م الآخر| ديمقراطية الزيت والسكر

م الآخر| ديمقراطية الزيت والسكر
الزيت والسكر.. أشهر منتجين في مصر، ويمكن أن يكونا أشهر من المنتجات المستوردة المعروضة في أشهر مولات مصر.. وتزداد شهرة المنتجين جدًا في الانتخابات والاستفتاءات، أو الأعراس الديمقراطية زي ما بيقولو عليها!، بس إيه السر في كده؟.
ليه دايمًا بتتلخص علاقة النظام بالشعب في "إزازة زيت وكيس سكر"، وده تقريبًا في معظم الأنظمة اللي حكمت مصر.. أظن إننا لو فتشنا في تاريخ الفراعنة، ممكن نلاقى الملك خفرع كان بيوزع زيت وسكر في توابيت على الناس، قبل ما ينزل الانتخابات!.. وفي العصر الحديث كان الحزب الوطني بيغدق على الشعب بطوفان من "كراتين"، عليها شعار الحزب الوطنى الأخضر "الفاقع"، تحوي زيت وسكر وفول وعدس وخلافة من الحاجات اللي تعتبر دون مستوى الرفاهية بمراحل، خصوصًا في الأماكن الفقيرة ومعظم قرى الصعيد.
وكان أقصى حلم المواطن إنه يلحق كرتونة من دي، وتلاقى البلد كلها ماشية بكراتين "خضرا"، وبالفعل الزيت والسكر كان يجني ثماره في كل مرة، وراح نظام وجه نظام تاني.. نظام "مرسي" أو الإخوان، وده طبعًا أكتر فترة اشتهرت فيها سياسة الزيت والسكر وكله "بالحب"، استفتاء بالزيت والسكر، انتخابات رئاسة بالزيت والسكر، مجلس شعب وشورى بالزيت والسكر، وكله "بما لا يخلف شرع الله!"، ماشي يا عم الشيخ.
وراحت دولة مرسي، وجه نظام جديد واتعمل دستور برضو جديد، وقبل الاستفتاء بأيام وكالعادة، فوجئنا بـ"كراتين" القوات المسلحة، بتنهمر على المواطنين بكثافة في كل مكان وبردوة فيها "زيت وسكر"، بس بصراحة كرتونة القوات المسلحة مش ملونة آه، بس فيها "أوبشن جديدة" زي مثلًا دقيق فاخر اللي بيتعمل منه "بيتفور" والحاجات دي.. وده في حد ذاته يعتبر تطور ملحوظ في نظرية الزيت والسكر.
السؤال هنا، ليه الأنظمة مصرة على أن ده تمن المواطن المصري؟، وإن دي هي همزة الوصل الوحيدة بينها وبين الشعب؟، هو إحنا فعلًا رخاص للدرجة دي؟ واشمعنا زيت وسكر؟، ليه مثلًا ميكونش "آي فون" أو "بلاك بيري"، يمكن علشان دى سلع أساسية وإحنا محتاجين نسد جوعنا بيها!.
بيشترو أحلامنا في مقابل إننا منموتش من الجوع، وفي الآخر بيسموها ديمقراطية!.. فعلًا ديمقراطية "الانتهاز واستغلال الحاجة".. قصدي ديمقراطية "الزيت والسكر".