادث، ما زالت الدماء يبدو عليها اللون الأحمر، ولم تتحول إلى اللون الأسود، تلطخ الدماء أحد المقاعد الخشبية التى كانت فى المكان، منها دماء وقعت على رماد النيران التى كانوا يوقدونها، دماء أخرى تسربت من أحد الضحايا وتساقطت على شكل قطرات تدل على المصاب، هذه القطرات توقف مسارها على الأرض بجوار مدخل النقطة التى تم مهاجمتها.
بجوار المكان الذى كان يجلس فيه رجال الشرطة الشهداء والمصابون يوجد حاجز خرسانى يجلس خلفه أحد أفراد التأمين لحماية وصد الهجوم ودعم تأمين المكان، أعلى النقطة يوجد مستقر لتأمين المكان أيضاً، وعلى أحد أعمدة الإضاءة توجد كشافات إضاءة لإنارة محيط النقطة.
تأمين الكمين يمتد لعشرات الأمتار حيث تنتشر عدة حواجز أمنية تستقبل السيارات المارة قبل الوصول إلى الكمين، مطبات صناعية مرتفعة تسبق الكمين وتجبر سائقى السيارات على التوقف أو التهدئة الشديدة لمرور هذه الكمائن.
أقرب السكان المجاورين للكمين على بعد مسافة كبيرة إلى حد ما، فلم يشهد أحد منهم تفاصيل الواقعة، لكن سمعوا طلقات نيران متلاحقة فى تمام الساعة الرابعة والعشرين دقيقة، يقول عبدالسميع سلطان، أحد الأهالى، إنه سمع فى الساعات الأخيرة من الليل طلقات نيران لم يعرف مصدرها، وتخوف من الخروج من منزله، وعلم فى الصباح خبر مقتل رجال الشرطة فى الكمين.
تم نقل الجثث والمصابين إلى مستشفى بنى سويف العام والوسطى المركزيين، والمتوفون هم: عبداللطيف محمد، 42 سنة، أمين شرطة، يقيم بقرية فوة مركز الواسطى، وسالم شعبان سالم، 41 سنة، أمين شرطة يقيم بقرية الزيتون مركز ناصر، ومحمد سعد محمد 28 سنة، رقيب شرطة يقيم بقرية الميمون مركز الواسطى، وعبدالجيد جودة سيد، 41 سنة، رقيب شرطة يقيم بقرية طنسا مركز ناصر، وجمال أحمد عباس (رقيب شرطة) يقيم بقرية الرياض، مركز ناصر ببنى سويف، والمصابون هم: سيد حسين أبوسريع، رقيب شرطة، 22 سنة، ومصطفى عليان على، 29 سنة، أمين شرطة، والاثنان يقيمان بقرية الزيتون، مركز ناصر ببنى سويف.
أخبار متعلقة
حكمدار بنى سويف يكشف لـ«الوطن» تفاصيل الحادث الإرهابى
جنازة الشهداء تتحول إلى مظاهرة شعبية ضد الجماعة الإرهابية
«الطب الشرعى»: طلقات نارية سبب استشهاد أفراد كمين الشرطة
سياسيون يُدينون الهجوم على الكمين.. ويؤكدون: الإرهاب لا يُسقط نظاماً
«بيت المقدس» تتبنى الهجوم على كمين بنى سويف وقتل 5 من جنوده
فتاوى الإرهاب تحرض ضد الجيش وتصف قتل الجنود بالجهاد
قوى إسلامية تُحمّل الإخوان مسئولية حادث بنى سويف.. وتصفهم بـ«خوارج هذا الزمان»
عسكريون: خريطة عنف الإخوان فى 25 يناير «جعجعة».. والحادث «صدفة»