باحث نيجيري: غياب الخطاب الإسلامي المعتدل وراء صعود التنظيمات الارهابية في أفريقيا

كتب: بهاء الدين محمد

باحث نيجيري: غياب الخطاب الإسلامي المعتدل وراء صعود التنظيمات الارهابية في أفريقيا

باحث نيجيري: غياب الخطاب الإسلامي المعتدل وراء صعود التنظيمات الارهابية في أفريقيا

نظم "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية" محاضرة للدكتور الخضر عبد الباقي محمد، مدير المركز النيجيري للبحوث العربية بعنوان "التنظيمات الإسلامية المتشددة في إفريقيا: جدل الحاضر ورهانات المستقبل"، مساء أمس الأول في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بمقر المركز في العاصمة أبوظبي، بحضور حشد من الجمهور، من بينهم عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي من السفارات العربية والأجنبية وإعلاميين عرب وأجانب. واستهل الدكتور الخضر عبدالباقي محمد، مدير المركز النيجيري للبحوث العربية محاضرته بتوجيه تحية خاصة إلى قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها، كما قدم خالص التهاني لسعادة الدكتور جمال سند السويدي ولمنتسبي "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية"، بمناسبة احتفالات المركز بالذكرى العشرين لتأسيسه، مشيداً بالمكانة الفكرية والبحثية المرموقة التي يقف عليها المركز اليوم على الصعد الوطنية والإقليمية والدولية، وقال "يعد مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية من أبرز معالم المعرفة العلمية والمنابر الأساسية لمسيرة البحث العلمي في الوطن العربي"، متمنياً مزيداً من التقدم والازدهار لمسيرة عمل المركز وللقائمين عليه. وتحدث الدكتور الخضر عبدالباقي محمد عن تاريخ ظهور الجماعات الأصولية المتشددة ذات الشعارات والخلفيات الدينية على الساحة الإفريقية، وما نتج عنها من أسماء لتنظيمات ذات توجهات جهادية دخلت في مواجهات مع السلطات الأمنية في عدد من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، مستعرضاً عدداً من المحاور أهمها: حول حقيقة تلك التنظيمات الجهادية من حيث النشأة وأطر التكوين "الفكري والفلسفي"، وقال "إن أغلب الجماعات تحمل الطابع الديني في ظاهر الأمر، لكن حقيقة الأمر أن هناك مكونات داخلية في تلك الجماعات منها الطائفية والقبلية والمصالح السياسية التي تغذي وجود مثل تلك الجماعات" وماهيّة التركيبة التنظيمية وطبيعة العلاقات والامتدادات الخارجية لتلك الجماعات مع "تنظيم القاعدة"، ونقاط الالتقاء والاختلاف فيما بينهما، والانعكاسات المجتمعية لهذه التنظيمات والتطورات على الأوضاع الداخلية في بلدان غرب إفريقيا، وتحدث أيضاً عن دور أو مساهمة لجهات خارجية في انتشار تلك الجماعات، وكيفية التوظيف السياسي لها. وأشار الباحث إلى أبرز عوامل وأسباب الصعود الدراماتيكي للأنشطة الإرهابية لتلك الجماعات، والتي عزاها إلى أسباب داخلية منها: عدم وجود مؤسسة ذات مرجعية عليا وفكر إسلامي، وتنامي حركات الإسلام السياسي، والتوتر المذهبي بين مكونات المجتمع الإسلامي في إفريقيا، بالإضافة إلى غياب الخطاب الإسلامي المعتدل حيال الأحداث والمواقف التي تخص الدين الإسلامي. فيما أرجع الأسباب الخارجية في نشوء تلك الجماعات وصعودها إلى أن تلك الأخيرة تسعى إلى وقف التمدد الغربي في إفريقيا باعتباره جزءاً من أيديولوجياتها. وخصص الدكتور الخضر قسماً من محاضرته تناول فيها آليات تمويل التنظيمات الإسلامية المتشددة في منطقة إفريقيا، من خلال الشبكات التجارية التي من الممكن أن تتعاطى كل أنواع التجارة، بغض النظر عن حرمتها، بالإضافة إلى الأموال التي تحصل عليها تلك الجماعات لقاء احتجاز الرهائن، وتعتمد أيضاً في تمويلها على أنشطة "غسل الأموال" والتبرعات الخيرية التي تصلها. واختتم الدكتور الخضر عبدالباقي محمد، مدير المركز النيجيري للبحوث العربية، محاضرته بأهمية إجراء الدراسات الموضوعية ذات الصبغة البحثية لتلك الجماعات، ويبقى السؤال الأهم: هل تمتلك تلك التنظيمات المتشددة ذات المرجعيات الدينية القدرات القتالية التي يتم التحدث عنها في الإعلام، أم أن هناك قوى خفية وتقاطع مصالح مع بعض الدول تمد وتغذي الجماعات بما تريد لتكون أداة تمرر من خلالها ما تريده تلك القوى؟. ويذكر أن الدكتور الخضر عبدالباقي محمد، باحث أكاديمي، وأستاذ جامعي ومحلل سياسي وإعلامي، نيجيري الجنسية، حصل على دكتوراه الفلسفة في الإعلام الدولي مع مرتبة الشرف الأولى، ودرجة الماجستير في الإعلام الدولي، ودرجة البكالوريوس في الإعلام من كلية الدعوة والإعلام في جامعة الإمام محمد في الرياض، تخصص "الصورة المتبادلة بين العرب والأفارقة (العلاقات الثقافية)". التصنيفات