عائدون من الإلحاد.. تعرف على رحلة "هونر ولنكز وبراون" إلى الإيمان

كتب: حسام حربى

عائدون من الإلحاد.. تعرف على رحلة "هونر ولنكز وبراون" إلى الإيمان

عائدون من الإلحاد.. تعرف على رحلة "هونر ولنكز وبراون" إلى الإيمان

تفسر موسوعة المعرفة، الإلحاد على أنه مصطلح لتيار فكري وفلسفي يتمركز حول إنكار وجود خالق أعظم، أو أية قوة إلهية بمفهوم الديانات السائدة، لا يمكن إدراكه بحواس الإنسان أو المنطق، وهو ما يتناقض مع فكرة الألوهية، أو الإيمان بالله، وفيما اختيار بعض المعتنقين للديانات الخروج عليها، فإن العصر الحديث حافل بالعديد من الملحدين الذين تلمسوا واختاروا طريق الإيمان:

1- البروفيسور عبدالهادي هونر - رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة جورجيا

ففي مقابلة تلفزيونية له، قال البروفيسور عبدالهادي هونر كامب، إنه اعتنق الإسلام في سن 19 عام، في فترة الستينات من القرن الماضي، حيث كان طالبًا في الجامعة يحب المعرفة ويدرس الفلسفة والأديان الشرقية والهندية، إلا أنه قرر السفر إلى الهند بهدف لقاء ما وصفه بـ"مرشدي الروحي"، وتأمل الذات، ولم يكن في تلك الفترة يؤمن بوجود الله.

وعمل عبدالهادي، في مكتب بريد لمدة سنة تقريبًا، وفي عام 1969، سافر من نيويورك إلى يوغسلافيا، ومر خلال رحلته على تركيا وإيران وأفغانستان، وفي الأخيرة تأثر بالواقع الإسلامي وشكل المساجد وهندستها ومسار الحضارة الإسلامية، وانبهر هناك بحسن معاملة المسلمين، ثم سافر إلى باكستان، وتأثر بسماحة شعبها وكرمهم.

وكانت بدايته مع الإسلام عندما تعرفت على "محمد الكول"، وكان خياطًا بسيطًا، ودعاه إلى الطعام في محله الصغير، وأهداه في إحدى المرات "سبحة"، وطلب منه أن يقول "لا إله إلا الله".

ويقول عبدالهادي: أكدت للرجل أنني لا أعرف معنى الجملة، فأخبرني أن أكتفي بالذكر، وأنه سيصلي ويدعو معي، ليتغير كل شيء بعدها، وتطلب أمر اعتناقي الإسلام نطق الشهادة، وتعلمت بعدها قراءة الفاتحة وقصار السور، ثم أخذت أصلي في البيت، وليس في المسجد خشية أن يقول المصلون إن هذا الأمريكي لا يحترم ديننا، إلا أنهم عندما علموا بأمر دخولي في الإسلام، سمحوا لي بالصلاة معهم في المسجد، وأهداني الإمام "طاقية بيضاء" بديعة الصنع، ومع أول صلاة لي داخل المسجد غمرني إحساس غريب شعرت به لأول مرة في حياتي، وانتهيت من صلاتي ولم تنته دموعي، وتعلمت في باكستان الخياطة، وأقمت بها 5 سنوات، ثم بدأت قراءة كتب الفقه، والتحقت بالمدارس القرآنية، على مدار 10 أعوام، ودرست النحو والبلاغة والمنطق الحديث، إلى أن توليت بعدها رئاسة قسم الدراسات الإسلامية بجامعة جورجيا.

2- مارتن لنكز - متصوف وأديب إنجليزي "الشيخ أبو بكر سراج الدين"

واعتنق لينجز، الذي يحب أن يلقبه الناس بـ"الشيخ أبوبكر"، الإسلام بعد لقائه العديد من الصوفيّة أتباع الطريقة الشاذلية في مصر، ثم لقائه بالشيخ عبدالواحد يحيى "رينيه جينو"‏ الفرنسي الذي انتمى إلى المدرسة الشاذلية، وأصبح من أصدقائه.

ويقول لينجز، الذي توفي في 2005 عن عمر ناهز 96 عامًا، إن ما أثّر عليّ وجعلني أهتم بالإسلام، هو كاتب مؤلّف كبير كان مثلي غير مسلمًا، ثم اعتنق الإسلام حتى أصبح من أعلام المتصوفة، وهو الشيخ عبدالواحد يحيى، الذي أثرت في كتاباته فلا أعتقد أنني قرأت كتبًا من قبل في عظمة كتبه، فسعيت إلى لقائه وأتيت إلى مصر حيث يعيش، واستفدتُ منه كثيرًا، وتعلمت عنه الزهد أو التصوف.

واختار لنكز، الأديب الانجليزي التصوف مسلكًا ومنهجًا في الحياة، وعاش في مصر من 1939 حتى 1952، وعمل في التدريس بكلية الآداب جامعة القاهرة، وحج إلى بيت الله الحرام، وأصدر في عام 1973 كتابه "محمد رسول الله"، ثم كتابه "اليقين"، وحصل على جائزة الرئيس الباكستاني وتوفي في عام 2005.

3- لورانس بي براون - طبيب أمريكي

وعمل الطبيب الأمريكي، لورانس بي بروان، في سلاح الجو الأمريكي، وعاش بين عائلة مسيحية بروتستانية، إلا أنه اختار الإلحاد.

وعن قصة إسلامه، يقول الطبيب الأمريكي، في مقابلة تلفزيونية: "رزقت بطفلة تعاني من مشكلة كبيرة في القلب حتى أن المصاب غالبًا ما يكون مصيره الموت، وكانت تستدعي إجراء عملية جراحية في القلب ثم يفتح القلب مرة أخرى بعد عدة سنوات لإجراء عملية أخرى، وغالبًا ما يكون مصير الطفل المصاب بتلك المشكلة هو الوفاة، وأمام حالة طفلتي شعرت للمرة الأولى في حياتي أنني عاجز عن فعل أي شيء لها".

ويتابع براون: غادرت غرفة العناية المركزة وتركت ابنتي مع فريق الأطباء المتخصصين، وتوجهت إلى غرفة العبادة، لأصلي صلاة الملحد، وقلت يارب إن كنت موجودًا حقا، إن كنت موجودًا أريد مساعدتك، واستمرت صلاتي 20 دقيقة وأنا أدعو يارب نجي ابنتي واهدني إلى الدين الذي ترضاه، وأخذت عهدًا بيني وبين خالقي أن يوفقني إلى الدين الصحيح الذي يرتضيه، ثم عدت إلى غرفة ابنتي في العناية المركزة، وفجأة رفع الأطباء وجوههم، لأجد الغموض سمتهم وكأنهم لا يدركون ما الذي حدث وقالوا لي سيتحسن وضعها "هانا، وتصبح طفلة طبيعية جدا وصحتها جيدة.

ويستطرد براون: تذكرت وقتها الوعد الذي أخذته على نفسي إذا نجت ابنتي من الموت، وهو ما تحقق بعدها بالبحث في الديانات إلى أن اهتديت إلى الإسلام.

 


مواضيع متعلقة