صحيفة أمريكية: مع استمرار العنف في اوكرانيا.. هل هناك طريق يؤدي إلى السلام؟
ذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، أن شوارع العاصمة الأوكرانية كييف شهدت أمس استمرار المناوشات بين المعارضة وقوات الأمن حيث قذف المتظاهرون الشرطة بالحجارة وقنابل الصوت والمولوتوف وردت عليهم الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، اليوم، إلى أنه الأزمة السياسية في كييف تصاعدت بعد مرور شهرين على المظاهرات التي بدأت بشكل سلمي احتجاجا على رفض الحكومة اتفاقية من شأنها تحقيق تقارب مع الاتحاد الأوروبي وذلك من أجل تواصل أوثق مع روسيا.
وتسرد "كريستيان ساينس مونيتور"، كيف بدأت القصة قائلة: إنه 21 من نوفمبر العام الماضي تم تنظيم احتجاجات لتأييد الشراكة مع الاتحاد الأوروبي عقب إعلان الرئيس الأوكراني، فيكتور يانوكوفيتش، تعليق التوقيع على اتفاقية الشراكة السياسية والاقتصادية المخطط لها منذ زمن مع الاتحاد الأوروبي واختياره بدلا من ذلك خطة إنقاذ اقتصادي من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقد خرج مئات الآلاف من المحتجين إلى شوارع العاصمة جراء فض قوات الشرطة مظاهرة سلمية للطلاب واندلعت أعمال العنف بين المتظاهرين وقوات الشرطة في الأول من ديسمبر إلا أنها منذ ذلك الحين اتخذت طابعا سلميا حتى أعمال العنف التي وقعت بالأمس بعد إعلان الرئيس يانوكوفيتش، قانون مكافحة المظاهرات الذي يفرض غرامات وعقوبات تصل إلى السجن لمن يتظاهر دون تصريح.
ويمنع القانون الجديد النشطاء من ارتداء الخوذ أو الأقنعة في المظاهرات ويقيد حرية التعبير ويقوض القدرة على التحقيق أو رصد نشاط المسؤولين ويقيد القانون أيضا نشاط المنظمات غير الحكومية التي تمولها الدول الغربية وهي كثيرة في أوكرانيا.
ويشابه هذا القانون قانونا صادرا في روسيا المجاورة وهو ما يثير الاتهامات بأن يانوكوفيتش، يسير على خطى بوتين في بناء سياسة الدولة ومن جانب أخر وصفت الولايات المتحدة التشريع بأنه "غير ديمقراطي" وحث الاتحاد الأوروبي كييف بالنظر مرة أخرى على القانون.
وتسلط الصحيفة الأمريكية، الضوء على جانب أخر من القصة وهو عدم وحدة المعارضة الأوكرانية وحالة الإحباط التي يعاني منها الشارع الأوكراني؛ بسبب انشقاق الصف وعدم اتخاذ قرارات حاسمة في الوقت الذي يظهر فيه القانون عدم اعتبار يانوكوفيتش، بالاحتجاجات التي كانت تطالب بإقالته وعودة الحقوق المدنية حيث كانت الهتافات " نريد قائدا" وكنتيجة لعدم وصولهم إلى أية قرار حول القائد الذي لابد أن يمسك بزمام الأمور خرج مئات إلى الشوارع متجهين إلى البرلمان وهناك هاجموا قوات فض الشغب بالعصي والقنابل الحارقة والحجارة وردت الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي.
وقام زعيم المعارضة فيتالي كليتشكو، بمحاولة لوقف العنف إلا أن متظاهرين متطرفين قاموا بمهاجمته وقال أحد المتظاهرين: "لقد سئمنا الانتظار وعلينا أن نغير نحن بأيدينا علينا أن نغير قادتنا".
وتساءلت الصحيفة هل يمكن أن يكون للحوار فائدة، فقد ذهب كليتشكو وفى نيته منع ما اسماه بحرب أهلية إلى منزل يانوكوفيتش، ليلة أمس وأنتهى الحديث بوعد من الرئيس بإجراء مفاوضات إلا أن يانوكوفيتش، عين أمين مجلس الأمن الأوكراني أندريه كلوي، الذي يلقى المتظاهرون عليه اللوم بسبب اعمال العنف في تفريق مظاهرة الطلاب، ليترأس المفاوضات.
وقد أصر زعيم المعارضة على حضور الرئيس الأوكراني، المفاوضات بنفسه وحث كل الأوكرانيين بالخروج إلى شوارع العاصمة للدفاع عن مستقبل البلاد.
واختتمت "كريستيان ساينس مونيتور"، بدور الغرب في كل هذا حيث دعا زعماء المعارضة الأوكرانية، الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بفرض عقوبات على مسؤولين أوكرانيين رفيعي المستوى والداعمين ماديا لـ"يانوكوفيتش"، إلا أن الدبلوماسيين الغربيون اكتفوا حتى الان بالتهديد بفرض عقوبات واصدار البيانات شديدة اللهجة وقد احتشد المئات في محيط مكتب الاتحاد الأوروبي بكييف اليوم مرددين "نحتاج مساعدتكم" و"بدون عقوبات لن يوجد سلام".