د. يسرى الهوارى: هشاشة العظام «مرض صامت وليس له أعراض محددة»

د. يسرى الهوارى: هشاشة العظام «مرض صامت وليس له أعراض محددة»
الخوف الزائد على اللزوم على الأطفال وجعلهم يرتدون ملابس كثيرة وعدم تعرضهم للشمس فضلاً عن عدم ممارسة الرياضة والكسل، كلها عوامل تساعد على ضعف العظام وجعلها أكثر عرضة لمشاكل كثيرة مثل هشاشة العظام، هذا ما حذر منه ا. د. يسرى الهوارى، أستاذ ورئيس قسم جراحة العظام بطب قصر العينى، أثناء رئاسته المؤتمر المتوسطى الثانى للعلاج الموضعى لهشاشة العظام وتقوية العمود الفقرى.
يقول «الهوارى» إن «بناء العظام يبدأ فى مرحلة الطفولة، فيجب على الآباء والأمهات أن يعرضوا أطفالهم للشمس لأنها مفيدة وصحية جداً فهى تحتوى على فيتامين (د)، وهو فيتامين أساسى لبناء عضلات قوية».
ويضيف «الهوارى»، رئيس جمعية تشوهات العمود الفقرى، أن مشكلة هشاشة العظام تكمن فى أنه مرض «صامت» فهو غير مؤلم ولا يتميز بأعراض معينة تنذر بالإصابة به ولا يتم اكتشافه إلا بعد حدوث كسور فى العظام، ولذلك فهو يطلق عليه «اللص المتخفى»، وهو مرض كبار السن فلا يصيب الأطفال أو الشباب.
ويوضح أن أسباب الإصابة به ترجع إلى قلة النشاط والحركة، وعدم اتباع نظام غذائى صحى، ونقص فيتامين «د» والكالسيوم فى الجسم، وتناول بعض الأدوية مثل الكورتيزون، والعامل الوراثى له دور أيضاً، وبالنسبة للسيدات فإن أسباب إصابتهن بهشاشة العظام ترجع إلى توقف الدورة الشهرية حيث إن هرمون الإستروجين يقوم ببناء العظام ومع توقف الدورة الشهرية يبدأ الجسم بأخذ الكالسيوم من العظام، ما يؤدى إلى الإصابة بالهشاشة.
أما عن أكثر الفئات عرضة للإصابة بالهشاشة فيوضح «الهوارى»، أثناء المؤتمر الصحفى الذى انعقد على هامش المؤتمر، أن النساء هن أكثر عرضة للإصابة من الرجال وذلك نتيجة اختلاف الهرمونات بين الجنسين وانقطاع الدورة الشهرية للنساء، كما أن النساء التى تنجب عدداً كبيراً من الأبناء فى فترات قصيرة تكون أكثر عرضة من غيرها للإصابة بالهشاشة، وذلك لأنهن لا يتحن لأنفسهن فرصة لتعويض الكالسيوم الذى فقدته أثناء الحمل والولادة، والنساء النحيفات هن أكثر عرضة للإصابة عن النساء ذات الوزن الزائد، وذلك لأن السيدات الممتلئات لديهن تحت الجلد نسبة كبيرة من هرمون الإستروجين وهو الذى يحمى من الهشاشة، والأشخاص المدخنة أو التى تتناول الكحوليات هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة أيضاً.
وعن أحدث الأساليب العلاجية يقول ا. د. باسم جورجى، أستاذ الأشعة وعلاج الألم بـ«سان دييجو» بكاليفورنيا، إن «العلاج من خلال الحقن الأسمنتى يعد أكثر الوسائل تطوراً للتخلص من الآلام الناتجة عن كسور العمود الفقرى الذى يحدث نتيجة الإصابة بهشاشة العظام، وهو يتم من خلال فتحة صغيرة جداً فى العمود الفقرى لإدخال إبرة أو إبرتين لتثبيت المنطقة المكسورة وتكون الإبرة مرفقاً بها حشوة أسمنتية، وعندما تتصلب هذه المادة فى المنطقة المكسورة داخل الجسم فإنها تثبت الكسور والعظام الضعيفة».
ويوضح «جورجى» أن هذا العلاج الموضعى الحديث له مميزات عدة، فالمريض يمكن أن يخرج من المستشفى بعد ساعة أو ساعتين من الحقن، كما أنه يمارس حياته الطبيعية فى نفس اليوم دون الشعور بالألم، كما أنها الوسيلة الأمثل لكبار السن الذين يعانون من كسور بالعمود الفقرى الناتجة عن هشاشة العظام ويعانون أيضاً من أمراض عديدة، وبالتالى يجدون صعوبة فى إجراء العمليات الجراحية وأخذ بنج كلى، فهذه التقنية تعتمد على البنج الموضعى ونتائجها هائلة للغاية ولا تحتاج إلى فترة نقاهة مثل العمليات.
ويعطى «الهوارى» نصائح عامة للوقاية من هشاشة العظام وتقويتها، وهى الإكثار من منتجات الألبان والجبن والتعرض للشمس، وممارسة الرياضة خاصة المشى لأنه الرياضة المثلى لتقوية العظام وهو أفضل من السباحة، كما يجب أن تقوم السيدات بإجراء فحص على العظام كل عام أو عامين بعد سن الـ45، وذلك لأن التشخيص المبكر يقى من المضاعفات الخطيرة للمرض.