شويكار خليفة: التفكير فى إنتاج أفلام جديدة توقف منذ الثورة.. ودور العرض تبحث عن إيرادات

كتب: أجرت الحوار: نورهان نصرالله

شويكار خليفة: التفكير فى إنتاج أفلام جديدة توقف منذ الثورة.. ودور العرض تبحث عن إيرادات

شويكار خليفة: التفكير فى إنتاج أفلام جديدة توقف منذ الثورة.. ودور العرض تبحث عن إيرادات

تعتبر شويكار خليفة واحدة من جيل الرواد، الذين عاصروا الفترات الذهبية للرسوم المتحركة.

وتولت «خليفة» مناصب عدة داخل التليفزيون المصرى، بالإضافة إلى عملها مخرجة للرسوم المتحركة، حيث أطلق عليها لقب «رائدة الرسوم المتحركة».

تحدثت «شويكار» فى حوارها مع «الوطن» عن الأزمات التى تمر بها صناعة الرسوم المتحركة، وأسباب تراجعها وكيف نعود إلى الريادة.. إلى نص الحوار.

قدمت مصر أول فيلم رسوم متحركة بعد سنوات قليلة من إنتاج «والت ديزنى» لأعماله، لماذا لم تتقدم تلك الصناعة لدينا؟

- نحن لم نتعامل مع الرسوم المتحركة باعتبارها صناعة، بل ظل التعامل معها فى إطار الاجتهادات الشخصية، على عكس ما حدث فى الخارج، فكانت فى البداية تجارب فردية تحولت إلى صناعة قوية، تتضمن عوامل كثيرة من بينها التمويل والتخطيط والتسويق بالإضافة إلى العنصر الفنى، لكن الوضع بالنسبة لنا متقلب، نمر بفترات تنتعش فيها الصناعة لوجود شخص مهتم يدعمها ويمولها، وعندما يترك منصبه لسبب أو لآخر يعود الوضع كما كان عليه، وفى الوقت الحالى نحن وقعنا فى فك الإنتاج الخليجى.

{long_qoute_1}

ما المقصود بـ«فخ الإنتاج الخليجى»؟

- يمول المنتجون الخليجيون الفنانين المصريين لتقديم أعمال خليجية وليست مصرية وبعيدة عن ثقافتنا التى كنا نصدرها للعالم، وبالتالى فأغلب الإنتاج يتناسب مع ثقافة وتقاليد تلك الدول.

هل ذلك يعنى أن الرسوم المتحركة فى مصر مرت بعصور ذهبية؟

- بالطبع، فقد شهدت الرسوم تألقاً فى أواخر الستينات على يد الشقيقين حسام وعلى مهيب، بالإضافة إلى فنانى الرسوم المتحركة فى التليفزيون المصرى آنذاك، وحصدنا الجائزة الأولى من مهرجان التليفزيون الدولى عن فيلم يجمع التصوير الحى بالرسوم المتحركة، كان بعنوان «الخط الأبيض»، وشاركت فيه الفنانة نيللى، بالإضافة إلى إسهامات المخرج فهمى عبدالحميد، الذى اعتمد على الرسوم المتحركة فى الفوازير، مثل فوازير «ألف ليلة وليلة»، وبعد وفاته توقف الأمر مرة أخرى، ثم جاءت صحوة التسعينات عندما بدأت المخرجة منى أبوالنصر تقدم «السندباد البحرى» و«بكار».

هل المشكلة فى عدم تسويق تلك الأعمال بشكل أفضل؟

- أكيد، صناعة الرسوم المتحركة كأى صناعة متماسكة الحلقات تبدأ من التمويل وتصل إلى التسويق، ولكن للأسف لم تكتمل الدائرة، فهناك مشكلة كبيرة فى تسويق أعمالنا. نحن لدينا إمكانيات بشرية مميزة، لدينا مواهب فى الكتابة والرسم والإخراج، وهو ما يعنى أنه فى الفترات التى تتوافر لنا فيها إمكانيات جيدة كان يمكننا تقديم أعمال تفوز على إنتاج دول أخرى، وأذكر أنه أثناء مشاركتنا فى مهرجان للتليفزيون بدولة تونس، عندما سألت مسئولى القطاع الاقتصادى عن أعمال الرسوم المتحركة التى أحضروها معهم لعرضها وتسويقها فى المهرجان فوجئت بأنهم لم يحضروا أى أفلام رسوم متحركة لأنه لم ينبههم أحد لذلك، المشكلة الأساسية عدم وجود وعى بأهمية الرسوم المتحركة حتى داخل التليفزيون المصرى، وما أسهم فى نجاح منى أبوالنصر أنها اشترطت فى عقدها مع التليفزيون أن تتولى التسويق لنفسها، فنجحت أعمالها بخلاف الأعمال التى توضع فى يد موظفين.

متى نستطيع مشاهدة فيلم رسوم متحركة مصرى فى دور العرض السينمائى؟

- هناك فيلم تم إنتاجه للمخرجة عطية عادل خيرى، حصل على جائزة مهرجان القاهرة السينمائى من عامين، لكن دور العرض لم تقبل عرضه، حيث تفتقر إلى الجرأة والحماس فى اتخاذ مثل هذا القرار، أصحاب دور العرض يبحثون عن الإيرادات فقط، فى الوقت الذى تحقق فيه أفلام الأنيميشن إيرادات ضخمة تتجاوز إيرادات الأفلام التى يؤدى بطولتها نجوم، لكننا للأسف نفتقد تلك الثقافة، رغم أن أعمالنا حصلت على جوائز فى مختلف المهرجانات حول العالم ما بين تونس، المغرب، إيطاليا وإيران.

من وجهة نظرك، ما المشكلة الأبرز التى يواجهها صناع الرسوم المتحركة فى مصر؟

- هم فى حاجة إلى تمويل حتى يستطيعوا تقديم أعمال على مستوى جيد، الموارد المالية هى العائق أمامنا، أما الأفكار والتنفيذ فهى على مستوى عال، بعد الثورة أغلق عدد من استديوهات الرسوم المتحركة أبوابه، والجزء الآخر اتجه إلى الإنتاج الخليجى.


مواضيع متعلقة