الصورة لا تزال فى جيبى: حكايات من ألبوم الحرب والكورة.. «عادل» يحب صورته مع زملائه على الجبهة.. و«مصطفى» وثّق «30 يونيو» بكاميرته.. و«أبوعكاز» لا ينسى صعود مصر لنهائى أمم أفريقيا 2006

الصورة لا تزال فى جيبى: حكايات من ألبوم الحرب والكورة.. «عادل» يحب صورته مع زملائه على الجبهة.. و«مصطفى» وثّق «30 يونيو» بكاميرته.. و«أبوعكاز» لا ينسى صعود مصر لنهائى أمم أفريقيا 2006
- أحمد مصطفى
- أرض الفيروز
- أعلام مصر
- ألبوم صور
- أمم أفريقيا
- استاد القاهرة
- الأبيض والأسود
- الجيش فى سيناء
- القائد العام
- أحداث الثورة
- أحمد مصطفى
- أرض الفيروز
- أعلام مصر
- ألبوم صور
- أمم أفريقيا
- استاد القاهرة
- الأبيض والأسود
- الجيش فى سيناء
- القائد العام
- أحداث الثورة
فى ألبوم ذكريات المصريين مشاهد وثقتها الكاميرات، وحفرتها سجلات التاريخ، يعشقون استرجاعها، ويشتاقون لحلوها ومرها، فكانت ولا تزال مصدر فخر وسعادة. يجلس الجد وسط أحفاده ليحكى لهم عن لقطة بالأبيض والأسود، مفعماً بنشوة النصر على الجبهة التى لن تمحى من ذاكرته بمرور السنين، والأب يحكى لأبنائه عن لحظات الحماس من قلب المدرج وهو يشجع بقلبه وعقله، ويهتف لمنتخب بلاده، والشاب يوثق مشاركته فى الحدث السياسى ضد حكم «الإخوان» من قلب المظاهرة، ليحتفظ بها ويحكى عنها لطفله القادم. تمر الأيام وتتعاقب، لتأتى اللحظة التى يسترجع فيها كل شخص تفاصيل إحدى الصور التى يتعلق بها، وعلى لسانه عبارة واحدة: «أنا فاكر اليوم ده كأنه إمبارح».
جندى مقاتل عادل مصطفى أبوقورة، هذا الاسم بكارنيه العسكرية المصرية الذى لا يزال يحتفظ به الرجل السبعينى، معه صورة قديمة على الجبهة يتوسط فيها اثنين من المقاتلين، يتذكر كل تفاصيلها وكأنها بالأمس القريب، فحرب أكتوبر المجيدة لها ذكريات خاصة فى قلبه وعقله، مثلما هى مصدر فخر واعتزاز لكل المصريين، يقول: «كان عمرى لما دخلت الجيش 19 سنة، ومهمتى هى نقل الأسلحة والمعدات والإمدادات التى تحتاجها معسكرات الجيش». مرت أيام الحرب على «أبوقورة»، 67 عاماً، وهو يقضى خدمته متمركزاً فى مدينة المنصورة.
كلما سمع «المقاتل العجوز» عن أخبار الحرب التى يخوضها الجيش فى سيناء، الآن، ضد فلول الإرهاب، يتمنى العودة لارتداء بدلته العسكرية «الأفرول»، وحمل سلاحه من جديد. يحكى عن صورته القديمة التى يحتفظ بها منذ انتهاء الحرب قبل 45 عاماً، فيظهر وسط اثنين من أصدقائه، منهم صديقه المقرب أثناء الحرب صلاح الدين عبدالخالق، وما زالا يتواصلان لوقتنا هذا، حيث يستعيد معه ذكريات البطولة على أرض الفيروز.
مشاهد موثقة لأحداث أخرى، يحتفظ بها المصريون فى ألبوم صورهم، فمن قلب شوارع وميادين مصر، هتف الشعب فى يوم 30 يونيو «يسقط حكم المرشد»، وهو الحدث الذى شارك فيه أحمد مصطفى، الشاب الثلاثينى، بروحه وجسده وكاميرته التى وثق بها أحداث الثورة، فالتقط صوراً لحماس المشاركين وهتافهم وأعلام مصر فى كل الأرجاء، وبينها صورة يعتز بها ولن ينساها، وهى صورة لمشاركته فى أحداث الثورة: «دى اللحظة اللى هحكى عنها لولادى، وهوريهم صورى وأنا فخور ببلدى».
«30 يونيو الصبح كان الهدوء الذى يسبق العاصفة». بهذه الكلمات وصف «مصطفى»، لـ«الوطن»، ذكرياته مع هذ اليوم. خرج فى الصباح لامساً حالة هدوء تغلف الطرقات على غير المعتاد، وعند الموعد المحدد، توافدت الحشود من كل مكان وامتلأت الميادين عن آخرها، والكل يهتف بحماس لتصحيح المسار الخاطئ، بينما يقف ليوثق المشهد رافعاً علامة النصر، وأعلام مصر ترفرف فى أيدى المتظاهرين من خلفه، حتى جاءت لحظة بيان القائد العام للقوات المسلحة الذى غيّر مسار مصر، وخلّصها من حكم الإخوان.
وكما كانت الذكريات حاضرة على الجبهة، وفى الميادين، كانت فى المدرجات. التشجيع يهز الاستاد وأعلام مصر تغطى سماءه فى مؤازرة لمنتخب مصر أملاً فى حمل الكأس الأفريقية عام 2006، فمن قلب استاد القاهرة، كانت اللحظة التى لا ينساها هانى القراش، الذى حرص قدر المستطاع على حضور أكبر عدد من المباريات لمؤازرة المنتخب الوطنى.
يروى «القراش» لـ«الوطن» كواليس تلك الصورة أثناء مباراة مصر والسنغال والتى انتهت بفوز مصر، يقول: «كنت فى المقصورة الرئيسية، وأكتر حاجة مانسهاش فى الماتش كانت الخناقة اللى بين ميدو والمدرب حسن شحاتة عند تبديل اللاعب»، ولكن سرعان ما وقعت المفاجأة التى هزت أرجاء الاستاد بعد تسجيل عمرو زكى هدف مصر فى الدقيقة 81 من عمر المباراة، فانتابت الشاب، البالغ حينها 36 عاماً، حالة فرحة عارمة ممزوجة بحالة قلق على الدقائق الصعبة التى تبقت فى المباراة، حتى جاءت صافرة الحسم وتأهل المنتخب الوطنى للمباراة النهائية ببطولة أمم أفريقيا، يستطرد «القراش»: «المباراة دى مش ممكن أنساها لأنها كانت صعبة جداً، وكلنا فى الاستاد بندعى وبنشجع من قلبنا».