أول درس فى التمرد: لا تعِش فى جلباب أبيك «المزين»

كتب: محمد غالب

أول درس فى التمرد: لا تعِش فى جلباب أبيك «المزين»

أول درس فى التمرد: لا تعِش فى جلباب أبيك «المزين»

«لن أعيش فى جلباب أبى» قرار اتخذه حلمى السيد، وهو فى الـ 23 من عمره، عندما رفض مهنة «المزين» التى كان يعمل فيها والده، وقرر البحث عن عمل يحبه، كان يسير فى شوارع العتبة يبحث عن ذاته، يلفت انتباهه شارع ملىء بمحال بيع وتصليح المراوح، فيختلس النظرات داخل الدكاكين والورش على أمل التعلم واكتساب حرفة.

وقع فى غرام التصليح: «عينيّا اللى علمتنى، النظر يخلّى الإنسان يوصل لهدفه، كنت بفضل باصص للناس اللى بتصلح لحد ما اتعلمت»، فتح الرجل، صاحب الـ 75 عاماً الآن، ورشته ليبدأ العمل فيما يحب، وظل فيها حتى كبر فى السن وما زال يعمل: «بقالى 50 سنة بصلّح المراوح».

لم يتعلم فى مدارس، لكن الحياة علمته أكثر من درس: «اتعلمت إنى لو ماعنديش قبول لحاجة أسيبها، وأن ربنا بيسهّل بعد صعوبة، وإنى أقعد جنب أى حد بيعمل حاجة وأتعلم منه كل يوم حاجة مهما كان عمرى كبير».

الشارع الذى كان يمتلئ بورش تصليح المراوح، لم يعد كما كان، جميعهم تركوها وظل هو فى مهنته بسبب حبه لها: «اللى باع واللى قفل، إلا أنا ثابت على موقفى، فخور إنى بتاع مراوح».

مهنة موسمية لا زبون لها فى فصل الشتاء، فقرر مع الوقت أن يتعلم شيئاً مختلفاً: «بقيت أشوف بتاع السيشوار بيصلح إزاى وأتعلم، وبتاع المكواة، وخبرة من هنا على هنا، بقيت أصلّح خلاطات وتليفونات، لكن فى الصيف مراوح بس».

يحرص على سماع القرآن الكريم أثناء العمل، وفتح التليفزيون القديم وقت نشرة الأخبار على القنوات الأرضية، وما زال محتفظاً بالتليفون الأرضى الذى يقوم بإصلاحه بنفسه ويتلقى عليه اتصالات الزبائن: «حابب حياتى كده، وأى حاجة قديمة عندى بصلّحها لنفسى لو باظت».


مواضيع متعلقة