ضمن خطة تطوير القاهرة التاريخية.. "سور الأزبكية" معلَم ينبض بالثقافة

كتب: فادية إيهاب

ضمن خطة تطوير القاهرة التاريخية.. "سور الأزبكية" معلَم ينبض بالثقافة

ضمن خطة تطوير القاهرة التاريخية.. "سور الأزبكية" معلَم ينبض بالثقافة

"هناك جمعت من الكتب في كل الفروع، وخصوصا كتب التراث".. جملة قالها الدكتور سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة الإماراتية، موضحا حرصه على الذهاب إلى سور الأزبكية واقتناء كنوزه، مناشدًا الرئيس عبدالفتاح السيسي، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومحافظ القاهرة، اللواء خالد عبدالعال، بالعمل على تطويره، والاحتفال بافتتاحه قريبا.

وعقب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، خلال الافتتاح، بأنه سيتم تطوير سور الأزبكية ضمن خطة تطوير القاهرة التاريخية والإسلامية، وذلك بعد أكثر من مائة عام على إنشاء هذا السور، أبرز معالم المدينة الثقافية، الذي ضم العديد من الرواد ومشاهير الأدباء والشعراء والسياسيين.

مكتبات هذا السور امتدت من العتبة وحتى تمثال إبراهيم باشا، وجاوزت المائة والثلاثين مكتبة‏، يتاخمها ثلاثة مسارح عظيمة هي القومي والطليعة والعرائس والأوبرا وقهوة المختلط التي جلس عليه، ضاما وجبة متنوعة من الكتب لجميع الأذواق وبجميع الأسعار ، من مجلات الأطفال الجديدة والمستعملة إلى مجلات الموضة والديكور والمجلات الشبابية، والكتب والروايات الجديدة والمستعملة والقديمة جدًا والكتب التراثية.

وعن مكان "سور الأزبكية" فهو بجوار حديقة الأزبكية، التي ظلت علي عهدها منذ إنشائها عام 1872، وبرغم التغيرات التي طرأت عليها بسورها الحديدي الأسود والذي تم هدمه مع بداية ثورة يوليو 1952 وتحولت الحديقة لمنتزه عام وتمت إقامة سور حجري مكان الحديدي الذي تحول لمكتبات ثقافية ومنارة إشعاع فكري وثقافي ومعرض دائم ومفتوح للكتب القديمة.

وقبل إنشاء السور، كان باعة الكتب يطوفون بالكتب حتى بدأوا في افتراش الأرض بالكتب بميدان العتبة وبمحاذاة حديقة الأزبكية ، وعلى الرغم مكانة السور ورواج منتجاته الثقافية، إلا أنه ولسنوات طويلة لم يحظ باهتمام حتي عام 1949.

وكانت تجارة الكتب قد استقرت وأصبح لها رأس مال وزبائن ثابتين فتوجه البائعون جميعاً وكان عددهم 31 بائعاً لمجلس الوزراء والتقوا برئيس الوزراء آنذاك مصطفي النحاس الذي تعاطف معهم وأصدر أمره إلي فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية ليُصدر لهم تراخيص ثابتة لمزاولة المهنة ومنع تعرض بلدية القاهرة لهم ليكون بذلك رسميا أول سور للكتب في الأزبكية وأحد أهم المعالم الأثرية والفنية بالعاصمة.

وخلال عام 1959 لجأ البائعون إلى الدكتور عبدالقادر حاتم، مدير مكتب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر آنذاك، ليأمر الرئيس بتنفيذ أكشاك خشبية للبائعين لتنظيم كتبهم، وإصدار تصاريح رسمية لهم بمزاولة المهنة بشرط ألا يغيروا نشاطهم وأهداهم الأكشاك، وذلك حسب ما ذكرته الهيئة العامة للاستعلامات.

كان للسور نصيب الأسد في نهضة الستينات الثقافية حيث المطابع تُصدر كتاباً كل ست ساعات وتزايد الإقبال على التعليم، وظهور نشاط بعض السياسيين المثقفين وحركة أدبية مزدهرة، وإعلاء قيمة الثقافة، فتنامت التجارة حتي بلغ البائعون 310 تجار كتب أي تضاعفوا عشر مرات.

وفي عام 1983 تم هدم السور ونقله لسور السيدة زينب بسبب أعمال وضع أساسات كوبري الأزهر واستمر لمدة خمس سنوات عندما صدر حكم محكمة القاهرة، لصالح التجار للترخيص لهم بالعمل في السور وقد عادوا بالفعل وتكرر الأمر عام 1993 ولمدة أربع سنوات عندما بدأ في أعمال إنشاء محطة مترو الأنفاق بميدان الأوبرا، ومن ثم تم نقل التجار لمنطقة الحسين بجوار مستشفي الحسين الجامعي حتي عادوا من جديد عام 1998.

تم تصميم أكشاك على النظام الفاطمي وتمليكها لأصحابها واشترطوا عليهم عدم تغيير النشاط خاصة وأن تجار السور في فترة من الفترات انساقوا وراء متطلبات السوق من شرائط كاسيت وبضائع أخري بجوار الكتب، وما زال هذا المكان ينبض بالثقافة ومقتنياته النادرة.


مواضيع متعلقة