الأسطى حسن: بقالي 50 سنة مكوجي.. ونفسي الدولة تفتكرني بمعاش

كتب: محمد رمضان

 الأسطى حسن: بقالي 50 سنة مكوجي.. ونفسي الدولة تفتكرني بمعاش

الأسطى حسن: بقالي 50 سنة مكوجي.. ونفسي الدولة تفتكرني بمعاش

داخل إحدى العمارات السكنية بحي السيدة زينب يقف على قدميه اللتين أصابهما التعب، وعلى منضدته المتهالكة حيث "البخاخة والمكواة" يكوي ملابس زبائنه بأسعار تتراوح ما بين جنيه أو جنيهين لقطعة الملابس، فهذا هو قوت يومه الذي يعيش عليه منذ أن احترق مصنع الملابس الذي كان يعمل به في حدائق القبة منذ حوالي 15 عامًا، ويمازح الشباب الذين يقفون معه قائلاً: "الوقفة اللي أنا واقفها دي ما يقدرش شاب فيكم يقفها". يقول عم حسن مصطفى (69 عامًا) في حديثه لـ"الوطن": "بشتغل مكوجي من وأنا عندي 17 سنة، واشتغلت في مصنع محمد عبده النشار للملابس لمدة 30 سنة لحد ما اتحرق المصنع من 15 سنة وطلعت من المولد بلا حمص، وما صرفوليش معاش أو حتى تأمين". الأسطى حسن أو "عم سونة" - كما يلقبه أهل المنطقة- لديه من الأبناء 4 أولاد وبنت، والأولاد الأربعة غير موظفين ويعملون بالأجر اليومي، أما ابنته فهي بالمرحلة الابتدائية. ويتابع حسن قائلاً في مرارة وهو يحرك المكواة بمهارة على القميص الذي يعتلي المنضدة المتهالكة: "اللي معاه واسطة يكسب، مرات واحد زميلي في الشغل صرفولها معاش جوزها بعد ما مات عشان قريبها كان سواق لنائب في مجلس الشعب تبع الحزب الوطني". ويجلس "الأسطى حسن" على أريكة خشب بجوار المنضدة ليستريح قليلاً، ويضيف قائلاً: "موظفو التأمينات صرفولي معاش من حوالي 10 سنين، وكان 20 جنيهًا في الشهر، ولما شافوني بكوي قالوا لي: ما انت حالك كويس أهو وشغال، احنا بندي معاش للناس اللي حالها تعبان خالص، ومن ساعتها وقفوا المعاش ومرجعش تاني، خصوصًا لما طلبوا مقابل أو (حلاوة) عشان يستمروا في صرف المعاش". واختتم حديثه قائلاً: "أنا نفسي بس الدولة تحس بينا، أنا عندي عيال في سن الجواز عايز أجهزها، وصحتي بقت على أدي ومليش معاش، ده غير إني عايش في أوضة أنا وأسرتي.. وكله على الله".