«داعشي» منشق يروي كواليس حياته داخل التنظيم الإرهابي.. وكيفية انضمامه عن طريق تركيا

«داعشي» منشق يروي كواليس حياته داخل التنظيم الإرهابي.. وكيفية انضمامه عن طريق تركيا
- داعش الارهابى
- جرائم بشعة
- جلاص الالمانى
- صحيفة بريطانية
- داعش الارهابى
- جرائم بشعة
- جلاص الالمانى
- صحيفة بريطانية
سلطت صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية الضوء على أحد الإرهابيين الأجانب الذين انضموا إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، بعدما تم خداعهم وإيهامهم بتطبيق الشريعة.
وقالت الصحيفة البريطانية في تقريرها، إن الألماني لوكاس جلاس، لم يكن قد أنهى دراسته عندما قرر الانضمام إلى داعش في صيف 2014، عقب إعلان التنظيم الإرهابي خلافته العالمية، وترك منزله في دورتموند ليبدأ هو وزوجته حياة جديدة في سوريا، وكان عمره حينها لا يتجاوز الـ 19 عامًا.
وأكد جلاس، البالغ من العمر 23 عامًا، في تصريحاته للصحيفة البريطانية، أن كل ما يعرفه عن تنظيم داعش الإرهابي، هو أنهم يطبقون الشريعة الإسلامية ويحاربون بشار الأسد، قائلًا: "لقد أتيت لممارسة ديني، واعتقدت حينها أنني سأجد ما أريده هنا، ولكن في حقيقة الأمر كان الوضع مختلفا كليًا".
وعلقت الصحيفة البريطانية على ذلك: إن جلاس واحد من آلاف الأجانب الذين جاءوا إلى هذا البلد في خضم حرب أهلية وحشية ليعيشوا وفقا لتفسير خاطئ للشريعة الإسلامية وهو ما وعد داعش بتطبيقه، ولعب العديد منهم دورًا رئيسيًا في فترة سيطرة التنظيم على الأراضي السورية، حيث عملوا كجنود ومجندين في صفوف التنظيم الإرهابي.
وتابعت الصحيفة البريطانية في تقريرها، أنه خلال الأشهر القليلة الماضية، ومع اقتراب نهاية داعش الإرهابي، تم اعتقال المئات من الرعايا الأجانب من قبل القوات السورية الديمقراطية وهم يغادرون منطقة داعش الآخذة في الانحسار، ولكن القبض عليهم هو مجرد بداية عملية معقدة ليس لها نهاية واضحة في الأفق.
وأضافت الصحيفة البريطانية، أن معظم البلدان لا تريد استعادة هؤلاء المواطنين الذين غادروا للانضمام لداعش الإرهابي، خشية أن يشكلوا تهديدًا إذا عادوا، في الوقت الذي تصعب فيه مقاضاتهم بسبب عدم وجود أدلة على ما فعله الأفراد خلال فترة إقامتهم مع تنظيم داعش الإرهابي، ويعرف الأجانب الذين يغادرون التنظيم هذه الحقيقة، حيث يزعم معظمهم أنه ليس لهم علاقة بالتنظيم الإرهابي.
وصرح مسؤول مخابرات كردي للصحيفة البريطانية، مسؤول عن التعامل مع أعضاء يشتبه في أنهم ينتمون للتنظيم الإرهابي: "كلهم يقولون الشيء نفسه، نحن لا نصدقهم".
ولفتت الصحيفة البريطانية، إلى أن جلاس ليس من هؤلاء، بل يعترف علانية بأنه كان من أحد عناصر التنظيم الإرهابي لمدة عامين، ولكنه يزعم بأنه قد تم خداعه بدعايتهم الكاذبة، ولم يكتشف حقيقة التنظيم الإرهابي إلا بعد فوات الأوان".
وأضافت الصحيفة البريطانية في تقريرها، أن قصة جلاس تعطينا نظرة عميقة لما يحدث داخل التنظيم الإرهابي، وخيبة الأمل التي تعتري العديد من أتباعه عندما تبدأ ثرواتهم في الانخفاض، وفي حواره مع الصحيفة البريطانية، روى جلاس قصته مع التنظيم الإرهابي وكيف انضم إليه.
وأشار جلاس عن دوافعه في الانضمام إلى تنظيم "داعش" الإرهابي: "يمكن مقارنة ذلك بالجندي الأمريكي الذي يريد الانضمام إلى الجيش، لماذا هو مستعد للانضمام إلى الجيش الأمريكي، والذهاب إلى أفغانستان أو العراق أو سوريا للتضحية بحياته من أجل الديمقراطية؟ سمعنا أنهم أعلنوا قيام دولة إسلامية، وهذا ما جئنا من أجله".
وبحسب الصحيفة البريطانية، فقد اعتنق جلاس، الإسلام عام 2010، بعد 10 سنوات من قيام والدته بالشيء نفسه، لقد كان على دراية بالدين في معظم مناحي الحياة، ولكنه لم يكن قد كبر حتى اكتشف إيمانه، لكنه يقول إنه شعر بأن ألمانيا لا تسمح له بالعيش في الحرية الدينية التي يريدها.
وفي يوليو عام 2014، عندما دعا زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي المسلمين في جميع أنحاء العالم للقدوم إلى سوريا والعراق لبناء دولة إسلامية، لم يتردد "جلاس" وشعر أن من واجبه الذهاب إليهم.
وتزوج جلاس من زوجته الألمانية، وسافر بعد شهر إلى تركيا، حيث تعاون مع مهربًا لنقله عبر الحدود إلى سوريا، وبعد فترة وجيزة وجد نفسه في إحدى أماكن تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث يوجد ما يقرب من 400 شخص في معسكر واحد، من ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا ودول شمال أفريقيا- على حد قوله.
وأراد جلاس، أن يقاتل من أجل التنظيم الإرهابي، ضد الحكومة السورية، ولكن إجرائه لعملية جراحية سابقة جعلته غير صالح للجبهة، وبدلًا من ذلك تم تعيينه في قوة الشرطة بمحافظة حلب.
وطوال الفترة التي كان فيها جلاس، أحد عناصر داعش الإرهابي، نفذ التنظيم الإرهابي جرائم بشعة، حيث اجتاح مقاتلو داعش بلدة سنجار العراقية، وذبحوا المدنيين الأيزيديين وخطفوا الآلاف من النساء واعتدوا عليهن، وبث التنظيم الإرهابي مقاطع تسجيلية لقطع الرؤوس، جعلته يتغير من داخله نحوهم.
وقال جلاس في تصريحاته: "لقد رأيت بعض الأشياء التي تجري في التنظيم الإرهابي والتي لم أقبلها، واعتقدت أنها غير إسلامية، لقد كانت مقاطع الفيديو الدعائية لهم تعرض أشياء صدمتني، من حرق للناس وإغراقهم، وهذه أشياء ليست في دين الإسلام ولم أقبلها، فقررت تركهم.
وأضاف جلاس خلال حواره للصحيفة البريطانية: "عندما حاولت الهرب لم أنجح في ذلك، وسجنوني لمدة شهر ونصف، وأفرجوا عني بشرط ألا أحاول الهرب، وهددوني بالقتل إذا فعلت ذلك مرة أخرى".
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أنه بعدما تم القبض على جلاس شرق مدينة سوسة في 6 يناير الماضي، وقد انفصل عن أسرته وما زال رهن الاحتجاز حتى يومنا هذا، وتم احتجاز زوجته وأطفاله حاليًا مع آلاف العائلات الأخرى التي يشتبه في أنها أعضاء في منظمة داعش الإرهابي في معسكر احتجاز.